شهدت منطقة جبل رأس العش في تبسة، نهاية الأسبوع الفارط، انفجار لغم تقليدي الصنع زرع من طرف بقايا العناصر الإرهابية بالمسلك الجبلي، في خطوة لتعطيل تقدم وحدات الجيش إلى عمق الجبال، مما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين بجروح مختلفة، أين تم على جناح السرعة تحويلهم إلى المستشفى العمومي لمدينة الشريعة، حيث كانوا ضمن وحدات متقدمة للجيش الوطني الشعبي والأمن، في عملية تمشيط واسعة النطاق بدعم جوي لمروحيتي استطلاع وأخرى مجهزة بوسائل حديثة وصواريخ، انطلقتا من مدرجات ولاية خنشلة المجاورة، وذلك بحثا عن مجموعة إرهابية تسللت من ذات التضاريس الوعرة الممتدة من مناطق ولاية خنشلة إلى الجبل الأبيض صوب جبل رأس العش المعروف بخطورته، والذي شهد خلال السنوات الماضية عدة اشتباكات مسلحة مع بقايا فلول الجماعات الإرهابية الناشطة بذات التضاريس، في حين رجحت مصادر «النهار» أن المجموعة الإرهابية المسلحة مجهولة العدد منضوية تحت لواء كتيبة الفتح المبين التي تتخذ من المنطقة ممرات للتموين والسطو على الموالين، وقد قام أفرادها بمداهمة شيخ في العقد السادس من عمره رفقة ابنه من عائلة (فرجاني) بالمنطقة المسماة قارة زينة بالسطح قنتيس التابعة إقليميا لبلدية ثليجان بمحاذاة رأس العش، في محاولة للاستيلاء على رؤوس من الماشية، فتصدى لهم ببندقيته ودخل معهم في اشتباك مسلح، فيما أصيب ابنه قبل أن يلوذ بالفرار إلى وجهة مجهولة، وبعد نفاد الذخيرة أطلق عليه الإرهابيون وابلا من الرصاص فسقط شهيدا من دون أن يستسلم للعناصر الإرهابية التي استولت على أزيد من 270 رأس من الأغنام، قبل فرارها إلى عمق الجبال، وهذا ما يدل على حاجة بقايا العناصر الإرهابية للمؤونة نتيجة الحصار الذي فرضه الجيش على تلك المناطق، وفور وصول الخبر لوحدات الجيش الوطني الشعبي المرابطة بذات المناطق الوعرة، سارع أفرادها إلى عين المكان، حيث طوقت المنطقة في ظرف وجيز، ووصول قائد العمليات للقطاع العسكري من تبسة للإشراف على عملية التمشيط، في حين جثة الشهيد حولت إلى قسم حفظ الجثث بالمستشفى العمومي محمد شبوكي بالشريعة، حيث شهدت منطقة ثليجان والشريعة حالة غضب في أوساط أهالي الضحية، وإلى حد كتابة هذه السطور تمكنت عناصر الجيش الوطني الشعبي من تدمير مخبأين للإرهابيين وسط كهوف منطقة قنتيس، والعملية متواصلة.