خليفة إيروايز لم تودع فلسا واحدا من العملة الصعبة بالبنك المركزي أشعلت أقوال نائب محافظ بنك الجزائر، علي تواتي، أعصاب دفاع عبد المومن خليفة، الذي احتّج كثيرا على طريقة إجاباته التي تراوحت بين تعاليق وصفها الدّفاع ب«الإهانة»، وكلام تلقائي من الشاهد استّفز الكثير من المحامين، الذين شعروا بالإحراج من طريقة حديث نائب المحافظ، الذّي لم يتوان عن القول «أنا شوشو في بنك الجزائر» و«واحد ما يسالني» و«موسى الحاج هو الحاج موسى». وكشف تواتي في شهادته، أمس، بمحكمة جنايات البليدة، أنّه كان وراء منع مجمع سوناطراك من إيداع أمواله ببنك الخليفة، وقال «أنا من أوقف إيداع سوناطراك لأموالها ببنك الخليفة»، وأكّد تواتي أنّه لم يكن وراء قرار وقف التجارة الخارجية ببنك الخليفة، مضيفا أنّ «خليفة للطيران» أدخلت صفرا من العملة الصعبة إلى بنك الجزائر، وقال «عبد المومن خليفة اعترف بذلك بنفسه، وقال لنا اصبروا علي، فصبرنا عليه كثيرا، لكننا لم نر شيئا». دفاع خليفة مجحودة: اللجنة المصرفية قبل تحريك دعوة تأديبية، كان أول إجراء تقوم به هو تعيين مقرر، وعينت في 31 ماي 2001 مقررا للنظر في مشاكل بنك الخليفة، لكن لماذا لم يكن هناك تفعيل لجلسة تأديبية وألغي القرار؟ تواتي: كل القرارات في أرشيف البنك المركزي. متى استدركت مرحلة الفراغ التي مرّت بها اللجنة المصرفية؟ لا أتذكر التواريخ، وهناك عضو توفي. بخصوص قرار سحب الاعتماد عيّن مقرران، ماذا كان الهدف من تعيينهما؟ لم تكن هناك أية حسابات. كيف تفسر تزامن تاريخ تعيين المقررين وسحب الاعتماد للتجارة الخارجية من البنك واستخلاف العضو، وذلك كله في الثاني من ديسمبر؟ ليس هذا من اختصاصي. قرار سحب الاعتماد مبني على تقرير المتصرف الإداري الذي لم يعتمد على تقرير محافظي الحسابات؟ القرار اتخذ بفضل العمل الذي قام به السيد جلاب، الذي قدم أرقاما أثبتت أن البنك كان عاجزا وحسابه لم يكن قادرا على الدفع. هذا يعني أنّه اعتمد على تقرير المتصرف الذي لم يرجع لمحافظي الحسابات؟ في كل بلدان العالم البنك لا يضع أمواله في جيبه بل بالبنك المركزي. دفاع الخليفة لزعر: عرض عليه زميلي خمسة تقارير لمحافظي الحسابات قال لم أطلع عليها، وقال إنهم لم يقوموا بعملهم لأنه كان عليهم التبليغ على وقائع يعاقب عليها القانون، كيف استطعت الحكم عليهم وأنت لم تطّلع على التقارير؟ تواتي: إذا قلت إنهم لم يقوموا بعملهم سأكون كاذبا، بل قلت إنهم لم يرسلوا تقارير تحذير، واستقبلنا تقريرا تحذيريا بعد سنتين تأخر. يقول شغلت منصب مدير عام بطلب شفوي من محافظ بنك الجزائر، هل نفهم أن التعيينات في بنك الجزائر تأخذ بطلب شفهي من أحد أعضائها؟ كنت مدير الصرف حتى جوان 2001 وبعد شهور من تعييني عبر مرسوم رئاسي، اتخذ السيد لكصاصي قرارا لتعييني. القاضي: فيما يخص رئاسته استثنائيا للجنة المصرفية حين سحب الاعتماد، على أي أساس يمضى قرار اللجنة، من قبله قال لكصاصي إنه جرت العادة على ذلك، وصرّح أعضاء اللجنة المصرفية بأن هناك أمرا بتعيينه وهناك من قال بأن هناك عادة، والسيد تواتي جاءنا بقرار آخر، أين عيّنت لرئاسة الجلسة التأديبية؟