عندما تتحدث إلى حفيظ دراجي، تنسى للحظات أنك تتكلم مع شخص غادر أرض الوطن، فحبه للجزائر جعله مطلع على كل كبيرة وصغيرة تحدث هنا ... تردد في البداية لكن صمته لم يدم طويلا، حيث تحدث بإسهاب عن العديد من القضايا، نترككم تكتشفوها في هذا الحوار الذي خص به جريدة "النهار" أمس. النهار : صباح الخير حفيظ، معك صحافي جريدة "النهار" من الجزائر؟ صباح الخير، كيف هي أحوالكم، وكيف هي الأحوال في الجزائر. النهار : الحمد لله، كيف هي أحوالك؟ الحمد لله جيدة، عدا اشتياقي لكل شيء في الجزائر، لا أخفي عليك أنه رغم جميع الظروف الملائمة والمتوفرة هنا، إلا أنني أحس وكأن شيء راه يخصني، وهو الحنين إلى أرض الوطن، لكن ما باليد حيلة مع مرور الوقت، بدأت أتأقلم مع هذه الوضعية على الرغم من أن الحنين للجزائر باق ما دمت حيا. النهار : وماذا عن ظروف العمل في الجزيرة الرياضية ؟ جيدة ومع مرور الوقت كذلك أشعر بأن اختياري لهاته القناة كان موفقا إلى حد بعيد. النهار : لنعرج الآن على المنتخب الوطني، ماهو تقييمك لمردود الخضر خلال الخرجة الودية أمام المنتخب البنيني؟ كان بودي اعطائك رأيي في هذا الموضوع، لكني لم أتمكن من مشاهدة اللقاء أمام البنين لتزامنه مع عمل كنت منشغل به في ذلك الوقت، على الرغم من أنه لم يسبق لي وأن ضيعت أي مباراة للمنتخب الوطني سواء كانت رسمية أو ودية، لكن بالرغم من ذلك إلا أنه وصلتني بعض الردود عن هاته المواجهة سواء عن طريق زملائي أو عن طريق مختلف العناوين الصحفية. النهار : ماهي أهم النقاط التي استقيتها من هذه الردود؟ أعتقد أنها كانت خرجة ودية تحضيرية جد مفيدة لمنتخبنا، قبل الخرجة الرسمية الأولى أمام المنتخب الرواندي بكيغاني يوم 28 مارس المقبل، بغض النظر عن النتيجة النهائية التي آلت اليها المبارة وكذا مردود اللاعبين لأنها لاتعدو أن تكون سوى محطة تحضيرية كما ذكرته لك آنفا. النهار : غير أن المردود الذي أبانته العناصر الوطنية كان محل انتقاد من قبل المتتبعين؟ لا علم لي بذلك، كل ما أود قوله في هذا الصدد، بأن علينا جميعا كجزائريين الالتفاف حول المنتخب الوطني وحول مدربه رابح سعدان، أما فيما يتعلق بالنقائص التي أشترت إليها في سؤالك، وكما أوردته لك سابقا، فمباراة البنين لا تعدو أن تكون سوى مواجهة ودية تحضيرية، وأنا متيقن من أن الطاقم الفني سيعمل جاهدا على تداركها قبيل الخرجة الرسمية الأولى أمام رواندا والتي أتمنى شخصيا أن نوفق في العودة بنتيجة ايجابية إلى الديار بالرغم من اقراري بصعوبة المأمورية المنتظرة بكيغالي. النهار : إلى جانب الانتقادات التي وجهت لأداء المنتخب الوطني، عرف اللقاء حدث غير متوقع وهو إقدام الانصار على شتم لاعبي الوفاق بدرجة أولى، ماهو قولك؟ أكيد أن مثل هاته التصرفات لاتخدم على الاطلاق المنتخب الوطني، على اعتبار أنها تفقد الثقة ما بين الأنصار واللاعبين، لكن بالمقابل لا أعتقد على الاطلاق أن مثل هاته التصرفات ستبقى على الدوام، بل بالتأكيد هي ظرفية، لأن لا أحد بامكانه التشكيك في الحب الجنوني -إن صح القول بذلك- الذي يكنه المناصر الجزائري باختلاف انتمائه للمنتخب الوطني. النهار : كرد فعل على ذلك، هدد الرئيس المرتقب للفاف محد روراوة نقل مباريات المنتخب الوطني إلى عنابة أو وهران، ماهو تعليقك؟ كما قلت لك سابقا، فإن تصرف الأنصار خلال المباراة الودية التحضيرية أمام المنتخب البنيني هو ظرفي، لأن الجميع مطالب بالالتفاف حول لاعبي المنتخب، سواء كانوا محليين أو ناشطين في البطولات الأوروبية. النهار : صراحة، ماهو رأيك في اختيارات المدرب الوطني رابح سعدان، فيما يخص الأسماء التي تم اختيارها لحمل ألوان الخضر؟ أنا شخصيا أتحفظ على التطرق إلى هذا الموضوع، انطلاقا من جملة من المعطيات، أبرزها أن الكلام في هذا الموضوع قبيل حوالي شهر أو أزيد عن مباراة الأولى أمام المنتخب الرواندي سيكون له الواقع السلبي على تركيز المنتخب لهذا الموعد، هذا من جهة، ومن جهة مقابلة فإن الخيارات التكتيكية وكذا الفنية تبقى من صلاحيات المدرب رابح سعدان، الذي يبقى في أحسن موقع مقارنة بباقي المتتبعين سواء كأخصائيين أو الجمهور الرياضي العادي. النهار : غير بعيد عن المنتخب الوطني، ما هو رأي دراجي في العودة المرتقبة لروراوة إلى رئاسة الفاف؟ ليس لدينا بديل. النهار : بمعنى؟ ليس لدينا بديل، كل ما أتمناه أن تعود الكرة الجزائرية مجددا إلى الواجهة، وهو شعور يقاسمني إياه كل الجزائريين. النهار : هل أنت مع الطرح الذي يؤكد على أن مباراة مصر هي الحاسمة لمنتخبنا الوطني لبلوغ نهائيات كأسي العالم وكذا إفريقيا. أنا أعارض تماما هذا الطرح، فرأيي الشخصي المتواضع يبقى في أن مباراتا رواندا وزامبيا هما الحاسمتان، على اعتبار أنها تلعب خارج قواعدنا على عكس مباراة مصر التي سنلعبها بالجزائر. النهار : على ذكر حنينك لأرض الوطن، هل تفكر في العودة إلى الجزائر؟ كل شيء بالمكتوب، ما أود قوله في هذا السياق، هو أن عودتي إلى الجزائر هي أكيدة عاجلا أم آجلا، الأمر الوحيد الذي لا يمكنني التحكم فيه هو الجانب الزمنيي، ممكن بعد عام أو بعد 10 سنوات لا أعلم. النهار : هل صحيح أنه عرض عليك منصب مدير مكتب الجزيرة الرياضية بالجزائر؟ لم أتلق أي عرض من هذا القبيل، لكن أود استغلال الفرصة لكي أؤكد على أنه هنالك مشاريع مستقبلية دون أن أحدد طبيعتها. النهار : هل يتابع دراجي البرامج الرياضية على القناة الفضائية الجزائرية ؟ هذا أكيد، لكن ليس كلها، وأشكر الزملاء الشبان على المجهودات المقدمة من قبلهم لتقديم مادة إعلامية في المستوى. النهار : وماذا عن حصتك السابقة والتي اشتهرت بها واشتهرت بك، ملاعب العالم؟ هذه الحصة الوحيدة التي أحاول في كل مرة تفاديها ولم أشاهدها على الإطلاق منذ مغادرتي للجزائر. النهار : لماذا؟ حتى لا أوجع قلبي، ولكي أتفادى بالمقابل أن يشتد الحنين علي، لأن هذه الحصة بمثابة قطعة مني وحتى أضعك في الصورة فإن ملاعب العالم كالابنة التي تعبت على تربيتها لمدة 20 سنة، وبالتالي فإنه يصعب علي مشاهدتها، لكن بالمقابل أوجه تحياتي لزملائي على المجهودات التي يقومون بها. النهار : من خلال تجربتك الحالية وبالتحديد بالجزيرة الرياضية، ماهو الفرق الذي لمسته إلى حد الآن مقارنة بعملك السابق في الجزائر؟ الفرق الجوهري الذي وقفت عليه بالرغم من أن تجربتي الحالية مازالت في بدايتها، أني تخلصت من الضغط الكبير الذي كان مفروضا علي في الجزائر، حتى وإن لم يكن من جهة معينة، إلى جانب أن تجربتي الحالية في قطر مكنتني من الوقوف مع ذاتي من خلال العودة إلى ما يمكن اعتباره بالعثرت والأخطاء التي ارتكبتها والعمل على تفاديها مستقبلا. النهار : لقد أنهينا معك، ماذا تود القول في الأخير؟ اشكر "النهار" على العمل المتميز الذي تقوم به، وأوجه تحياتي إلى عامة الجزائريين وإلى الجمهور الرياضي خاصة، على أن يتجدد لقاؤنا في مناسبات مستقبلية وشكرا.