شُيع، ظهر أمس، جثمان عون الحماية المدنية طرابشة زكرياء البالغ من العمر 22 سنة، إلى مثواه الأخير بمقبرة حجر الديس التابعة لبلدية سيدي عمار في عنابة، بعد وفاته مساء أول أمس خلال عملية إنقاذه لطفل غرق بشاطئ ريزي عمر المعروف ب «شابوي». وحضرت أمس النهار إلى مراسيم دفن شهيد الواجب المهني «طرابشة زكريا»، أين تم تقديم واجب العزاء لأفراد عائلته، وقد صرح على هامش ذلك شقيقه الأكبر طرابشة أحسن ل "النهار" بأن أخاه قد تخرج من المدرسة الوطنية للحماية المدنية قبل شهرين، وكان مُحبا لعمله ومخلصا له لدرجة أنه عرض حياته للموت من أجل إنقاذ حياة طفل غريق، ووجه أحسن ندائه إلى كافة المواطنين بضرورة إتباع تعليمات عناصر الحماية خاصة خلال منعهم من الدخول للشواطئ الخطيرة، لأن ذلك قد يُكلف حياتهم وحياة من سينقذهم للخطر والموت، ومن جهته الوالد طرابشة فريد صرح بأنه متأثرا بفقدانه لفلذة كبده وقد قدم تعازيه لكل عائلة طرابشة على إثر فقدانهم لزكريا، وأكد إمام مسجد العابدين بحجر الديس ل «النهار» أن المرحوم زكريا كان مواظبا على آداء كافة صلاته في المسجد، وقد قام ليلة عيد الفطر المبارك بالإشراف على عملية تنظيف المسجد وتطهير المائضة وقاعة الصلاة، أثناء عملية التحضير لأداء صلاة العيد، إلى جانب أنه كان من حفظة القرآن الكريم في حلقات الذكر وتعليم التجويد بذات المسجد، ومن جهة أخرى أشار الرائد عبد الحميد بلهوشي المكلف بالإعلام والاتصال على مستوى المديرية الولائية للحماية المدنية بأن كافة أسرة الحماية تأثرت بفقدانها لأحد جنودها، والذي توفي خلال عملية أدائه لواجبه المهني، حيث اعتبر الفقيد زكريا أملا من الآمال الواعدة في صفوف الحماية والذي أدى مهامه من أجل إنقاذ حياة الآخرين، حيث سيبقى رمزا لكفاح أعوان هذا السلك، مُضيفا أنه رغم سخط الأمواج ووجود الراية الحمراء إلا أن الضمير المهني والإنسانية الخالصة لزكريا أجبرته على وهب روحه ثمنا لإحياء غيره، وأمراه على رهن حياته عربونا لإنقاذ حياة من رأته عيناه على مشارف هلاك أكيد وموت وشيك، وقبل عملية الدفن قام أعوان الحماية المدنية بالمديرية الولائية بإلقاء النظرة الأخيرة والوقوف افتخارا وترحما على روح زميلهم وشهيد الواجب.