، وهل ترؤس اللجنة عن طريق العادة وانطلاقا من أمر خاص بتلك الجلسة؟ تواتي: أولا القانون يسمح للمحافظ بتعيين عضو نيابة عنه لترؤس الجلسة التأديبية، وسألته لماذا عينتني أنا؟ قال لي لأنني أحبك، كنت «الشوشو» ولدي الخبرة والأقدمية. الدفاع: قرار 2002 الذي اتخذ بخصوص توقيف التجارة الخارجية هو مخالف لقرار مجلس الدولة؟ تواتي: لم أتخذ أبدا قرار توقيف التجارة الخارجية ببنك الخليفة، القرار اتخذ من قبل المدير العام للصرف. حسب معلوماتي عين مديرا عاما للصرف. تواتي: آه.. أنا أرفض إهاناته. القاضي: سيد لزعر أنت على موعد مع القدر، لا تنس الأصل؟ لزعر: لو حضر دفاع خليفة التحقيق لما وصلنا اليوم لهذا الأمر. حسب تصريحه في سنة 2000، قال قمت شخصيا بإخطار محافظ بنك الجزائر حول «خليفة إيرويز» شفاهة، على أي تقرير اعتمد ليقول أن خليفة للطيران لم تكن تدخل العملة الصعبة للجزائر؟ تواتي: حسب سؤاله نحن لا نعرف القيام بعملنا، خليفة جلب صفرا من العملة الصعبة، وعلمنا من قبل الرئيس المدير العام خليفة نفسه الذي طلب منا الصبر، وصبرنا لكن لم نر أي شيء. تواتي يقوم بتقبيل ومصافحة دفاع خليفة لزعر بعد اشتّداد التّشنّج بين السيد تواتي والمحامي لزعر، وتحوّل الجلسة إلى معركة ساخنة بين تواتي الذي أمضى على قرار سحب الاعتماد من بنك الخليفة والدفاع الذي شدّد، منذ أيام، على المحكمة بضرورة حضور الشاهد بوصفه الشاهد الرئيسي في قضية الحال. لزعر: بخصوص قرار تثبيت سحب التجارة الخارجية من قبل اللجنة المصرفية، هذا القرار ليس له رقم، بصفتها لجنة قضائية يجب أن تكون قراراتها مرقمة، لماذا غاب الترقيم؟ تواتي: لماذا قام خليفة بالطعن على أي أساس، هل «الهوا والريح»؟ القاضي: هو يتكلم عن قرار التجارة الخارجية وليس سحب الاعتماد؟ تواتي: ربما خطأ، اللجنة المصرفية لا تكذب أبدا. القاضي: يرفع الجلسة لتستأنف في الأمسية، قبل أن يطلب من الشاهد استمرار الجلسة لأن له التزامات، والقاضي يتراجع ويقرر رفع الجلسة لعشر دقائق. لزعر: لماذا قال لم أوافق أبدا على استقبال خليفة؟ تواتي: لا أستطيع استقبال رئيس بنك، لم يكن دائما يقدم سببا لزيارته حين يطلب اللقاء. وهناك فرق بين استقبال شخص طلب لقاءه وبين استدعائه، في الأخير واجب عليه ويأتي «بلا مزية»، وهذا ما فعلته في اللقاء الوحيد به. لزعر: هل كان جهاز «سويفت» الخاص بالتجارة الخارجية شغالا خلال فترة تسيير السيد جلاب؟ تواتي: ليس لي علم، لكن كان هناك تقنيون بالبنك يفخرون بأنهم تمكنوا من كسر ذاكرة الجهاز. لزعر: هل كان يشّغل آنذاك؟ تواتي: عندما يتوقف البنك «سويفت» تتوقف. لزعر: قال بعظمة لسانه ليس لي ثقة في هذا البنك لأنه موّل فريق مارسيليا، هل التمويل يشكّل جنحة؟ تواتي: هذا حقي كمسؤول بأن أثق أو لا في أي بنك، «واحد ما يسالني». لزعر: هل يحق له مراسلة الوزارة مباشرة بخصوص التقرير الذي أرسل لوزارة المالية أو كان عليه أن يشعر محافظ البنك احتراما للسلم التصاعدي؟ تواتي: القانون واضح أستطيع كتابة ما أريد، عندما يرسل لي محافظ بنك لن ألعب به الكرة بل «أتمحّن بيه». لزعر: لماذا رفض استقبال خليفة رغم أن المحافظ المسؤول الرئيسي للبنك طلب منه ذلك؟ تواتي: لم يوضح في رسائله الأسباب، وكنت على علم بأنّني لن أصدقه، وكنت أعرف أنه لن يأت مرفوقا بوثائق، هذا ليس شعورا مجانيا. لزعر: لماذا لم تحاول سماعه على الأقل؟ تواتي: تكلمت معه طيلة عشرين دقيقة وشرحت له الوضع، لكنه لم يحرك ساكنا، وماذا كانت إجابته أنا لست بنكيا. لزعر: هناك قرار لم يقم بنك الجزائر به، وكان يمكن أن يمنع الكارثة، وهو عدم إنشاء شركة ضمان الإيداعات، لماذا لم تؤسس هذه المؤسسة؟ تواتي: بنك الجزائر آنذاك كان به الكثير من المشاكل، وتلك لم تكن أولوية. لزعر: اعتبر خليفة بنك أسس خزينة حربية، ماذا كنت تقصد؟ تواتي: قام بشراء ممتلكات في فرنسا. لزعر: هل هذا ممنوع؟ تواتي: حرام وليس ممنوعا. لزعر: لماذا؟ تواتي: لأن هناك أموالا حوّلت بطريقة غير شرعية. لزعر: هل هناك قانون يمنع؟ تواتي: الأموال خرجت من بنوك فرنسية والأموال بهذه البنوك الفرنسية استقبلت من الجزائر. لزعر: هل حددتم مدة انتهاء مهمة المتصرف الإداري؟ تواتي: المتصرف الإداري مكلف بتسيير البنك. لزعر: هل بعد ثلاثة أشهر المتصرف أنهى مهامه بنفسه وأرسل تقريره أم اللجنة المصرفية من أوقفته؟ تواتي: أرسل تقارير للجنة، ووصل إلى لحظة كان المطلوب إعادة تمويل خليفة بنك، والمساهمون كان عليهم توفير الأموال، بنك الجزائر لم يكن بإمكانه إقراض البنك وحتى الخزينة العمومية، أي الدولة لا يمكن أن تقرض من دون معايير، ولو تمّ إقراض بنك خليفة لبقي نقطة سوداء في تاريخ البنك. لزعر: لما اقترح طائرات لإعادة التمويل، هل هذه مساهمة صناعية أم عينية؟ تواتي: ليس هناك فرق، «الحاج موسى هو موسى الحاج». لزعر: هل يعتبر سحب الاعتماد في جلسة واحدة وعدم سماع المعني الرئيسي محاكمة عادلة؟ تواتي: كل المعايير احترمت. لزعر: قلت أن هناك مخالفات لقانون الصرف، لكن قرار الإحالة في قضية الحال لم يدرج هذه التهمة؟ تواتي: لا أستطيع أن أكون مكان القاضي. لزعر: في محاكمة 2007 كانت مدرجة لكن في المحاكمة الجارية أصبح مآلها الاختفاء. النيابة: هناك شكاوى بخصوص مخالفات قانون الصرف على مستوى محكمة الجزائر، وهناك مخالفة تحويل مليون دولار لشركة إنجليزية. دفاع الخليفة يختتم أسئلته بالتصافح مع الشاهد تواتي علي. بعد ذلك تدخل دفاع أحد فروع سوناطراك: هل سبق أن كنت عضوا بمجلس إدارة سوناطراك؟ تواتي: نعم. الدفاع: منذ متى كان ذلك؟ تواتي: منذ 14 سنة. الدفاع: هناك العشرات من فروع سوناطراك أودعت أموالها ببنك الخليفة، لكن المجمع لم يودع أمواله، هل بصفتك كنت عضوا بمجلس إدارة سوناطراك نبّهت المجمع من البنك؟
تواتي: لم أتدخل بخصوص إيداعات فروع سوناطراك، وبخصوص إيداعات سوناطراك تدخلت، وأنا من أوقف إيداعاتها ببنك الخليفة. موضوع : الخليفة كان سينهب أموال سوناطراك وأنا منعت ذلك 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0