ظهرت ملامح الغضب بادية على وجه رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة، بعد خسارة "الخضر" أمام قطر وديا أول أمس بملعب نادي لخويا، رغم أنه حاول إخفاء ذلك من خلال الحديث الذي دار بينه وبين بوڤرة وبعدها صايفي، قبل أن يعود ويجلس في مقاعد البدلاء ويجري اتصالا هاتفيا لفترة قاربت 10 دقائق، فيما كان الجمهور جميعه قد غادر واللاعبون قد صعدوا إلى الحافلة للعودة إلى فندق الشعلة. مجاني لم يوفق في مهمته.. غياب بوڤرة واضح و«الخضر» من دون قائد حقيقي اتضح جيدا خلال مباراة «الخضر» أمام قطر أن التشكيلة الوطنية تفتقد لقائد فوق أرضية الميدان، حيث لم يكن مجاني موفقا تماما في دوره الدفاعي وفي دوره كقائد، بعدما منحه المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف شارة القيادة، بعد اعتزال بوڤرة دوليا بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة بغينيا الإستوائية، حيث كشفت مصادر مقربة من الطاقم الفني ل«الخضر» ل«النهار» بعد نهاية اللقاء، أن الناخب الوطني سيجد صعوبة كبيرة في إيجاد من يقوم بالدور الكبير الذي كان يقوم به لاعب غلاسكو رانجرز الاسكتلندي سابقا، والذي سبق وأن اعترف به حتى المدرب السابق وحيد حليلوزيتش. لم يتحكم في تصرفات زملائه وبن طالب واجه الحكم وليس قطر ظهر جليا ضعف مجاني في التحكم في تصرفات زملائه باعتباره القائد الأول في الفريق، حيث لم يحرك ساكنا ولم يطالبهم بالتفكير والتركيز على اللعب وليس على قرارات الحكم الأوزبكي، الذي وإن كان قد ارتكب العديد من الأخطاء إلا أن ذلك لا يجعل وسط الميدان نبيل بن طالب يصب تركيزه طوال 90 دقيقة على الحديث إليه، رغم أنه يلعب في فريق محترف وفي بطولة قوية ويعلم جيدا أنه لا يجب الاحتجاج على قرارات الحكم، كما أنه بطريقته تلك خرج من تركيز المباراة وأخرج زملاءه معه. محور الدفاع هاجس حقيقي وغوركيف في ورطة ظهر محور دفاع «الخضر» مهزوزا أمام المنتخب القطري، الذي وإن كان يحتل مركزا يتجاوز 100 في ترتيب «الفيفا»، إلا أنه تمكن من اختراق مجاني وشافعي ودفاع «الخضر» بطريقة سهلة، وكادت النتيجة أن تكون أكثر لولا اصطدام كرة في العارضة وتألق الحارس دوخة في إبعاد فرصة أخرى، وأيضا فرص ضيعها مهاجمو العنابي بسبب التسرع، والتي كانت ستقود لنتيجة عريضة وكارثية رغم ودية اللقاء. «التيكي تاكا» من دون فعالية لا معنى لها وغوركيف مطالب بحلّ عاجل واصل «الخضر» تطبيق الفكر المحبذ لمدرب لوريان السابق كريستيان غوركيف في مباراة قطر الودية أول أمس، بالاعتماء على التمريرات القصيرة والاستحاوذ على الكرة، لكن بعقم هجومي كبير يطرح أكثر من علامة استفهام، من دون شك ستجعل المدرب الفرنسي يفكّر لإيجاد حل عاجل لأن «التيكي تاكا» من دون فعالية لا معنى لها، و«التيكي تاكا» من دون محور دفاع جيد ستجعل المنتخب يعاني من الهجمات المعاكسة للمنافس، وهو ما وقع للخضر في «الكان» الأخير، خاصة لما بقي منتخب كوت ديفوار يلعب في الخلف ويبحث عن الفرص المناسبة للتسجيل وهو ما كان له. براهيمي بورتو يختفي.. وبراهيمي «الكان» يعود لم يقدم نجم فريق بورتو ياسين براهيمي ما كان منتظرا منه مع «الخضر»، وكان ظلا لنفسه واحتفظ بالكرة كثيرا، حيث طغى عليه اللعب الفردي غير الناجع وفي غير محله، فلم يصنع الفارق ولم تنجح لقطاته أمام تنظيم دفاعي جيد للمنتخب القطري الذي غاب عنه جمهوره وأيضا 7 لاعبين أساسيين، من بينهم بوعلام خوخي الذي يعد من ركائز الفريق، وحضوره كان من شأنه أن يسبب الكثير من المتاعب للخضر، ولم يظهر براهيمي الذي يبرز في بورتو حيث اكتشفت الجماهير الجزائرية براهيمي «الكان» وبنفس المردود الذي ظهر به في كأس أمم إفريقيا 2015، ومن دون شك أن مردوده المختلف بين بورتو و«الخضر» يطرح الكثير من التساؤلات. منصب براهيمي يطرح التساؤلات ومن هو محق غوركيف أم مدرب بورتو؟ يبدو أن المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف يموت من أجل أفكاره، حيث واصل توظيف براهيمي خلف المهاجمين عكس ما يلعب فيه مع فريقه البرتغالي أين ينشط في الجهة اليسرى، وبعد أن اقتنع غوركيف بأن لاعبه خارج مجال التغطية في مباراة قطر دفع به في الجانب ووظف بلايلي في مركز صانع ألعاب، ويبقى السؤال المحير من هو المحق مدرب بورتو أم غوركيف ومن يعرف جيدا كيف يوظف لاعب «ران» الفرنسي سابقا؟ أنصار «الخضر» غاضبون وغوركيف ينال حقه من الانتقادات صبّ أغلب أنصار «الخضر» غضبهم على المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف بعد الهزيمة أمام المنتخب القطري والأداء الهزيل والمحير، وأبدت الجالية الجزائرية في قطر استياءها من مدرب لوريان سابقا وحملته جزءا من المسؤولية، حيث إنها لم تتقبل بعد الإقصاء من كأس أمم إفريقيا الأخيرة وزاد اللقاء الودي الطين بلة في علاقة الأنصار بالمدرب الفرنسي الذي سيجد نفسه أمام ضغط كبير في المواعيد القادمة، وسيكون مطالبا بإعادة الأمور إلى نصابها وتقديم وجه مغاير ومنتخب فعّال وليس منتخب يستحوذ على الكرة فقط.