مطوفون يمنيون يحتالون على الحجاج الجزائريين و«يسرقون» عدد الدورات حول الكعبة حاج يريد العودة بعد 3 أشواط.. وآخر يلبس قميصا تحت ملابس الإحرام يتلاعب كثير من الحراڤة الذين يتّخذون من دفع العربات لتطويف الحجاج بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة، بشعائر عمرة وحج الجزائريين المسنين ممن يعجزون عن المشي وسط الزحام والتدافع، وذلك في ظل غياب رقابة صارمة من قبل البعثة، وضعف مخطط تطويف الحجاج الذي يتّبعه المرشدون، أين يقوم هؤلاء بتقليص عدد الدورات في الطواف وكذا في السعي، الأمر الذي يجعل حج المعني وعمرته ناقصة إن لم تكن باطلة .يتلاعب كثير من الحراڤة الذين يتّخذون من دفع العربات لتطويف الحجاج بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة، بشعائر عمرة وحج الجزائريين المسنين ممن يعجزون عن المشي وسط الزحام والتدافع، وذلك في ظل غياب رقابة صارمة من قبل البعثة، وضعف مخطط تطويف الحجاج الذي يتّبعه المرشدون، أين يقوم هؤلاء بتقليص عدد الدورات في الطواف وكذا في السعي، الأمر الذي يجعل حج المعني وعمرته ناقصة إن لم تكن باطلة.ويتعمّد هؤلاء «الحراڤة» المنحدرون من مختلف الجنسيات، على غرار اليمنين والمصريين والسوريين ومختلف البلدان العربية التغرير والخصم في عدد الدورات، مستغلين أمية الحجاج الجزائريين وجهل بعضهم وكبر سنهم، ويتسببون في إفساد حجهم رغم أنهم يتقاضون مقابل قرابة الساعة أو الساعتين في الطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة ما لا يقل عن مليون سنتيم وأكثر، أي بين 250 و300 ريال سعودي. "حراڤة" جزائريون يقومون بعمل المرشدين في الحج.. ويقتاتون من عمل العربات وقال محمد وهو «حراڤ» جزائري دخل السعودية قبل 7 سنوات معتمرا قبل أن يقرر البقاء هناك وعدم العودة إلى الجزائر، إنه يعمل في تطويف الحجاج والمعتمرين خلال فترة الحج والعمرة مقابل 250 ريال، ما يقابله مليون سنتيم بالعملة الوطنية، مشيرا إلى أنه يتعامل فقط مع الحجاج الجزائريين لقطع الطريق على اليمنيين الذي يتلاعبون بحج الجزائريين. وأشار محدثنا إلى أنه هو شخصيا يلقن الحاج الجزائري الدعاء عند بداية الطواف، وماذا ينبغي قوله بين الركنين اليماني والحجر الأسود وعند رؤية الكعبة وكذا عند الصفا والمروة وغيرها من الأدعية المأثورة، في وقت لا يشغل باقي المطوّفين من الجنسيات الأخرى أنفسهم بهذا الأمر، وكل همهم هو الانتهاء للحصول على صفقة أخرى مع حاج ثان وثالث ورابع في اليوم، ولو كان ذلك على حساب عدد الأشواط والطواف. وأكد ذات المتحدث أنه وبحكم تعامله مع سائقي العربات من مختلف الجنسيات، سمع بأذنيه طريقة عمل هؤلاء وكيف أنهم يتعمدون إنقاص عدد الأشواط في السعي والطواف، وأنهم يتعاملون مع الجزائريين كثيرا ومع حجاج من بعض الدول العربية الأخرى، زيادة على أن الحاج الجزائري، خاصة من كبار السن، لا يفهم اللهجة اليمنية. اليمنيون يستغلون جهل الجزائريين المسنّين بالمناسك ويستغل هؤلاء جهل الحجاج بمناسك الحج للتلاعب بفريضتهم، كالخروج من صحن الطواف قبل