لم تمر الاحتفالات باليوم العالمي للطفولة بردا وسلاما على سكان مدينة قسنطينة، وبالكاد بدأت عائلات سكان حي بن الشرقي تسترجع أنفاسها من واقعة الحادثة الشهيرة التي اختطف فيها الرضيع «ليث كاوة» من مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي ابن باديس، حتى تكررت حادثة أخرى.استيقظ منذ الساعات الأولى لصباح أمس، سكان حي بن الشرقي على وقع حادثة اختطاف طفلة تدعى «سندس.ب» ذات الأربع سنوات ونصف من عمرها من البيت العائلي حوالي الساعة الثانية وخمسة وخمسين دقيقة، عندما استيقظ والد الطفلة وهو مؤذن بمسجد الحي المتواجد على بعد أمتار عن المنزل من نومه لأجل رفع الآذان وأداء صلاة الفجر، ككل يوم، حيث لاحظ أن السياج الحديدي لسطح المسكن مفتوح، فشرع حينها في تفقد غرف المسكن، حيث اكتشف اختفاء ابنته، ليقوم إثرها مباشرة بالاتصال بمصالح الشرطة على الرقم الأخضر. وقد أثارت الحادثة حالة من الفزع والقلق بين الجيران وأقارب الضحية الذين وقع عليهم الخبر كالصاعقة، ليباشر الجميع على إثرها حملة تمشيط واسعة للحي والأحياء المجاورة لكن من دون جدوى. وفور تلقي مصالح الأمن بلاغ والد الطفلة تنقل محققون إلى عين المكان مرفوقين بأفراد الشرطة العلمية وفرقة الأنياب، وكذا رجال الدرك، أين تم فرض طوق أمني غير مسبوق بمداخل ومخارج الحي مع تشديد الرقابة بالحواجز الأمنية من أجل العثور على الطفلة المختطفة. وقد تكللت حالة الاستنفار القصوى وعمليات التمشيط المركزة التي شاركت فيها الفرق الأمنية وعشرات المواطنين الذين تطوعوا للبحث عن سندس، في حدود الساعة الثامنة إلا الربع بالعثور عن الطفلة البريئة جالسة لوحدها بمنطقة غابية قرب منطقة الغراب غير البعيدة، أين تم نقلها مباشرة إلى المستشفى الجامعي لعرضها على الطبيب الشرعي الذي أكد عدم تعرضها إلى أي مكروه، بعدما تخلى عنها الفاعل أو الفاعلون إثر الهبة الجماعية وتضييق الخناق على المنطقة. وحسب شهادات حية من طرف السكان ممن تحدثوا إلى «النهار»، فإن الطفلة سندس لم تبارح مكانها وكانت مصدومة والبرد يسيطر على جسمها النحيف، ولم يستبعد أنها بقيت تلازم مكانها ولم تذرف ولا دمعة واحدة، ما دفع بالفرق الأمنية إلى عرضها على أخصائيين نفسانيين بعد الإسراع في إحضار والديها.
موضوع : مواطنون يحررون طفلة اختطفها مجهولون وطلبوا 50 مليون سنتيم كفدية في قسنطينة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0