تنظر جنايات العاصمة السبت المقبل في قضية سجن تازولت التي كشفت عن بعض الحقائق بشأن أزمة فرار المساجين، والتي لا تقل أهمية عن الأزمة التي شهدها سجن سركاجي خاصة تزامن العمليتين. وارتبطت عملية أزمة سجن"تازولت" بباتنة هي الأخرى بتواطؤ من حارسين مما مكن حوالي 1200 سجين من الفرار في 28 رمضان 1994، الأخيرين اللذين لقيا حتفهما فيما بعد، و للإشارة فقد كشف المتهمين أن كل المساجين ال1200 قد التحقوا بمعاقل الجماعات الإرهابية وصرح المتهم"ع.ن" المدعو صالح أبو يعقوب أن الخطة تمت بناء على الإتصالات التي أقامها المدعو (م.خ) مع الحارسين السالفي الذكر، حيث أجمعوا على ترتيب خطة محكمة لتحرير المساجين، واقترح الحارسين وقت الفطور كأفضل وقت لتنفيذ العملية وذلك دون جلب انتباه مدير السجن وباقي الحراس، كما أنهما كانا على علم بأن الحراس الآخرين سيكونون دون سلاح وسيتناولون الطعام رفقة المساجين، مما جعل العملية تتم دون أية عراقيل. وأشار ذات المتهم، إلى أن 200 سجين ممن تم تحريرهم وجهوا إلى جبال عين الكرشة و200 إلى جبال تاغذا و200 آخرين باتجاه جبال شلعلع، فيما رحل الباقون إلى جبال أوستلي بباتنة. وقال المتهم المكنى ب"عاصم أبو عقبة"إن مركزهم الكائن بجبال أوستلي كان يستعمل لإيواء المساجين المتطرفين الفارين من سجن تازولت ليتم تحويلهم إلى مناطقهم الأصلية. ومن جهة أخرى يتابع المتهمون الأربعة في قضية الحال بتهم عديدة منها الإنتماء إلى جماعة إرهابية مسلحة تنشط داخل الوطن وخارجه والمساس بأمن الدولة، إغتيال المدنيين وأفراد الجيش والقيام بأعمال إرهابية، بالإضافة إلى اختطاف الأجانب وسلب الأموال، المطالبة بأموال ضخمة لأجل تحرير الرهائن وتموين الجماعات الإرهابية داخل الوطن بالأسلحة الثقيلة والذخيرة الحربية، وهذا ما تبين من خلال تصريحاتهم أمام قاضي التحقيق وكذا أمام الضبطية القضائية. وعبر المتهمون في تصريحاتهم عن بعض الخلافات التي نشبت بين قادة الجماعة الإسلامية المسلحة مما ولد اجتماعا بين قادتها خلق بذلك ما سمي فيما بعد بالجماعة السلفية للدعوة و القتال، أين تم تعيين (ديشو) المكنى "أبو مصعب" أميرا وطنيا للجماعة وعبد الرزاق البارا أميرا على منطقة الصحراء لتبدأ بذلك العمليات الإرهابية لهذا الأخير رفقة 15 عنصرا وضعوا تحت إمرته توجهوا حينها من جبال أوستلي بباتنة إلى منطقة الجبل الأبيض الذي مكثوا به أربعة أشهر إزداد خلالها عددهم ليصل إلى 70 فردا تنقلوا بعدها إلى منطقة التاسيلي.