في حادثة فريدة من نوعها اندهش لها سكان بلدية الدرارية بالعاصمة، اقتحمت شابتان تبلغان من العمر 25 سنة، محلين تجاريين أحدهما صالون للحلاقة والتجميل والآخر لكراء فساتين الأعراس، على طريقة الأفلام الهوليودية، حيث قامتا باحتجاز الموظفات فيهما بعد تكبيلهن وهذا باستعمال وسائل التهديد من سكين ومقص، حتى يتسنى لهما السطو والاستيلاء على كل ما يوجد من أموال وأشياء ثمينة، لتلوذا بعدها بالفرار إلى وجهة مجهولة. تفاصيل القضية حسبما استقيناه من جلسة المحاكمة، تعود إلى بحر هذا الأسبوع، حين توجهت فتاتان مجهولتا النسب تبلغان من العمر 25 سنة، إلى صالون للحلاقة والتجميل بالدرارية في حدود الساعة 9 صباحا، أين طلبتا من العاملة فيه بتسريح شعرهما وفي تلك الأثناء، قامت إحدى الفتاتين بغلق باب الصالون، فيما قامت الثانية بالتكشير عن أنيابها، حيث أشهرت سكينا في وجه ورقبة العاملة التي تم احتجازها من قبلهما، وهذا بعد تهديدها بتشويه وجهها في حالة صراخها أو طلبها للنجدة، حيث قامتا بالاستيلاء على مبلغ تقدر قيمته بمليون سنتيم، لتغادرا بعدها الصالون متجهتين إلى محل آخر غير بعيد عن هذا الأخير مختص في كراء ملابس العرائس، وفي حدود منتصف النهار، دخلتا إليه على أساس أن إحداهما ستحتفل بخطوبتها بعد 20 يوما وعليهما اختيار الثوب المناسب لحفلة العمر، الأمر الذي جعل العاملة بالمحل تقوم بعرض جميع الموديلات التي تملكها عليهما، وبعد أن اتفقوا على الثوب المناسب والملائم لحفلة الخطوبة همت العاملة بتحرير وصل الكراء، وفي هذه اللحظة، تفاجأت بالفتاتين تشهران في وجهها مقصا سلباه منها، لتقوما بعدها بتكبيلها ووضعها بإحدى زوايا المحل، فيما قامتا بالاستيلاء على مبلغ مليون سنتيم آخر وهاتفها النقال وكذا بطاقتها الشخصية، ليلوذا بعدها بالفرار إلى وجهة مجهولة. وعلى أساس ما تقدم من معطيات، توجهت صاحبتا المحلين وكذا العاملتان فيهما إلى مصالح الضبطية القضائية، أين رسمن شكوى بالواقعة، ليتم بعدها فتح تحقيق معمق في القضية مكن المحققين في ظرف جد وجيز من تحديد هوية الجانيتين والقبض عليهما، غير أنه خلال التحقيقات، قامت المشتبه فيهما بانتحال هوية الغير، واستنادا لما تقدم من معطيات، تم إعداد ملف جزائي ضدهما بتهم السرقة باستعمال العنف والتهديد وانتحال هوية الغير، أحيلتا بموجبه على العدالة، وخلال جلسة محاكمتهما، اعترفتا بالجرم المنسوب إليهما، وأكدتا للقاضي الجزائي أنهما قامتا بعملية السطو على المحلين بسبب حاجتهما الماسة للمال من أجل ضمان لقمة عيش أولادهما كونهما أمان عازبتان، في حين صرحت إحداهما أنه لم يكن في نيتهما إيذاء الضحايا بل كانتا تريدان أخذ المال فقط، أما بخصوص انتحال هوية الغير، فقد صرحت إحداهما أنها لم تنتحل هوية أحد وإنما استعملت الاسم الذي منحوه لها في مركز الطفولة المسعفة وأنه لأول مرة تعرف هويتها واسمها الحقيقي، لتلتمسا إفادتهما بالبراءة. في المقابل، تنازلت ضحيتان من بين الأربع عن طلب أي تعويض، في حين طالبت الضحية الثالثة بتعويض قدره 10 ملايين سنتيم عن كافة الأضرار التي لحقت بها، وعلى أساس ما تقدم من معطيات، التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة الحبس النافذ لمدة 5 سنوات وغرامة مالية بقيمة 200 ألف دج في حق المتهمتين، وبعد المداولة القانونية، تمت إدانة كل واحدة منهما بعقوبة الحبس غير النافذ لمدة 6 أشهر وغرامة مالية بقيمة 50 ألف دج، مع إلزامهما بدفع تعويض للضحية الثالثة بقيمة 50 ألف دج.