يجهلون حجم الزيادات في أسعار النقل ويتغنون بالدفاع عن «الزاوالي» تحت قبة البرلمان ممثلون للشعب لكنهم لا يعرفون همومه ويتباهون في الصالونات بالدفاع عن حقوق «الزوالي»، حتى أنهم حوّلوا قبة مبنى زيغود يوسف خلال المصادقة على قانون المالية 2016 إلى حلبة مصارعة بحجة معارضة الزيادات التي جاء بها القانون، لكن الواقع يكشف أن هؤلاء «دارو سينما بلا دراهم». عندما نتحدث عن نواب الشعب يُتخيل لنا أنهم أول من يدافع عن حقوق المواطن وعن مشاكل «الزوالي» المغبون المغلوب على أمره. «النهار» حاولت التقرب من نواب الشعب لمعرفة إن كان النائب في البرلمان الجزائري فعلا يمثّل «الزوالي» في عمق الجزائر، لكن تبين أن النائب الذي انتخبه الشعب ويمثّل المواطن لا يعلم حتى ثمن تذكرة الميترو والترامواي وحتى الطاكسي والحافلة، والمذهل أن هذا النائب الذي انتخبه الشعب ليمثله تحت قبة البرلمان يعرف جيدا ثمن تذكرة رحلة الطائرة بين مطار هواري بومدين الدولي ومختلف مطارات دول الإتحاد الأوروبي وحتى ثمن تذكرة الميترو بفرنسا وباقي الدول الأوروبية، وهو ما يجعلنا نتساءل هل يعيش هذا النائب في الجزائر أم في كوكب آخر؟وارتأت «النهار» التطرق لهذا الموضوع بعد الاحتجاجات التي عرفها القطاع، بعد مطالبة الناقلين الخواص الوزارة بضرورة رفع أسعار التذاكر أو إلغاء الضرائب واشتراكاتهم بمحطات النقل، وما محل نواب الشعب في هذه القضية وموقفهم من هذه الزيادات، وما إذا كانوا على علم أصلا بأسعار وسائل النقل التي يتستعملها الزوالي أم لا، وكذا هل يعملون على الدفاع عن حقوق المواطن بأن تكون هذه الزيادات في المتناول على الأقل، بالحوار والتفاوض مع نقابات النقل . قال إن الزيادات الأخيرة تراوحت بيت 5 و25 دينارا .. محمد حديبي نائب سابق بحركة النهضة ل "النهار": تذاكر النقل بين 50 و70 دينار ولا أعرف أسعار كل الخطوط قال النائب البرلماني السابق عن حركة النهضة، محمد حديبي، إنه يعرف بالزيادات الجديدة التي أقرها الناقلون الخواص والتي أقرتها الحكومة والتي تتراوح ما بين 5 و25 دينار حسب ذات المتحدث، في حين أن الزيادات التي وافق عليها وزير النقل بوجمعة طلعي حسب المعلومات الرسمية التي تحوزها «النهار»، تتراوح بين 2 و5 دينار جزائري فقط، عكس المعلومات التي يحوز عليها النائب البرلماني السابق محمد حديبي. وقال حديبي في اتصال أمس مع «النهار»، إن قانون المالية الجديد قد ترتبت عنه العديد من الزيادات خاصة على مستوى الخطوط التي يعمل فيها الناقلين الخواص، حيث قال في اتصال ب«النهار» إن أسعار النقل الحالية تتراوح بين 50 و70 دينار جزائري. وأضاف حديبي في ذات السياق، بأنه لا يعرف الأسعار المعتمدة في كل الخطوط، خاصة في الخطوط التي يعمل بها الخواص لكنه لديه نظرة عامة حول أسعار النقل. وقال حديبي خلال حديثه ل «النهار»، إن الكتلة البرلمانية لحركة النهضة ستقوم بالتحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة على مستوى قبة البرلمان من أجل إلغاء الزيادات التي لم ينص عليها قانون المالية ولم تذكر بصورة واضحة في مواده. وأكد حديبي، أن قرار الحكومة القاضي برفع أسعار المازوت ستترتب عنه زيادات كبيرة في الأفق وفي مختلف القطاعات، وعليه يجب على الحكومة أن تبسط يدها وتراقب التجار والمتعاملين الخواص من أجل ضبط الأسعار. النائب حبيب زقاد ل"النهار": وزير النقل يجهل أسعار النقل فكيف لي أن أعرف؟ أكد النائب البرلماني عن حركة المواطنين الأحرار لحبيب زقاد أنه لا يعرف أسعار النقل الحضري وشبه الحضري بالعاصمة ولا حتى الولايات الكبرى، كما أنه يجهل أسعار النقل الجماعي ما بين الولايات، مدعيا بأن القطاع يعيش في فوضى حقيقة خاصة في ظل ارتفاع أسعار الوقود وما صاحبه من رفع لأسعار التذاكر. وأضاف النائب البرلماني في اتصال مع «النهار» أمس قائلا: «وزير النقل ما يعرفش أسعار النقل كيفاش حبيتيني أنا نعرف بسبب الفوضى التي يعرفها القطاع». وبالمقابل أكد المتحدث أنه يعرف جيدا سعر تذكرة الجزائريباريس حسب كل وكالة والعروض التي تقدمها، مشيرا إلى أنه يستخدم سيارته الخاصة للتنقل أو الميترو لتفادي الزحام. النائب الصافي العرابي عضو لجنة المالية ل"النهار": «Aucune idée»! قال النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي «الارندي» الصافي العرابي، إنه يجهل تماما أسعار النقل الجماعي سواء ما بين الولايات أو حتى الخطوط الداخلية. وأضاف عضو لجنة المالية بالمجلس الشعبي الوطني في اتصال ب«النهار» أمس، حين سألناه عن أسعار التذاكر للنقل الجماعي قائلا: «Aucune idée.. والله ما علابالي وماشي لا زم عليا نعرف، حبيتي أصبري نسقسي ونقولك». نائب «الأفلان» عبد القادر حجوج: كنت رئيسا للمجلس الشعبي الولائي وأعرف أسعار النقل جيدا في وهران قال النائب عن جبهة التحرير الوطني، عبد القادر حجوج، إنه يعرف أسعار النقل عبر الحافلات والطرامواي والقطار في ولاية وهران، بحكم أنه كان رئيسا للمجلس الشعبي الولائي لولاية وهران، منذ سنوات، موضحا أن هذه الأسعار يعرفها لأنه كان يلتقي بنقابات النقل في الولاية ولجان النقل، في حين أشار النائب إلى أنه لا يعرف الزيادات التي سجلت على مستوى أسعار النقل العمومي، مؤكدا أنه لا يستعمل سوى سيارته أو القطار ولا يستعمل وسائل النقل العمومية على غرار الحافلات والطرامواي. لخضر بن خلاف: علابالي.. وما نقولش! لخضر بن خلاف، النائب المحسوب عن حزب العدالة والتنمية بالمجلس الشعبي الوطني، والذي عارض بشدة الزيادات التي جاء بها قانون المالية لسنة 2016، وكان ضمن «المجموعة» التي هاجمت وزير المالية عبد الرحمان بن خالفة يوم المصادقة على مشروع القانون، رده على سؤال «النهار» كان مغايرا أو مخالفا نوعا ما لرئيس لجنة النقل، فأكد على أنه يعلم بالأسعار المتداولة لدى الناقلين الخواص والعموميين، لأن زوجته وأبناءه من مستعملي هذه الخطوط، لكنه رفض الكشف عن القيمة الحقيقية للأسعار وراح يقول «أنا نعرف بصح مانقولش».. و«علاش ما علابالناش»! النائب عن تكتل الجزائر الخضراء نعمان لعور:أجهل أسعار الترامواي والميترو لأنني لا أستعملهما أكد النائب عن تكتل الجزائر الخضراء، نعمان لعور، أنه يعرف فقط ثمن التذكرة الخاصة بالسفر عبر الحافلة من محطة الخروبة إلى غاية دائرة العلمة في ولاية سطيف، لكنه لا يعرف ثمن التذكرة عبر «الترامواي» و«الميترو» التي يعرفها جيدا المواطن البسيط لأنه يستعملها يوميا. وقال النائب البرلماني في اتصال مع «النهار»، إنه في الحقيقة كان يعرف ثمن التذكرة من العاصمة إلى غاية دائرة العلمة في ولاية سطيف والمقدرة ب 440 دينار باحتساب ثمن الدخول المقدرة ب30 دينار، التي تعود إلى الشركة المستغلة لمحطة الحافلات بالخروبة. وبالنسبة لأسعار التنقل عبر «الترامواي» و«الميترو» في العاصمة، فنفى المتحدث أن يكون على علم بالأسعار المتداولة، كون تنقلاته في العاصمة لا تكون عبر هاذين الوسيلتين، عكس أسعار النقل الحضري