تمكنت شبكة وطنية مختصة في النصب والاحتيال عبر موقع التواصل الاجتماعي «الفايسبوك»، من الإيقاع بعشرات الشباب عبر مختلف ربوع الوطن، بعد استدراجهم عن طريق فتاة تدعى «إيمان» كانت تضرب لهم مواعيد غرامية بالعاصمة، أين تكون في انتظارهم عصابة أغلب أفرادها طلبة جامعيون يقومون بتجريد الضحايا من كافة ممتلكاتهم تحت طائلة التهديد بالأسلحة البيضاء، والذين كان آخر ضحاياهم شاب ينحدر من ولاية وهران. تفكيك خيوط الجريمة حسب المعلومات الأولية التي تحصلت عليها «النهار»، تعود إلى تاريخ 17 ديسمبر 2016، إثر كمين نصبته مصالح الأمن الحضري الرابع بالقبة بمساعدة شاب من وهران تعرض لسرقة مبلغ 15 مليون سنتيم، من قبل مجهول كان على متن دراجة نارية حينما كان ينتظر المسماة «إيمان» ليتلقي بها بعدما تعرف عليها عبر «الفايسبوك»، إلا أنها لم تحضر وهو ما جعله تراوده شكوك حول تورطها في الجريمة، وهي الشكوك التي تأكدت حين تقربه من مصالح الأمن، حيث علم أنه تم تسجيل عدد من القضايا المماثلة في كل من ولاية معسكر وإحدى الولايات الشرقية، ليعاود الاتصال بالفتاة التي ضربت له موعدا ليخبرها أنه في انتظارها قرب إحدى الحدائق العمومية بالقبة مكان وقوع الجريمة، أين عاد منفذ الجريمة من أجل تنفيذ عملية سرقة أخرى، إلا أن مصالح الشرطة ألقت عليه القبض، وتبين أن الأمر يتعلق بطالب جامعي من مواليد 1994. وبعد مواصلة التحريات، تبين أن المشتبه فيه ينتمي لشبكة وطنية تستخدم الفتاة كطعم لاصطياد ضحاياها عبر «الفايسبوك»، بعدما توههم بربط علاقة غرامية وتعدهم بالسهر رفقتهم، لتستدرجهم إلى مناطق تنفيذ الجريمة بعدما تحدد لهم مواعيدا، أين يتعرضون للسرقة تحت طائلة التهديد بالأسلحة بالبيضاء. وبعد اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، تم تقديم المشتبه فيه أمام نيابة محكمة حسين داي، الذي بدوره أحاله على قاضي التحقيق بذات المحكمة، أين صدر في حقه أمر بالإيداع رهن الحبس المؤقت بالمؤسسة العقابية في الحراش على ذمة التحقيق، فيما لا تزال عملية البحث عن بقية أفراد الشبكة متواصلة، وذلك بالتنسيق مع فرقة مكافحة الجريمة الإلكترونية من أجل تحديد هوية وموقع المسماة «إيمان» التي تعتبر لغز الجريمة.