إكمال الشوط السابع أو الطواف فقط 4 أو 5 أشواط حين يكون الطواف مزدحما، من دون مراعاة لمراقبة الله عز وجل، خاصة أن هؤلاء الحجاج يذهبون وحدهم مع صاحب العربة، فلا وجود لمرافقين من البعثة ولا حتى من أقاربهم، عكس باقي البعثات الأخرى التي يخرج حجاجها في أفواج للطواف والسعي ومعهم مرشدون وأئمة يلقنونهم الدعاء. من جهته، يقول عبد الرحمن، وهو «حراڤ» آخر من ولاية وهران، إنه يتعامل مع الوكالات السياحية خلال مواسم العمرة وكذا أثناء الحج، سواء للعمل كمرشد في بعض الأحيان وغالبا لتطويف الحجاج أو المعتمرين المسنين الذي لا يكون في استطاعتهم السعي والطواف مشيا على الأقدام، فيأخذ الحاج أو المعتمر من الفندق ويعيده إلى الفندق وقد اعتمر وتحلل من عمرته وكذا بالنسبة للحج بعد وقفة عرفات والمبيت بمزدلفة. ويقف أغلب هؤلاء الشباب من الجزائريين واليمنيين أمام فنادق البعثة الجزائرية مع أي رحلة تصل، عسى أن يتصيّدوا حاجا أو حاجة، خاصة أن أغلب الرحلات التي وصلت مكة من المدينة أو من الجزائر، ذهب حجاجها فرادى وجماعات للطواف والسعي من دون مرافق من المرشدين أو الأئمة، عدا بعض المتخلّفين منهم، أين يفضّل الحجاج الخروج فور وصولهم إلى الحرم لأداء العمرة بدل انتظار الصباح أو النوم والراحة من السفر. حاج يطلب العودة إلى الفندق بعد 3 أشواط.. وآخر يلبس قميصا تحت ملابس الإحرام وأشار عبد الرحمن في حديثه إلى «النهار» إلى حادثة طريفة، حيث نقل حاجا جزائريا لأداء مناسك العمرة، وكان هناك زحام في الطواف وكذا بالطريق قبل الوصول لصحن الطواف، فأحس ذلك الحاج بتعب الشخص الذي يقوم بدفع العربة وكان ذلك عند الشوط الثالث، فلم يكن من الحاج شفقة على ذلك الشاب إلا أن قال له انتهى يا بني لقد طفنا كثيرا وقد تعبت أنت فلنذهب الآن إلى الفندق، في صورة توحي بعدم معرفة هذا الأخير للمناسك ولا حتى عدد الأشواط.ووقفت $ على حالة غريبة قدم صاحبها في رحلة من المدينةالمنورة للإقامة بفندق «زوار البيت» بمكةالمكرمة، فكان هذا الأخير يلبس قميصا داخليا تحت ملابس الإحرام في صورة توحي بجهله بالحكم، وأنه لم يتلق أي توجيه، وربما لم يكن يحضر الدروس والمحاضرات التي تقام خصيصا لذلك على مستوى الفنادق من قبل الأئمة والمرشدين.من جهته، قال سامي وهو «حراڤ» جزائري ينحدر من قسنطينة ويعمل على تحصيل قوته من دفع العربات وتطويف الحجاج، إنه بدأ هذا العمل فور وصوله إلى السعودية واتخاذه قرار البقاء فيها بطريقة غير شرعية، حيث كانت الحل الوحيد لتحصيل لقمة العيش، مشيرا إلى أن العمل عند رجال الأعمال السعوديين أمر مستحيل لأنه مقيم بطريقة غير شرعية.