أفادت مصادر موثوقة ل''النهار''، أن ثلاثة عائلات إرهابية كانت بالجبل سلمت نفسها لمصالح الأمن نهاية الأسبوع المنصرم، ب''القرية الفلاحية'' ببلدية بن شود شرق ولاية بومرداس. وحسب ذات المصادر، فإن هذه العائلات الثلاث متكونة من ثلاثة إرهابيين رفقة أزواجهم وصبيا يبلغ من العمر سنتين ونصف السنة. جاءت عملية تسليم هؤلاء الإرهابيين لأنفسهم، بعد اتصالات مكثفة وفي غاية السرية، عن طريق وساطة ميدانية مع مصالح الأمن من أجل إنجاحها، حيث كان يرتقب أن تجري عملية التسليم - حسب مصادرنا- في ضواحي غابة ''ميزرانة'' بنفس الولاية، إلا أن قرارا صدر عن أمير السرية يقضي بتنقل جزئي لجماعته إلى الجهة الغربية للولاية، ما اضطر العائلات الإرهابية التائبة إلى تحديد هذه البلدية التي تعد من بين أهم المناطق التي شهدت عمليات التجنيد والالتحاق بالجبل، وكذا عمليات تسليم الإرهابيين لأنفسهم، وحسب معلومات متوفرة لدى مصادرنا، فإن هؤلاء الإرهابيين ينحدرون من مناطق مختلفة من ولاية بومرداس، والتحقوا بالجبل منذ أكثر من سبع سنوات، رفقة زوجاتهم اللواتي إلتحقن بهم، اثنتين منهن زوجات أمير سابق تم القضاء عليه من طرف قوات الجيش، قبل أن يتزوجهنّ إرهابيين آخرين، في حين كانت زوجة الإرهابي الثالث مبحوثا عنها من طرف مصالح الأمن، بعد تورطها في مساندة ودعم الإرهاب بواسطة زوجها، لتقرر الالتحاق به، حيث قضت بمعيته خمس سنوات بالجبل، لتحمل منه وتضع مولودها في إحدى الكازمات التابعة للجماعات الإرهابية، منذ قرابة ثلاث سنوات. وحسب ذات المصادر فإنه لم تتسرب أية معلومات فيما يخص هوية التائبين أو حتى مسقط رأسهم، باستثناء أن أعمار الإرهابيين تتراوح بين 25 إلى 32 سنة، في حين يتراوح سنّ زوجاتهم بين 26 إلى 30 سنة، وذلك ضمانا لسرية التحقيق الذي لا يزال متواصلا معهم، والذي من شأنه أن يكشف العديد من الخيوط التي كانت تشكل ألغازا في وقت سابق. وأفادت مصادرنا أن الصبي الذي جلبته زوجة الإرهابي الثالث، كان في حالة صحية متدهورة، نتيجة التنقلات الاضطرارية للجماعة الإرهابية التي كان يعيش تحتها التائبون، في ظلّ التشديد الأمني وتدمير معظم الكازمات التي كانوا يستعملونها، ما جعله عرضة لمختلف التقلبات المناخية والأمراض، حيث يخضع حاليا حسب مصادرنا للعلاج في إحدى المستشفيات. وتعد هذه العملية المتمثلة في تسليم عائلات إرهابية بشكل جماعي لأنفسهم الأولى من نوعها منذ سنوات، مما يثير الانتباه ويؤكد صحة المعلومات التي تداولت إعلاميا، بشأن حالة الشرخ الذي تشهده عناصر التنظيمات الإرهابية وكذا الملل والعزوف عن العمل المسلح، ووجود النية الحقيقية في إعلان التوبة والغفران، قصد الدخول في مسعى المصالحة الوطنية.