تدارك المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم خسارته أمام منتخب قطر، نهاية الأسبوع الماضي، بفوز بالآداء والنتيجة على حساب منتخب سلطنة عمان برباعية كاملة مقابل هدف واحد بمناسبة اللقاء الودي الذي جمع المنتخبين، أمس، على أرضية ميدان سحيم بن حمد بقطر في مباراة ظهر فيها أشبال المدرب الوطني، كريسيان غوركورف، بوجه طيب رغم أن المنافس لم يكن من المستوى العالي وبدا ضعيفا للغاية. إلا أن هذا الفوز وخاصة الأداء الراقي المقدم في هذه المباراة من شأنه أن يعيد الهدوء من جديد في بيت المنتخب بعد كل ذلك الذي حدث عقب الخسارة أمام قطر في أول لقاء ودي ضمن هذا التربص الذي أسدل عليه الستار مباشرة بعد نهاية مواجهة أمس، في انتظار التأكيد خلال المواعيد المقبلة سواء الودية أو الرسمية منها. المرحلة الأولى عرفت دخولا قويا للعناصر الوطنية التي تمكنت بعد مرور دقيقتين فقط من البداية من الوصول لشباك عمان عن طريق بلفوضيل، الذي استغل خطأ فادح في المراقبة من مدافعي المنتخب العماني، لينقض على الكرة ويسكنها الشباك مانحا التقدم ل«الخضر»، وهو ما أعطى ثقة أكثر لأشبال غوركيف الذين واصلوا السيطرة وتهديد مرمى عمان في العديد من المناسبات أبرزها كرة سفير تايدر في الدقيقة الرابعة، والتي مرت جانبية بقليل، غير أن منتخب عمان كاد عكس مجريات اللعب أن يعدل النتيجة في الدقيقة 15 عن طريق مهاجمه رائد إبراهيم، عقب خطأ فادح في المراقبة من فوزي غولام، لكن لسوء حظه كرته مرت جانبية عن مرمى دوخة على غرار قذفة زميلة حسن مظفر ثلاثة دقائق بعد ذلك. بقية أطوار هذه المرحلة سارت في اتجاه واحد ولصالح «الخضر» الذين تمكنوا من إضافة هدف ثاني في الدقيقة 24 عن طريق فغولي بعد فتحة على طبق من الجهة اليسرى من غولام ، وهو الهدف الذي فتح شهية لاعبي «الخضر» الذين كان بإمكانهم إنهاء هذه المرحلة بنتيجة أثقل بالنظر إلى الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم على غرار المهاجم إبراهيم شنيحي في الدقيقة 27 عندما ضيع فرصة إضافة هدف ثالث عقب تلقيه لكرة على طبق من بلفوضيل وكرة براهيمي في الدقيقة 30، والتي أبعدها أحد مدافعي منتخب عمان إلى الركنية ومحاولة بلفوضيل في الدقيقة 43، عندما تلقى كرة على طبق من بن طالب وجه لوجه مع الحارس العماني علي الحبسي الذي تألق في صد كرته ببراعة كبيرة. المرحلة الثانية سارت على نهج سابقتها بتواصل سيطرة الخضر وتهديدها لمرمى حارس منتخب عمان في العديد من المناسبات، حيث كانت البداية في الدقيقة 47 عندما توغل فغولي من الجهة اليمني ووزع كرة على طبق لزميله شنيحي الذي مرت كرته جانبية وفرصة براهيمي دقيقتين بعد ذلك، عندما توغل من الجهة اليمنى لدفاع منتخب عمان ورواغ مدافعين وقذف بقوة، ولكن الحارس، علي الحبسي، كان في المكان المناسب وتصدى للكرة ببراعة، ليكلل هذا الضغط بتسجيل هدف ثالث في الدقيقة 60 عن طريق فغولي عقب توزيعة على طبق من البديل سليماني الذي قدم دقيقة بعد ذلك كرة على طبق ثانية لمهاجم بارما، بلفوضيل، الذي تمكن من تسجيل الهدف الرابع ل«الخضر» والثاني له شخصيا في هذه المباراة، التي تمكن منتخب عمان وبالضبط في الدقيقة 73 