ومن جهتها، حاجة ومثلها كثير من الحجاج الجزائريين، نزلت يوم النحر بعد وقفة عرفات إلى مكة بعد المبيت بمزدلفة لأداء طواف الإفاضة والتحلل الأول أو الثاني، غير أنها لم تعد للمبيت بمنى في ذلك اليوم وبقيت في الفندق بمكة طيلة الليل من دون العودة إلى منى، غير أن الغريب في الأمر هو أين كان عناصر البعثة من هذه الحالة ومثلها كثير، وكيف سيكون مصير حج هذه الأخيرة، وهل ستجد أصلا من يدلها على طريقة تصحيح حجها سواء بالهدي أو الكفارة. لباس الإحرام الحل الوحيد للإفلات من أيدي رجال الأمن السعوديين ودخول الحرم بالعربة وقال سامي إن اليمنيين الذين يعملون في هذا المجال يتلاعبون بحج الجزائريين وعمرتهم، إذ لا يكملون لهم الطواف ولا السعي، فضلا عن عدم الوقوف عند الصفا ولا المروة لتمكين الحاج من الدعاء ولا حتى تلقينه ما يقوله عند بداية الطواف ولا بين الركنين، على اعتبار أن كبار السن من الحجاج الجزائريين لا يحفظون ذلك ولا بد من تلقينهم الدعاء. وحاولت «النهار» من جهتها التقرب من اليمنيين الذين يصطفون عند مداخل الفنادق لاقتناص الحجاج، لتقصي الأمر والحديث عن طريقة تطويف الحجاج والأسعار التي يطالبون بها فضلا عن صحة الخصم من عدد الأشواط في الطواف والسعي، غير أنهم رفضوا الحديث والإدلاء بأي تصريح خوفا من لفت انتباه السلطات السعودية التي تعتبر هذا العمل غير قانوني إلا للشباب السعودي الحاصل على رخصة بذلك، حيث يضطر «الحراڤة» الجزائريون وغيرهم لارتداء لباس الإحرام ليتمكنوا من دخول الحرم بالعربة، وإلا فسيكون مصيرهم السجن لا محالة، فالأمر يعاقب عليه القانون حتى إن كانت معه بطاقة إقامة، لأن هذا العمل خاص فقط بالشباب السعودي وباقي الجنسيات غير مسموح لهم بتاتا بأداء هذا العمل، إلا إذا كان حاجا مرافقا لأبيه أو زوجته ويكون من دون مقابل، ولا يتخذ من ذلك مهنة له. دخلوا السعودية معتمرين واختبأوا داخل جحور الفئران وعن قصة «الحراڤة» الجزائريين الذين يتواجدون بالسعودية، يقول محمد إنه دخل معتمرا مع إحدى الوكالات السياحية التي رفض ذكر اسمها، غير أنه رفض العودة بعد ذلك وفضل الاختفاء عن الأنظار والبقاء بمكة والمدن المحيطة بها، أين التقى في البداية بتونسي عمله الوحيد هو التكفل بالحراڤة وتسوية وضعيتهم مقابل مبالغ مالية معتبرة، حيث صرح قائلا: «أخذني التونسي وذهب بي إلى شقة من ثلاث غرف وكنا في البداية ثلاثة أو أربعة، غير أن العدد بدأ يرتفع من يوم لآخر حتى وصل 22 شخصا في ثلاث غرف بيننا امرأتان حراڤتان أيضا، كان كل واحد يدفع المبلغ الذي يتفق عليه مع التونسي الذي كان في نفس الوقت يعمل على إيجاد حلول للجميع، سواء عملا أو إقامة أو غيرها. بقينا داخل تلك الغرفة شهرين كاملين لا نخرج منها أبدا حتى من الباب، فقد كانت المرأة وابنتها تطهوان طعامنا والتونسي يحضر كل ما نحتاجه من الخارج، إلى أن وصل وقت الحج فسمح لنا بالخروج والاختلاط مع الحجاج، لأن نسبة توقيفنا حينها ضئيلة جدا خاصة إذا لبسنا لباس الإحرام، وذهب كل إلى عمله، إلى أن انتهى موسم الحج فعدنا إلى الغرفة جميعا، حينها وجدت عملا في الجبس وعملت 7 أشهر بأجر زهيد لأن صاحب العمل يعلم أنني حراڤ، إلى أن جاءت الفرصة التي اشتريت فيها إقامة مقابل 10 آلاف ريال وهو ما يساوي 40 مليون سنتيم بالعملة الوطنية يتم تجديدها سنويا.. وهذا هو حال كل من دخل السعودية «حراڤا».
موضوع : جزائريون حرّاڤة في مكة لتطويف الحجّاج وجرّ العربات 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0