دعت السلطات الجزائرية رعاياها المتواجدين خارج الوطن، إلى اتخاذ المزيد من الحيطة والحذر على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة كيبيك وخلّف مقتل جزائريين.أكد الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية، حسان رابحي، في تصريح للصحافة، أمس، لدى وصول جثماني الضحيتين الجزائريين المتوفيين الأحد المنصرم، في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة كبيك، إلى مطار هواري بومدين الدولي، أن السلطات الجزائرية اتخذت جميع الإجراءات الضرورية لإعادة الجثمانين إلى أرض الوطن، وذلك بالتنسيق مع ممثليتنا الديبلوماسية وكذا مع السلطات الكندية.ودعا رابحي الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج إلى اليقضة والتضامن، وأبرز في هذا السياق التضامن الجاد الذي عبّرت عنه تلك الجالية حيال هذه الظروف، معتبرا أن هذا من شأنه أن يقوي مكانة الجالية التي تعيش بعيدا عن الوطن ويعزز علاقاتها وارتباطها بالجزائر.وأضاف قائلا: «كما ندين بشدة الإرهاب ندعو المجتمع الدولي إلى التضامن أكثر فأكثر من أجل مكافحة ظاهرة الإرهاب ومعاداة الإسلام وإلى توفير الظروف للتعايش بين الشعوب والحضارات من أجل مصلحة الإنسانية جمعاء».وقد وصل أمس جثمانا الضحيتين الجزائريين المتوفيين الأحد المنصرم، في الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة كيبيك إلى الجزائر بحضور عائلتيهما وأقاربهما.ويتعلق الأمر بالضحيتين «عبد الكريم حسان» المولود بتاريخ 20 ماي 1975 بالجزائر العاصمة، و«خالد بلقاسمي» المولود بتاريخ 18 جانفي 1957 بالحراش، أين تم تلاوة سورة الفاتحة على روحي الضحيتين. مئات المشيعين وجثمان الضحية خرج تحت الزغاريد من منزله بسطاوالي جنازة شعبية لضحية الاعتداء الإرهابي بكندا «عبد الكريم حسان» شيع، أمس، مئات الجزائريين جنازة الجزائري «عبد الكريم حسان» الذي راح ضحية الاعتداء الإرهابي بكندا، بمقبرة سيدي فرج في بلدية سطاوالي بالعاصمة، وهي الجنازة التي عرفت توافد عدد كبير جدا من المواطنين، في حين لم يحضرها أي مسؤول أو إطار رسمي من الحكومة.وكانت نقطة الانطلاقة من منزل المرحوم ببلدية سطاوالي في العاصمة، أين خرج جثمان الضحية على صوت زغاريد النساء، حيث حُمل على الأكتاف إلى سيارة الحماية المدنية التي نقلته إلى مسجد الفلاح وسط مدينة سطاوالي، في حين حضر مئات المواطنين الجنازة، حيث لم يتسع المسجد للعدد الكبير من المصلين، واضطر الكثيرون لأدائها خارج المسجد على الأرصفة.وقبل أن تصلى صلاة الجنازة على المرحوم، وُضع جثمان الضحية في الساحة المقابلة للمسجد تحت تغطية أمنية، حيث التف حوله مئات المواطنين لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه وتوديعه وقراءة الفاتحة على روحه قبل إدخاله المسجد والصلاة عليه.وبعد إتمام الصلاة، تم نقل جثمان الضحية إلى مقبرة سيدي فرج لبلدية سطاوالي في موكب كبير، خاصة وأن عدد المشيعين وصل إلى المئات من المواطنين من بلدية سطاوالي وبلديات أخرى، أبوا إلا حضور جنازة الفقيد، إضافة إلى أصحابه أو زملائه الذين عرفوه في العمل أو الحي، والذين ذكروا مناقبه وحسن أخلاقه.