من تسجيل هدف الشرف فيها عن طريق المهاجم علي البوسعيدي، عقب خطأ فادح في المراقبة من القائد حليش وكذلك سوء تمركز من الحارس عزالدين دوخة، ما مكن مهاجم عمان من رفع الكرة فوق الحارس وتسجيل هدف رائع في مرمى «الخضر»، الذين واصلوا بعد ذلك سيطرتهم على مجريات اللعب ولكن دون أي جديد إلى غاية صافرة النهاية. غوركيف: أظهرنا وجها معاكسا وفزنا بفضل خطتي أكد الناخب الوطني، كريستيان غوركيف، أن اللاعبين ظهروا بوجه معاكس في مواجهة عمان، كما قال بأنه استخلص العديد من النقاط الايجابية وأوضح بهذا الصدد: «أظهرنا وجها جيدا والمجموعة كانت متماسكة، وكانت هناك الكثير من الامور الإيجابية بالنظر إلى الأداء والتنظيم المحكم»ّ، واضاف: «يجب أن لا نخفي نقص الفعالية، حيث أننا خلقنا الكثير من الفرص التي لم نترجمها إلى أهداف»، وعن الوجه المغاير الذي ظهر به رفقاء براهيمي قال: «فزنا بفضل خطة 4-4-2، لكن يجب أن لا ننسى بأن المباريات تختلف ويجب علينا المواصلة بنفس المستوى». حليش: الإرادة صنعت الفارق والدفاع لا يتحمّل مسؤولية الهدف كشف رفيق حليش مدافع الخضر، أن إرادة اللاعبين صنعت الفارق، وأن كل من في المنتخب أجمع على ضرورة تدارك الخسارة التي مني بها الخضر أمام قطر حيث قال: «كل اللاعبين تحرّروا من الناحية المعنوية، والإرادة كانت حاضرة وصنعت الفارق، حيث أن الجميع كان يسعى إلى تدارك الخسارة التي تلقّيناها في اللقاء الأول»، وعن الهدف الذي تلقّته شباك الحارس دوخة، وفيما أصبح محور الدفاع نقطة ضعف المنتخب قال «الدفاع لا يتحمل مسؤولية الهدف، وبالحديث عن محور الدفاع يوجد لاعبين أصغر مني سنًا قليلا لكن الفارق ليس كبيرًا وفي مقدوري تقديم الإضافة وسأكون حاضر حتى النهاية» دوخة : غوركيف وضع ثقته في والحمد لله أثبتنا أننا في المستوى أكّد عز الدين دوخة، حارس المنتخب الوطني، أنه وزملائه أثبتوا مستواهم خلال لقاء عمان بعد الفوز برباعية كاملة، موضحا في الوقت ذاته أن كل اللاعبين قدّموا ما عليهم خلال اللقاء، أين قال «أثبتنا أننا في المستوى أمام عمان والأهم أننا حققنا الفوز ولم ننس طريقة لعبنا سواء الهجومية أوالدفاعية المعتادة، وكل اللاعبين بمن فيهم الاحتياطيين الذي قدّموا نفس ثاني للتشكيلة، قدّموا ما عليهم خصوصا بعد هزيمة قطر التي كنا فيها مرتبكين»، وأضاف «لا يهمني أن أكون الحارس الأوّل أو الثاني، الأهم هو تمثيل الجزائر، الحمد لله غوركيف وضع ثقته في ومنحني فرصة المشاركة خلال اللقاءين الوديين، رغم أن الحارسين الآخرين أيضا كانوا على أتم الجاهزية للمشاركة». الحبسي: واجهنا منتخبا محترفا لم يترك لنا أي فرصة أرجع علي الحبسي، حارس منتخب عمان، سبب الخسارة إلى سوء تركيز اللاعبين، كما قال في تصريح عقب المباراة إن المنتخب العماني لم يخلق فرصًا كثيرة في ظل السيطرة المطلقة للخضر على كافة أطوار المباراة، وأوضح بهذا الصدد: «عدم التركيز سبب الخسارة، لم نخلق فرص كثيرة للتسجيل والمنتخب الجزائري سيطر بالطول والعرض على كافة أطوار المواجهة»، وأضاف: «لعبنا أمام منتخب محترف باتم معنى الكلمة لكن هذا لا يخفي الوجه الشاحب الذي ظهرنا به، والهزيمة التي تعرّضنا إليها جد قاسية»