سيعود المدرب الوطني رابح سعدان، مساء اليوم، من جولته الأوروبية التي قادته إلى إسبانيا، فرنسا وإيطاليا مقتنعا أكثر من أي وقت مضى بأن سعيه في إقناع اللاعب الجزائري "الأصل" مهدي لحسن حتى يتكرم علينا بحمل الألوان الوطنية، أشبه بالسعي وراء السراب، وهذا بعد أن رفض اللاعب المحترف بنادي راسنغ سانتاندار ملاقاته في برشلونة، كما أراد الناخب الوطني ذلك، ليكتفي بالحديث معه عبر الهاتف، أين جدد رغبته في الحصول على مزيد من الوقت حتى يحسم أمره، وبات سعدان ملزما بمراجعة حساباته والبحث عن مقصده في مكان آخر، ولم لا في البطولة الوطنية التي تعج بلاعبي وسط الميدان الدفاعي لا يقلون شأنا عن لحسن. وكان المدرب الوطني قد تواجد صبيحة أول أمس في برشلونة قصد معاينة مرافق وتجهيزات المركز التحضيري للنادي العملاق برشلونة، بغية اختيار المركز المناسب لتحضير المنتخب الوطني لمواجهته المرتقبة والمصيرية أمام نظيره المصري يوم السابع جوان المقبل، وقد أبدى سعدان إعجابه الكبير بما يوفره مركز "البارصا" من إمكانيات مميزة، وهذا قبل تحوله اليوم رفقة ممثل "الفاف" لدى المنتخبات الوطنية وليد صادي إلى إيطاليا لمعاينة مركز تحضير المنتخب الإيطالي، لكنه مجرد تحصيل حاصل ما دام أنه حسم اختياره بالتربص في برشلونة، وهو التربص الذي كان ممكنا أن يغيب عنه مساعد المدرب الوطني جلول زهير، لو كان سعدان قد رضخ للضغوطات التي مورست عليه من قبل أطراف فاعلة في الإتحادية الجديدة من أجل إبعاد هذا الأخير وتعويضه بالهداف السابق للمنتخب والعضو الفدرالي الجديد عبد الحفيظ تاسفاوت، ما دام أن جلول لا يملك برأي منتقديه أي من المواصفات المطلوبة في مساعد مدرب يقود منتخبا يطمح للتأهل إلى المونديال، وهو الذي انحصرت تجاربه السابقة في العمل كمساعد مدرب في أولمبي العناصر، عكس تاسفاوت الذي يملك رصيدا كبيرا من خلال تجربته الطويلة محليا وعلى مستوى الإحتراف بفرنسا، ومشوار يمتد لعشرية كاملة مع الخضر . تجدر الإشارة أن سعدان كان قد تنقل مساء أمس إلى" بولون سور مار" لمتابعة مباراة نادي براست أمام فريق نيم قصد معاينة المدافع فراج، والذي حتى لو يكون قد أقنع الناخب الوطني بمستواه، إلا أن إمكانية استدعائه للتربص المقبل غير واردة، مادم أن سعدان كان قد حدد قائمة اللاعبين المحترفين الإثنا عشر المعنيين بمباراة رواندا نهاية الشهر الجاري. بن شيخة مدربا لمنتخب المحليين تحضيرا لخلافة سعدان وغير بعيد عن المنتخب الوطني، أمدت مصادر عليمة أن رئيس الاتحادية محمد روراوة يريد تنصيب المدرب الحالي للنادي الإفريقي عبد الحق بن شيخة للإشراف على منتخب المحليين، وهو ما يفسر التصريحات الأخيرة لهذا الأخير، عندما استبعد إمكانية مواصلة المشوار مع ناديه التونسي حتى لو يتوصل لإحراز اللقب للمرة الثانية على التوالي، ويرغب المدرب السابق لبلوزداد العودة ومواصلة المشوار داخل أرض الوطن بسبب التزاماته العائلية، وهو ما قد يتحقق بالإشراف على المنتخب المحلي في محطة أولى، قبل أن يتم تعيينه في وقت لاحق على رأس المنتخب الأول خلفا لسعدان مهما كانت نتائجه في التصفيات المشتركة، كما يطمح إلى ذلك رئيس الفاف محمد روراوة، والذي كثيرا ما أشاد بما حققه المدافع السابق لمولودية الجزائر من نتائج فاقت كل التوقعات مع النادي الإفريقي.