حذّر الدكتور، نور الدين ناصر، مكلف بالإنتاج وحماية النبات بالمكتب الإقليمي ل«الفاو»، من مرض «السوسة الحمراء» المهاجم لأشجار النخيل والذي أصبح يهدد الجزائر عن طريق الدخول من دولتي تونس وليبيا اللتين انتقل إليهما المرض منذ أكثر من ثلاث سنوات، وأدى إلى إتلاف أشجار عمرها عشرات السنوات، مضيفا أن انعدام وسائل الحماية على الحدود سيكلف الدولة خسائر كبيرة على غرار قطع مئات الآلاف من أشجار التفاح والإجاص التي تعرضت للتلف .وقال الخبير المختص في حماية النباتات بمنظمة «الفاو» بشمال إفريقيا، في تصريح ل«النهار» خلال عرضه لمخطط المنظمة الدولية للتصدي للأمراض التي تواجه النباتات في العالم، إن منطقة شمال إفريقيا تواجه حاليا العديد من المخاطر من جراء الأمراض المتنقلة والعابرة للحدود على غرار مرض «السوسة الحمراء» الذي يصيب أشجار النخيل، والذي ظهر في تونس سنة 2012، وأصبح يهدد أشجار النخيل في الجزائر بسبب عدم وجود نظام حماية خاص على الحدود كون المرض يمكن أن يتنقل عبر السيارات التي تدخل إلى تونس. كما أكد الخبير أنه تم إعلام السلطات المختصة في الجزائر من أجل تفادي المرض ومحاربته على الحدود كونه سيكلف موت عشرات الآلاف من أشجار النخيل التي لن يتم تعويضها إلا بعد سنوات.كما حذّر الخبير، من الأمراض التي تصيب النباتات على غرار «ذبابة الزيتون» التي تؤدي الى تناقص غلة الزيتون، والتي اكتسحت تونس وليبيا وتهدد بلدانا أخرى بعدما قدمت من إيطاليا، مثل اللفحة النارية الذي كان قد أصاب أشجار التفاح والإجاص وخلّف خسائر مالية كبيرة للدولة والفلاحين.وأوضح موظف «الفاو»، أن المنظمة تقوم بدورها في تحذير الدول من عواقب هذه الأمراض التي تكلف خسائر كبيرة وتقضي على الغطاء النباتي في البلدان وتؤدي إلى انتشار مختلف الأمراض وتسبب سوء التغذية وأزمات في الغذاء.ودعا الخبير إلى التصدي للأمراض من خلال التسريع في استعمال المبيدات التي اكتشفت في المصانع كونها الحل الوحيد للقضاء على مثل هذه الأمراض التي تنتقل بوتيرة سريعة وتتسبب في موت سريع لأشجار النخيل. ما هي سوسة النخيل الحمراء؟ الحشرة عبارة عن سوسة يبلغ طولها حوالي 4 سم وعرضها حوالي 1 سم لونها بني مائل للاحمرار مع وجود نقط سوداء على الحلقة الصدرية، وتعيش الحشرة الكاملة، من شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويمكن مشاهدتها على مدار السنة، ولكن ذروة مشاهدتها تكون في شهر مارس وشهر جوان وفي الصيف، وتعد الحشرة سريعة التكاثر وتبيض الأنثى من 200 إلى 300 بيضة ثم تبدأ في نهش قلب النخلة.تعتبر سوسة النخيل الحمراء من أخطر الآفات الحشرية التي تهاجم النخيل وتم اكتشاف أول إصابة بها في المملكة العربية السعودية سنة 1987، ثم انتشرت بعد ذلك في المناطق المختلفة وأصبحت أخطر آفة تهدد النخيل بها وكذلك في دول الخليج العربي الأخرى ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهاجم سوسة النخيل الحمراء النخيل الذي يقل عمره عن 20 سنة، حيث أن جذع النخلة يكون غضا وسهل الاختراق.