استدعاء كلّ من يقدّم «مالادي» للمراقبة مهما كانت المدّة والمرض كل من يرفض الخضوع للمراقبة ترفض عطلته إداريا ويحرم من التعويض زيارات فجائية لمراقبين إداريين إلى المنازل من الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء كشف مدير المراقبة الطبية بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، وقنوني محي الدّين، أنّ وزارة العمل والتّشغيل والضمان الاجتماعي قدّمت، مؤخرا، تعليمات صارمة للصندوق بغرض التشديد في المراقبة تجاه العطل المرضية لكشف العمال المتحايلين على «كناص» والمؤسسات العاملين بها، مؤكدا بأنّه تقرّر استدعاء كلّ عامل مؤمن يقدّم شهادة مرضية للاستفادة من عطلة للمراقبة الطبية مهما كان المرض ومدّة العطلة المرضية.قال مدير المراقبة الطبية ب«كناص»، وقنوني محي الدّين، في تصريح خصّ به «النّهار» أمس، أنّه تقرّر توسيع الاستدعاءات للمراقبة الطبية تجاه العمال الذين يستفيدون من عطل مرضية، لتشمل كل عامل يودع شهادة مرضية مهما كانت مدّتها، بعدما كانت الشهادات أقل من ثلاث أيام تستثنى في وقت سابق، وأضاف أنه تبعا للإجراءات الجديدة سيتم استدعاء كل من يودع شهادة مرضية مهما كانت مدّتها ونوع المرض للمرور على الطبيب المراقب، مؤكدا أنّ هذه التدابير المتّخذة تأتي لوضع حدّ للعطل المرضية غير المبررة، والتّي ألحقت أضرار كبيرة بالاقتصاد الوطني والمؤسسات. وقال المتحدث إنّ المسؤولية الأولى لفضح المتحايلين تقع على عاتق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، لأنّه هو من يبرّر الغيابات ويتكبد التّعويض، مشيرا إلى أنّه من أجل ذلك تمّ اتّخاذ إجراء جديد يقضي بتبليغ المستخدم بكلّ تفاصيل معالجة العطلة المرضية التي أودعها العامل لديه، بما في ذلك قرار الطبيب المعالج تجاه العطلة، سواء بقبولها أو الرّفض أو التّنبيه إن كانت مدة التوقف عن العمل التي استفاد منها غير حقيقية أو مستحقة.وأفاد ذات المسؤول أنّه فضلا عن الإجراءات المذكورة، سيتنقل مراقبون إداريون إلى منزل كلّ من أودع عطلة مرضية مهما كانت مدّتها للتأكد من حالته، بعد تصريح الطبيب المعالج بخروجه للعلاج، ويمكن أن ينتقل هؤلاء الأعوان لمنازل المرضى في أي وقت من الساعة الثامنة صباحا إلى الرابعة مساء، وإذا وجد المريض بمنزله فلن تكون هناك أي مشاكل إدارية له، وإن لم يجده الأعوان فإن عطلته المرضية وإن كانت مقبولة من الناحية الطبية فسترفض إداريا، ويمكنه الطعن أمام اللجان المختّصة. وأضاف أنّ كل من تمّ استدعاؤه ورفض التّقرب من مراكز الضمان الإجتماعي للخضوع إلى المراقبة الطبية، سترفض عطلته المرضية إداريا، أي الخصم من الأجر من دون تعويض، ويمكن له أن يقدّم طعنا مثلما هو الحال بالنسبة إلى العطل المرضية غير المبررة والمرفوضة من قبل الصندوق، وسيكون الطبيب الخبير الفاصل بين الطرفين. يذكر أن الصندوق يسجّل الآن 15 مليون مؤمن اجتماعيا، وما يعادل 35 مليون جزائري يستفيدون من بطاقات الشفاء التي يقدمها بين مؤمنين وذوي حقوق. بينهم 4000 عامل تعرضوا لحوادث في طريقهم من وإلى العمل.. مدير «كناص»: «50ألف ضحية بين متوف وجريح في ورشات البناء ومؤسسات العمل» قال المدير العام للصندوق الوطني للضمان الإجتماعي للعمال الأجراء، تيجاني حسان هدام، إنّ 50 ألف عامل يتعرضون سنويا إلى حوادث عمل، بينهم مئات يتعرضون لحوادث مميتة في أماكن العمل. وأشار المدير العام ل«كناص»، أمس على هامش اليوم التكويني والإعلامي حول الصحة والأمن داخل محيط العمل، إلى أنّ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال الأجراء يسجل في السنة الواحدة 50 ألف حادث عمل، حيث يعرف حجم الحوادث استقرارا خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وأفاد أنه من بين 50 ألف حادث سجّل أكثر من 680 ألف حادث مميت، وأكثر من 4000 حادث تنقل من وإلى المنزل والعمل، وأوضح أن العمال بقطاع البناء والأشغال هم أكثر الذين تعرضوا إلى حوادث عمل، فضلا عن العاملين بالقطاع الخاص مقارنة بالقطاع العمومي، حيث كانت ولايات الجزائر العاصمة، بجاية، بومرداس وسطيف بالترتيب أكثر ولايات سجلت بها حوادث عمل، وأشار إلى أنّ الأسباب الرئيسية لحوادث العمل هي عدم احترام معايير العمل والوقاية، وفي حالات أخرى عدم امتثال العمال لهذه المعايير رغم توفيرها من قبل المؤسسات.من جهة أخرى، أكد ذات المسؤول أن الصندوق سيشرع، بداية من الثاني جانفي المقبل، في تشديد المراقبة والخرجات الميدانية لأعوانه لمراقبة تصريح أرباب العمل بالعمال، وذلك بعد انقضاء آجال الاستفادة من التسهيلات والإعفاءات التي أقرّها قانون المالية التكميلي لسنة 2015، حيث لم تبق سوى 10 أيام فقط من أجل استفادتهم من هذه الإجراءات الاستثنائية، مؤكدا أن عقوبات أرباب العمل الذين يتخلفون عن التصريح بعمالهم سيواجهون عقوبات تصل إلى الحبس.