بوادر تأزم في العلاقات الأمريكيةالصينية، هو ما ينذر به التراشق في التصريحات بين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب والسلطات الصينية، حول "وحدة الصين". نقطة البداية كانت حين اتصلت رئيسة تايوان بترامب تهنئه قبل عشرة أيام، وخالف ترامب الأعراف الامريكية بقبول الحديث معها، مما أدخل الصينيين في موجة غضب، ولم يكف ترامب بهذا بل هدد بعدم الاعتراف بمبدأ الصين الواحدة الذي دفع واشنطن إلى قطع علاقاتها مع تايوان في 1979، إذا لم تقدم بكين تنازلات خاصة في قطاع التجارة .وأضاف الرئيس المنتخب مدافعا بقوة عن نفسه، أنه كان من الضروري عدم الرد على اتصال تساي التي كانت تريد تهنئته بفوزه في الانتخابات. وقال متسائلا "كان اتصالا لطيفا وقصيرا، وأضاف باسم ماذا يمكن لأمة أخرى أن تقول إنه يجب ألا أرد على الاتصال؟. وأوضح أنه تلقى هذا الاتصال قبل ساعات فقط على تلقيه، وليس قبل أشهر أو أسابيع. كما ذكرت مؤخرا صحيفة "واشنطن بوست".هذه التصريحات كانت مستفزة جدا للتنين الصيني، حيث سارعت وزارة الخارجية للتعبير عن قلقها الشديد، جاء هذا على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية قنغ شوانغ، الذي قال إن سياسة "الصين الواحدة" هي أساس العلاقات الصينية-الأمريكية كما حث الإدارة الأمريكية المقبلة على تفهم حساسية قضية تايوان.من جهتها قالت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية في مقال لا يحمل توقيعا نشر على موقعها الإلكتروني إن "سياسة الصين الواحدة لا يمكن المساومة عليها"، واصفا ترامب بأنه "جاهل في الدبلوماسية تماما كطفل".وحذر المقال من أنه إذا دعمت الولاياتالمتحدة استقلال تايوان وزادت مبيعات الأسلحة للجزيرة، فإن الصين قد تقدم الدعم "لقوى معادية للولايات المتحدة". وتساءلت الصحيفة "ما الذي يمنعنا من دعم تلك القوى في شكل علني، أو بيعها أسلحة سرا؟.