عالجت غرفة الجنح بمجلس قضاء العاصمة مؤخرا قضية فريدة من نوعها أذهلت جميع الحضور، والتي كان أطرافها أفراد عائلة واحدة، تمثلوا في الزوج بصفته ضحية وزوجته بصفتها متهمة، إضافة إلى إبنتين، إحداهما في ربيعها ال22 والأخرى لا يتعدى سنها 19 سنة، واللتان مثلتا كشاهدتين، أما التهمة فهي الضرب والجرح العمدي. وأكد الزوج الضحية الذي بدى عليه التأثر حيث لم تفارق الدموع مقلتيه في معرض تصريحاته أنه تعرض للضرب المبرح على يد زوجته الظالمة والتي أقعدته عن العمل بعدما تسببت له في عجز لمدة 30يوما، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها إلى الضرب من طرف زوجته، وقد أرفق تصريحاته بورقة تخفي بين طياتها شعرا من لحيته الذي نتفته له زوجته حينما كانت في حالة هيجان. وهي التصريحات التي أكدتها البنتين اللتين شهدتا ضد أمهما، و اللتان أكدتا تعرضهما بدورهما للضرب المبرح من طرف والدتهما المتهمة في كل مناسبة، وبدون أي سبب، إذ صرحت البنت الكبرى التي لم تفارق الدموع مقلتيها منذ دخولها إلى قاعة الجلسات لحظة واحدة أن أمها قاسية القلب وتتعمد ضرب الجميع، وأن الحياة بالبيت فقدت طعمها وأصبحت جحيما لا يطاق. من جهتها المتهمة والتي برأتها المحكمة الابتدائية والتي كانت مستغربة لما يدور حولها، أكدت بصوت منخفض أنها بريئة مما نسب إليها، مشهدة الله على صحة ما تقول، كما استغربت من شهادة فلذتي كبدها وقالت أنها خطة من زوجها الذي يعاني سلوكات غير سوية لتخلص منها، وأضافت في السياق ذاته أن زوجها متعود على التغيب عن البيت برفقة إبنته الكبرى لمدة 4 أيام، دون إعلامها بالوجهة التي يقصدانها، وأنها كثيرا ما اضطرت إلى سؤال جميع أقاربها ومعارفها عن إبنتها. وأكدت أن قصة هذه الشهادة المرضية التي جاء بها جاءت على خلفية إعتداءه عليها بالضرب ، ولإخافته، أحضرت شهادة طبية بعجز مدته 12 يوما وأخبرته أنها ستودعها لدى مصالح الشرطة لردعه لكنها لم تفعل، فقام هو من جهته بالإدعاء عليها. أما دفاع المتهمة فركز على تاريخ صدور الشهادة المرضية والذي كان يوما قبل إيداع الشكوى، وطرحت السؤال الذي حير الجميع كيف لإمرة نحيفة قصيرة أن تضرب رجلا يظهر عليه أنه يتمتع بالطول والعرض وحتى الصحة ما يكفي للتصدي لضرب الرجال الأشداء، فيما استغرب الجميع وعلى رأسهم أصحاب الجبة السوداء الذين قضوا جلسة المحاكة واقفين وتابعوا تفاصيل هذه القضية المؤسفة بكل إنتباه، والتي علقوا عليها بأنها سيناريو من نسج الأب وابنتيه يعلم الله وحده هدفه، فيما التمست النيابة العامة في حق الوالدة المتهمة عقوبة شهرين حبسا موقف النفاذ، فيما أجل النطق بالحكم إلى الأسبوع المقبل.