وعرفت عملية دفن الضحية حضور هؤلاء المشيعين الذين غصت بهم المقبرة ولم تسعهم، قبل أن يوارى الثرى في جو مهيب وسط بكاء أقاربه خاصة أبناء أخيه الذين قالوا إنه كان بمثابة الأب والأخ لهم، كما حضر الجنازة الشيخ «شمس الدين» الذي قدم موعظة لأهل الفقيد بعد الفروغ من الجنازة، إضافة إلى رئيس حزب «جيل جديد» جيلالي سفيان، في حين خلت الجنازة من أي مسؤول أو إطار رسمي. قالت إنه كان حريصا على تعليم بناته أمور الشريعة واللغة العربية.. أرملة عبد الكريم حسان: زوجي كان يحرص على الإقامة أمام المسجد.. وهذا ما أوصى به بناته شاهد مباراة المغرب ومصر ثم قال إنه ذاهب لممارسة الرياضة كشفت أرملة «عبد الكريم حسان» أحد ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدا ب«كيبيك» الكندية، أن زوجها الفقيد كان يحرص على تأدية الصلاة في وقتها، وكان حريصا دائما على أن يكون مقر سكناه قريبا من المسجد من أجل تلقين بناته تعاليم الدين الإسلامي وأبجديات اللغة العربية.«النهار» زارت أمس، المنزل العائلي للفقيد «عبد الكريم حسان» الذي راح ضحية الاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي بمقاطعة «كيبيك»، أين استقبلنا أهل الفقيد بكل حفاوة رغم المصاب الجلل الذي ألمّ بهم، حيث قالت أرملة الضحية إن زوجها كان حريصا على تعليم بناته الثلاث وتلقينهن أبجديات اللغة العربية وتعاليم الدين الإسلامي، كما أنه كان حريصا على تأدية الصلاة في المسجد خاصة يوم الجمعة. وروت «لويزة» ل«النهار» تفاصيل آخر يوم لها مع زوجها الذي صادف يوم الأحد وهو يوم عطلة، حيث استيقظ باكرا من أجل اصطحاب ابنتيه الكبيرتين لممارسة رياضة التزلج على الثلج، إلا أن زوجته اقترحت عليه البقاء في المنزل باعتبار أنه كان متعبا، حيث أمضى فترة الصبيحة رفقة ابنته الرضيعة. وأضافت محدثتنا أن زوجها كان دائما يحدّث بناته عن الموت والقضاء والقدر، وأننا في هذه الدنيا غرباء، كما أنه كان يطلب منهن أن يكنّ صالحات لدخول الجنّة ونيل رضوان الله عز وجل. وواصلت أرملة الضحية أن الفقيد وقبل خروجه حرص على مشاهدة مباراة الدور ربع النهائي لكأس أمم إفريقيا التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره المصري، ثم طلب منها تحضير حقيبته الرياضية للتوجه إلى جامعة «لافال» من أجل ممارسة الرياضة ككل يوم أحد، وهو ما قامت به أرملته التي شعرت بالقلق بعد أن تأخر عن العودة إلى المنزل، مما دفعها للاتصال بجامعة «لافال»، حيث كان زوجها مشتركا في القسم الخاص بالنشاطات الرياضية، فأبلغها المسؤولون بأن زوجها ليس متواجدا هناك وهو ما زاد من قلقها.وتضيف السيدة «لويزة حسان» قائلة: «بعد دقائق تلقيت اتصالا من صديقة كندية تقيم بمونريال، وفور أن أجبت خاطبتني «هل الأمور على ما يرام في المنزل»، وأخبرتها بأن الأمور عادية، البنات نائمات وأنا في المنزل وزوجي خرج لممارسة الرياضة»، لكنها طلبت مني تشغيل جهاز التلفاز، وما إن شاهدت خبر الهجوم الإرهابي شعرت بأن مكروها أصاب زوجي وربطت تأديته صلاة العشاء بالحادثة، لأقوم فورا بالاتصال بأصدقائه والشرطة لسماعدتي في البحث عنه، ثم توجهت رفقة صديق له وزوجته إلى