الجمعة الأسبوعي، المتواجد خارج أسوار المدينة ببضع كيلومترات، وبالرغم من بعد المسافة، إلا أنها لم تمنع السكان من التوجه إليه، ويقصد السوق في غالبية الأحيان تجار الخردوات والسيارات وغيرها، وقد أرادت "النهار" أن تنزل إلى هذا السوق وتكتشف عن قرب ما يحدث في جولة استطلاعية، استغرقت ساعات طويلة... براح يعالج جميع الأمراض!!! منذ دخولك السوق في الدقائق الأولى، يلفت انتباهك مكبرات الصوت المنبعثة من كل مكان، وتحس نفسك أنك في أحد الملاهي الليلية لكن فضولنا جرنا لنكتشف مصدر هذه الأصوات، لكنها في الحقيقة أصوات لبائعي أدوية تعالج جميع الأمراض المستعصية، وقد اقتربنا من أحد هؤلاء الذي ادعى أمام عدد كبير من الفوضولين، أنه استطاع أن يعالج مريض مصاب بداء خبيث، بعد أن تناول هذه الوصفة التي كان يحملها في يده، وهي عبارة عن خليط من العسل مضاف له بعض الأعشاب، ويحاول هذا الشيخ إقناع الجميع أنه على صواب بأدلة وهمية، لكن الغريب أن المواطن المسكين يصدق كل كلمة يتفوه بها هذا الشيخ، وبعد مرور دقائق نفذت الكمية التي كانت بحوزته صاحبنا الذي كان يبعها بمبلغ 200 دينار، وتسمع همس المواطنين عن علاج بعض المرضى بهذه الوصفة السحرية، ويقول بعض المختصين في الأسواق الشعبية عن هؤلاء، أنهم يستعملون طرق ذكية لاصطياد فرائسهم، وغالبيتهم من فقد الأمل في العلاج، ولم يجد وسيلة أخرى سوى الاتجاه لهؤلاء، ويتسلل داخل المواطنين المحيطين بهذا المعالج بعض الوسطاء الذين يحثون المواطنين عن تجربتهم لهذا الدواء، وآخر يقول أن أمه شفيت من مرضها المزمن بعد أن تناولت هذا الخليط، وقد تحدثنا مع بعض المرضى الذين اقتنوا هذا الدواء، وقالوا أنهم يعلمون أنها خرافة، لكن الفضول جرهم لاقتناء هذا الخليط، بعد أن عجز الأطباء عن إيجاد دواء لهذا المرض، كما قال " نفش قلبي"، وبين هذا وذاك يبقي الخاسر الأكبر هو المريض الذي يصارع المرض، وغياب توعية المواطن من أخطار التي غالبا ما يصدقها المريض الذي فقد الأمل .... مواد منتهية الصلاحية تباع بأثمان بخسة من بين ما لاحظناه ونحن نتجول بالسوق الأسبوعي مواد استهلاكية تباع على قارعة الطريق، أغلبها مواد منتهية الصلاحية كمواد التجميل وأنواع العطور ويلجأ أصحابها لنزع التغليف حتى لا تظهر مدة الصلاحية، لكن يوجد عليها إقبال كبير من قبل الفضوليين الذي يدعون أن هذه المواد مهربة، أو مواد بيعت من قبل الجمارك التي حجزت هذه المواد، وبذلك بيعت بأثمان بخسة، كما أن هناك مواد أخرى تباع كمواد غذائية، كأنواع العصير ومواد أخرى مغشوشة، حيث يتجه أصحابها لبيعها في السوق وغالبا لا يعودون للسوق حتى لا يتعرف عليهم الشاري ويسترجع السلعة كما قال أحد الضحايا، حيث اشترى قطع غيار خاصة بسيارته، لكنه تفاجأ أنها غير صالحة تماما وعاد للسوق فلم يجد صاحب السيارة التي اشتراها عليه، بالرغم من أنه أعطي له وعد باسترجاع ثمنه في حالة وجود خلل في الغيار ويوجد العديد من ضحايا هؤلاء الذين غالبا ما يسقطون في فخ مافيا الأسواق الذين غالبا ما يغيرون وجهتهم من سوق إلى آخر والتنقل عبر أسواق الوطن في محاولة لاصطياد عدد أكبر من الزبائن ... مطاعم متنقلة ...بيع وأهرب تتميز أغلبية الأسواق الأسبوعية بولاية الجلفة، بالانتشار الواسع لأصحاب المطاعم المتنقلة حيث يلجأ أغلبيتهم باستعمال خيم وسيارات يتنقلون بها عبر جميع الأسواق في غياب أدنى شروط النظافة وغالبا ما تجد أن تلك الخيام ملطخة بالأوساخ وتنبعث بروائح كريهة لا يستطيع أحد التقرب منها والغريب جدا أن تجد عليهم إقبالا كبير من قبل المواطنين الذين يأكلون بشراهة على الرغم من أن معظم المأكولات لا تصلح للأكل واستعمل أصحاب هذه المطاعم بعض الطرق لاصطياد زبائنهم كوضع قطعة لحم فوق النار لجلب الروائح مما يخطف البطون الجائعة في غياب الشروط الصحية فتجد أن زيت الطهي يستعمل في الكثير من المرات كما أنهم يستعملون لحوم مجمدة وغير نظيفة متعرضة لجملة من الأخطار ويتعرض زبائن أصحاب هذه المطاعم للتسممات الغذائية في غياب مصالح المراقبة التي كانت من المفروض أن تراقب مثل هذه الأنشطة التجارية الخارجة عن الإطار القانوني حيث أن غالبتهم يعمل بدون سجل تجاري بمباركة من المواطنين الذي يشجعون مثل هذه الأعمال التي تضر بصحة المواطن وتبقى الأسواق الشعبية تشكل خطر كبير بالرغم من أنها فضاء مفتوح لممارسة الأنشطة التجارية.