التي يعرفها جيدا في ولاية سطيف، مضيفا أنه لا يعرف أيضا ثمن التذكرة عبر الطائرة كونه لم يسافر إلى الخارج منذ مدة. النائب سليمان سعداوي عن ولاية النعامة:أعرف أسعار تذاكر النقل من أولادي وأنا أتنقل بسيارتي الخاصة قال النائب، سليمان سعداوي، عن ولاية النعامة، إنه يعرف أسعار تذاكر النقل من أبنائه الذين يتنقلون عبر وسائل النقل العمومي، لأنه يتنقل فقط عبر السيارة الشخصية. وذكر ممثل الشعب في اتصال مع «النهار»، أنه يعرف أسعار التذاكر من خلال أبنائه الذين يتنقلون في بعض الأحيان عبر الحفلات من عين الصفراء في ولاية النعامة إلى الجزائر العاصمة، مضيفا أن ثمن التذكرة قبل الزيادة كانت 1150 دينار، أما بالنسبة لسعر «الترامواي» و«الميترو»، فإنه لا يعلم ذلك لأنه استعمل لمرة أو مرتين فقط هذه الوسيلة الحديثة في النقل بالعاصمة. أكبر مدافع عن حقوق المواطن في قطاع النقل يجهل مشكلة المواطن رئيس لجنة النقل بالبرلمان: والله ما علابالي شحال راهي الأسعار رغم حساسية المنصب الذي يشغله، وبالرغم من الثقة التي وضعه فيها المواطن الذي انتخبه وجعله ممثلا عنه داخل قبة المجلس الشعبي الوطني، من أجل الدفاع عن حقوقه والمحافظة على قدرته المعيشية ومحاربة كل محاولة من شأنها استنزاف جيبه، خاصة في حال فرض زيادات قد تمس المواد والأمور التي تشكل إحدى ضروريات حياته، إلا أن الواقع يثبت عكس ذلك. هذا هو حال رئيس لجنة النقل والمواصلات السلكية واللاسلكية السيد مسوجة، الذي أكد في اتصال مع «النهار» على أنه يجهل كلية أسعار تذاكر الرحلات البرية عبر الحافلات والميترو والترامواي، والتي عرفت ارتفاعا منذ بداية السنة بعد رفع أسعار الوقود بموجب قانون المالية لسنة 2016، والذي كان له انعكاسا مباشرا على أسعار تذاكر النقل، وقال «والله ما علابالي شحال راهم»، وبعد تذكيره من طرف «النهار» بأنه يرأس لجنة النقل والتي يتوجب عليها معرفة كل صغيرة وكبيرة في قطاع النقل، راح يرد «نعرف شوية فالجنوب.. واقيلا 700 دينار بالنسبة لخط الجزائر/تلمسان .. واقيلا 750 دينار بالنسبة لخط الجزائر/بشار». رئيس لجنة النقل، وفي رده على سؤال آخر خص أسعار تذاكر الرحلات الجوية التي تربط الجزائر بعاصمة الجن والملائكة «باريس» لم يتأخر لحظة في الإجابة عن هذا السؤال «أكيد أعرف فهو محدد ب22 ألفا و500 دينار لدى شركة الطاسيلي للطيران و22 ألف دينار وربما السعر نفسه محدد لدى شركة الخطوط الجوية الجزائرية»، وأشار «هذه أسعار ترقوية». رئيس المنظمة الوطنية للناقلين ل" النهار": نرى نوّاب البرلمان في الانتخابات فقط وجّهت المنظمة الوطنية للناقلين على لسان رئيسها، حسين بورابة، أصابع الاتهام إلى نوّاب البرلمان فيما يحدث من فوضى في قطاع النقل ككل، وأكد على أن نوّاب الشعب هم سبب معاناة الشعب فيما يتعلق بالارتفاع الرهيب الذي عرفته أسعار تذاكر النقل، وقال: «لم يتصل بنا أي نائب برلماني منذ انتخابهم شهر ماي من عام 2012، إلى غاية اليوم ولم يحاول أي أحد منهم أن يساعدنا في المشاكل التي يتخبط فيها القطاع ككل»، مشيرا إلى أن رؤية النائب تكون يوم ترشحه للانتخابات وبعد ذلك لا أثر له. وفي الاتصال الذي أجرته معه «النهار»، كشف حسين بورابة عن مراسلات بالجملة كانت قد وجهتها منظمته إلى رئيسي لجنة النقل والمالية بالمجلس الشعبي الوطني من أجل التدخل والتخفيض من الأعباء التي تقع على عاتق الناقلين الخواص، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.