المستشفى بعد أن أبلغني أحدهم بأنه شاهده وهو مصاب، وما إن دخلت إلى المستشفى حتى قدم إلي الطبيب وأخبرني بأن زوجي توفي برصاصة في الظهر اخترقت رئتيه ولفظ أنفاسه على الفور. ثم واصلت أرملة الضحية قائلة: «كان من الصعب علي إبلاغ الأهل وخاصة بناتي، لكن تربيته لهن وتعليمه لهن سهّل علي ذلك، حيث أخبرتهن بأن والدهن في الجنّة، وهنّ صبورات مثلي والحمد لله على كل شيء». الجنازة حضرها مئات المشيّعين والقنصل الكندي وغاب عنها ممثلو الدولة جنازة شعبية لفقيد الجزائر «خالد بلقاسمي» بمقبرة المحمدية القنصل الكندي بالجزائر: «كنداوالجزائر فقدتا منارة علمية كبيرة» شيّع، أمس، العشرات من أقارب وأصدقاء ومعارف الباحث الجزائري «خالد بلقاسمي» الذي سقط ضحية الاعتداء الإرهابي على المركز الإسلامي بكيبيك في كندا، بمقبرة سيدي الطيب في المحمدية بالجزائر العاصمة، في جو مهيب غاب عنه الطابع الرسمي بغياب المسؤولين الجزائريين وحضور القنصل الكندي بالجزائر، أين قام شخصيا بتقديم التعازي لعائلة الفقيد، وسط تعزيزات أمنية من طرف مصالح الأمن.كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحا عندما وصلت سيارة الإسعاف التابعة للحماية المدنية، والتي كانت ضمن موكب ضم سيارات الأمن، إلى منزل الضحية الواقع بحي المحمدية وبالضبط داخل ثانوية «محمد هجرس» أين ولد الضحية وترعرع، قبل أن تغير عائلته محل إقامتها إلى بئر توتة بالجزائر العاصمة، أين دخلت سيارة الإسعاف إلى ساحة الثانوية قبل أن يقوم أفراد الحماية المدنبة بإنزال جثمان الضحية ووضعه داخل خيمة العزاء التي أقامتها العائلة وسط زغاريد وبكاء النساء على فقيد الجزائر. حضر القنصل الكندي وغاب مسؤولو الجزائر المحليون والولائيون دقائق بعد وصول جثمان الضحية وصلت سيارة دبلوماسية تبين أنها للقنصل الكندي بالجزائر، حيث دخل خيمة العزاء وقدم العزاء لأشقاء الضحية وأبنائه وزوجته، مؤكدا في حديثه لأفراد العائلة وجمع ممن حضروا الجنازة، أن كنداوالجزائر فقدتا منارة علمية كبيرة برحيل الباحث «خالد بلقاسمي» لكونه قدم الكثير للبشرية جمعاء ولكندا ولبلده الجزائر، في حين لم يحضر أي مسؤول أو ممثل رسمي عن الدولة الجزائرية ولا حتى رئيس بلدية المحمدية لتشييع جنازة الفقيد. الفقيد عاد إلى الجزائر في التسعينيات للعمل لكنه عاد مجددا إلى كندا بعد عراقيل واجهته «النهار» في حديثها للعديد من أصدقاء وأقارب ومعارف الضحية الذين تحدثوا عنه وعن خصاله منذ أيام دراسته والتحاقه بكندا سنة 1983، أين تحصل على منحة دراسية هو وثلاثة من أقرانه لمواصلة البحث العلمي. وحسبما حدثنا به أحد رفقاء الضحية، فإن هذا الأخير عاد إلى أرض الوطن سنة 1992 وعاد للتدريس في جامعة باب الزوار، أين واجهته جملة من العراقيل البيروقراطية لتجسيد مشاريعه وأبحاثه العلمية فدفعه ذلك إلى مغادرة أرض الوطن والعودة إلى كندا مجددا سنة 1994، وعلى الرغم من ذلك -يضيف محدثنا- فإن المرحوم بقي يزور الجزائر بصورة متواصلة أين كان يساعد الطلبة الجزائريين على التربص بالجامعات الكندية، بالإضافة إلى مساعدته لعدد من المؤسسات الجزائرية ضمن مجال اختصاصه في الكيمياء. الضحية بنى منزلا في الجزائر ولم يسكنه ولعل أهم ما حز في نفس أقاربه، أن الضحية كان قد انطلق في أشغال بناء منزل خاص به في الجزائر كان سيسكنه عندما يأتي لقضاء عطلته بالجزائر، غير أن القضاء سبقه فلم يُكتب له السكن بالمنزل الجديد ووافته المنية.