الشيخ نسيم بوعافية للنهار تقاضي مسيّر مبلغا ماليا نظير ضمّ لاعب حرام شرعا تزامن الميركاتو الصيفي للكرة الجزائرية الخاص بالموسم القادم 2016/ 2017 مع حلول شهر رمضان المعظم، إلا أن ذلك لم يمنع العديد من المدربين والمسيرين وحتى رؤساء بعض الأندية من المتاجرة بطريقة غير شرعية في سوق انتقالات اللاعبين، كما يفعلون مع انطلاق كل ميركاتو، سواء صيفيا أو شتويا، حيث إن بعض المدربين يتصلون بلاعبين ويعرضون عليهم اللعب في فرقهم مقابل الحصول على نسبة من أجورهم الشهرية، وعندما يقبل اللاعب يلحّ المدرب على رئيسه لضمه ويوهمه بأن التشكيلة في حاجة إلى خدماته، فيقبل الرئيس بالشروط التي يمليها اللاعب الذي كان قد اتفق على جميع الأمور المادية مع المدرب الذي كان وراء التحاقه بالنادي، كما أن العديد من المسيرين جعلوا من هذه المهنة الخبيثة منبعا لجني أموال غير شرعية، فيضربون ثقة المناصر البسيط فيهم وثقة الرئيس والمدرب عرض الحائط، ويبنون مفاوضاتهم مع اللاعبين على مصالحهم الخاصة وليس لحاجيات النادي، فمن يقبل بشروطهم ويقدم لهم مقابلا ماديا سيحمل ألوان النادي، وهو ما يقوم به أيضا بعض الرؤساء الذي وجدوا في الأمر مصدرا سهلا لجني الأموال، وهناك من اللاعبين وجّهوا اتهامات لعدة مسيرين في بعض الفرق بأنهم طلبوا منهم رشاوى مقابل حثّ الرئيس على تجديد عقودهم، والأكثر من هذا فإن محضّرا بدنيا في أحد الفرق له يد في الاستقدامات، وهو ما يستغله لخدمة مصالحه واشتراط نصيب من الأموال على اللاعبين الذين تتفاوض معهم إدارة ناديه . مدرب معروف يلقب ب10% وآخر أجنبي «يبزنس» في المغتربين الأمثلة كثيرة في البطولة الجزائرية بخصوص الأشخاص الذين يتاجرون بطرق غير شرعية في سوق انتقالات اللاعبين، ويمكن القول إنه تقريبا كل فريق فيه شخص واحد على الأقل يمتهن هذه المهنة، غير أن أبرزهم يبقى مدرب معروف، والملقب في الوسط الكروي ب 10% وهي النسبة المئوية التي يطلبها من اللاعبين مقابل التعاقد معهم، ولم يقتصر الأمر على المدرب المحلي بل تعدى ذلك إلى نظيره الأجنبي، حيث وجد أحد التقنيين المتواجد في الجزائر منذ فترة مكانا له في «سوق التحويلات غير الشرعية» من بوابة اللاعبين المغتربين، الذين يتصل بهم ويعرض عليهم اللعب في الجزائر بأجور خيالية مقابل الحصول على نسبة من منحة توقيعهم . لاعبون يرتشون في سبيل اللعب في فرق كبيرة وتقاضي راتب مغرٍ لو لم يجد هؤلاء الخارجون عن القانون من يقبل بمطالبهم، لما واصلوا تجارتهم غير الشرعية التي تضر بالفرق أكثر من أن تفيدهم، ولسوء الحظ فإن الكثير من اللاعبين يبيعون ذممهم ويقبلون حتى بأن تكون الأجرة الأولى لهم مع فريقهم الجديد من نصيب الشخص الذي كان وراء قدومهم، سواء كان مسيرا أو رئيسا أو مدربا، المهم بالنسبة لهؤلاء هو حمل ألوان نادٍ كبير في المحترف الأول إن كانوا قادمين من الأقسام السفلى، أو الحصول على رواتب خيالية بالنسبة للناشطين في المحترف الأول أو القادمين من الثاني. الشيخ نسيم بوعافية ل«النهار»: «تقاضي مسير مبلغا ماليا نظير ضم لاعب حرام شرعا» أكد الشيخ نسيم بوعافية أن طلب بعض المسيرين لمبلغ مالي قصد ضم اللاعبين إلى أنديتهم، لا يجوز شرعا، وقال في تصريح ل«النهار»، أن الدين يحرّم مثل هذه الأمور التي تعتبر أقرب إلى الرشوة، وأوضح في هذا الصدد: «في حال قام المسير أو المسؤول بطلب مبلغ مالي من لاعب نظير جلبه إلى فريقه، سواء اندرج هذا ضمن صلاحياته المهنية أم لا، فإن المبلغ الذي يتقاضاه أقرب إلى الرشوة، ولهذا فهو حرام شرعا، والدليل على ذلك في القرآن قوله تعالى: «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل»، وأضاف: «المسير أو المسؤول يتقاضى راتبا من الشركة أو النادي الذي يعمل فيه، فعلى أي أساس إذن يطلب نسبة معينة من اللاعب لاستقدامه، إذا استغل وظيفته في تحقيق مصلحة شخصية فهذا لا يجوز، سواء بالنسبة له أو اللاعب الذي يدفع له المال».