كثير من الجزائريين، وربما أنتم منهم، يقومون بالنقر على زر الإعجاب بفيديوهات تنشر على موقع يوتوب أو مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا فايسبوك. وفي بعض الأحيان تكون تلك الفيديوهات عبارة عن بودكاستر، وهي منتوجات مصورة عبارة عن مدونات تلفزيونية، يعبر فيها صاحبها عن موقفه تجاه ظواهر أو أحداث آنية، يتميز بها المجتمع. وبحسب تغير الأحداث والأوضاع، فإن اهتمامات البودكاستر كثيرا ما تتغير، لكنها تبقى على ثابت واحد لا يتغير، وهو اقتناص الفرص في الوقت المناسب، أي من خلال إطلاق العمل في الوقت الذي يجب عيه ذلك، مثل الأحداث الرياضية البارزة، والظواهر المجتمعية، والتغيرات السياسية. وإن كان بعض منتجي البودكاستر واليوتوبر يلجأون في أعمالهم الى الشخصية الواحدة، في كل عمل مصور، فإن بعض الأعمال تحتاج إلى أكثر من شخص واحد، وفي أحيان كثيرة الى عدة ممثلين، ما يجعل البودكاستر شبيها بعمل تلفزيوني قصير، فيه المخرج والمصور والممثلون، وغير ذلك. ولحشد كل تلك الإمكانيات، يحتاج صاحب البودكاستر إلى مصدر تمويل، لكون الأمر نادرا ما يتعلق بعمل تطوعي، وهو الأمر الذي يجهله الكثير من متابعي هذا النوع من الأعمال. هل تساءلتم يوما عن المقابل المالي الذي يستفيد منه اليوتوبر؟ يستفيد اليوتوبر من أرباح مالية متفاوتة، عن طريق ما يسمى بالمونيتيزاسيون Monitisation ، حيث يتم ضخ عائدات تخصصها إدارة يوتوب لأصحاب الفيديوهات. لكن تلك العائدات تنقسم الى قسمين، الأول حسب عدد المشاهدات وموقع البلد الذي تمت منه المشاهدة، والثاني حسب الإعلانات التي ترافق أو تسبق عرض كل عمل بودكاستر. كيف تتم عملية جني الأرباح؟ قليلون من يعرفون بتقنية اطلقتها غوغل منذ عدة سنوات اسمها غوغل أدسنس. هذه التقنية يتم دمجها في كل المواقع ووسائط التواصل الاجتماعي، بغية تحويل تلك المواقع والوسائط الى ربحية. فإن كان الأمر يتعلق بموقع أو بقناة على اليوتوب، فإن كل مشاهدة أو قراءة لمقال يتم احتسابها حسب موقع البلد الذي تمت منه المشاهدة أو القراءة، ويتم تقاضي أموال مقابلها. كيف يتم حساب الأرباح؟ حسب أهل الاختصاص، فإن حساب الأرباح التي يتم جنيها من العرض على موقع يوتوب، يتم حسب خرائط جغرافية تقسم دول العالم الى عدة فئات، فمثلا لو تمت مشاهدة الفيديوهات من دول أوروبا فقط، فإن مليون مشاهدة سيتم عبرها جني ألف أورو، هذا بدون احتساب عائدات الإشهار. أما في دول أخرى مثل الجزائر، فإن المقابل يكون أقل من ذلك المعدل، لكون ثقافة الإشهار عبر غوغل لم تترسخ بعد في الاقتصاد الجزائري ولدى الشركات الوطنية، والعكس صحيح بالنسبة لدول أوروبا التي تعتبر فضاء خصبا لكبرى الشركات العالمية. وبالنسبة لمصدر الدخل الثاني في يوتوب، قهو نسب وعدد النقرات، حيث يربح صاحب الفيديو مزيدا من الدولار اذا مازادت نسب النقرات على الاشهار المرافق للفيديو، وهو الوتر الذي يلعب عليه غالبية اليوتوبر الجزائريون. مقابل كل ذلك، وضعت إدارة يوتوب، مقاييس وشروطا صارمة للتعامل في المجال الربحي مع اليوتوبر في سائر دول العالم، فإن كانت مشاهد الفيديوهات غير أصلية أو لا يملك صاحبها حقوق بثها، فإن إدارة يوتوب لن تمنح سنتيما واحدا لصاحبها، حتى ولو حقق ملايير المشاهدات، بل الأكثر من ذلك،قد تقوم إدارة اليوتوب بحذف تلك الفيديوهات وحتى الشطب الكلي للقناة، وهو الأمر الذي جعل من معظم اليوتوبور الجزائريين لا يستثمرون في هذا المجال، لكن هناك من كسر القاعدة. تفاصيل لا تعرفونها على قنوات ديزاد جوكر وانس تينا بحسابات تقديرية، تحقق قناة ديزاد جوكر على اليوتوب مايقارب الألف الى 14 ألف دولار شهريا، أي ما يعادل 17 مليون الى 238 مليون سنتيم. وحتى نوضح أكثر، فإن الفيديو الأخير المعنون بمانسوطيش، فإنه حصد أزيد من 3 ملايين مشاهدة في ظرف أسبوع، أي ما يقارب الألف دولار، ما يعادل 17 مليون سنتيم باحتساب سعر صرف العملة الصعبة في السوق السوداء. غير أن تلك الأرقام تبقى تقديرية بالنظر بعدم معرفة البلدان التي تم منها مشاهدة الفيديو. أما قناة أنس تينا فهي تحقق أرباحا شهرية تتراوح بين ألف الى 17000 دولارا أي ما يعادل 17 ألى 289 مليون سنتيم بالعملة الوطنية. وعلى سبيل المثال فإن الفيديو الاخير لأنس تينا المعنون بالرسالة والذي يحاكي المشهد السياسي في الجزائر برسائل مشفرة وقوالب هزلية فقد حقق مليونين و 100 الف مشاهدة ولكم ان تتصوروا حجم المداخيل الشهرية.