بعد أقل من ثلاث ساعات من وصول جثمان الضحية، تم حمله من قبل أعوان الحماية المدنية، فتبعه جمع غفير من المشيعين إلى مسجد «عمر العرباوي»، أين صليت عليه صلاة الجنازة قبل أن يتم دفنه بمقبرة سيدي الطيب في المحمدية والتي تقابل مقر سكناه القديم. وسائل إعلام كندية كشفت عن استئجاره شقة قريبة من المسجد لتنفيذ مخطّطه منفّذ مجزرة «كيبيك» زار المسجد عدّة مرات وادّعى أنه متسوّل الجاني لا علاقة له بالإسلام وقال قبل تنفيذ جريمته «أحب الله ورأيت صورا له» منفّذ الهجوم مهتم بالأسلحة وتدرّب على الرماية في ناد محلي أظهرت شهادات جديدة حول الاعتداء المسلح الذي استهدف مسجدا بمدينة كيبيك في كندا، أن منفذ الهجوم رصد المكان مرات عدة، قبيل إطلاق الرصاص على المصلين، حيث قتل 6 منهم وأصاب 5 آخرين، فيما كشفت وسائل الإعلام الكندية أن المتّهم لم يخف عداءه للمسلمين خلال تحقيقات الشرطة.ووفق ما أوردت وكالة «رويترز»، فإن شهودا تعرفوا على القاتل «ألكسندر بيسونيت» ذي 27 عاما بسبب تردده على المكان وطلبه مالا من أحد الموجودين بالمسجد، وقال «الحسين المانوج» أحد المترددين على المسجد، إنه تعرف على القاتل عندما شاهد صورته في وسائل الإعلام بعد المذبحة، وقال «أتذكر هذا الوجه».وأوضح أن منفذ الهجوم زار المسجد الخميس الفارط بين الساعة السابعة و45 دقيقة والثامنة مساء بالتوقيت المحلي، وهو ذات توقيت تنفيذ الهجوم بعد 3 أيام، وأضاف الشاهد أن بيسونيت قال جملة غريبة وهي «أحب الله، رأيت صورا لله»، واشتبه أن الرجل لا يعرف أي شيء عن الإسلام لكنه لم يُر عليه ما يدل على نواياه، وقال «ظننت أنه شخص جاهل ببساطة». وطبقا لرواية هذا الشاهد، فإن منفذ الهجوم دخل المسجد وقال إنه بحاجة إلى نقود للسفر إلى مونريال، لكن شاهد عيان أخبره بأنه لا يملك مالا واقترح استكمال محادثتهما خارج المسجد، ونجا الحسين المانوج من المذبحة بفاصل دقائق معدودة، إذ غادر المسجد قبيل وصول بيسونيت إلى المكان عندما نفّذ جريمته. وتقول السلطات إن بيسونيت فرنسي كندي من «كيبيك»، مشيرة إلى أنه يعتنق أفكارا متطرفة، فيما ذكرت وسائل إعلام كندية أن الطالب الجامعي منفّذ الهجوم كان قد استأجر شقة قريبة من المسجد، مما رجّح فرضية استهدافه لرواده مع سبق الإصرار والترصد.وأبلغ أحد جيران أبويه هيئة الإذاعة الكندية بأن «ألكسندر بيسونت» 27 عاما، انتقل مؤخرا إلى شقة قرب المسجد بصحبة شقيقه التوأم.وعرف عن «ألكسندر» أنه من المعجبين بالرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» والسياسية الفرنسية اليمينية ل «مارين لوبان»، كما أنه يحمل أفكارا مناهضة للهجرة، خصوصا تجاه المسلمين، وقالت صحيفة «لابريس» الكندية نقلا عن مصدر مقرب من التحقيقات، إن الشاب لم يخف عداءه للمسلمين أثناء استجوابه الطويل أمام الشرطة، وقالت الصحيفة إنه مهتم أيضا بالأسلحة وتدرّب على الرماية في ناد محلي.