ستفتح جنايات العاصمة، خلال الدورة الجارية، ملف إحدى عصابات التزوير والسرقة المتخصصة والمنظمة، والتي تعد من بين العصابات المسؤولة عن الإرتفاع الرهيب لنسبة السيارات المسروقة على المستوى الوطني والعاصمة بصفة خاصة، نظرا للطريقة الذكية التي ينتهجونها بعيدا عن الشكوك وتحقيقات مصالح الأمن. كشفت التحقيقات التي قامت بها مصالح الأمن عن الخطة الجهنمية التي ينتهجها أفراد العصابة في استهداف الضحايا، وذلك من خلال التصريحات التي أدلوا بها في إطار التحقيق أمام الضبطية القضائية، هذه الأخيرة لم تتوصل إلى العصابة عن طريق تحريات مسبقة أو معلومات تشير إلى نشاطها، بحيث تم اكتشاف القضية عن طريق الصدفة خلال دورية عادية بغابة ''بواديكار'' ببلدية دالي ابراهيم. وتمكن أعوان الشرطة من اكتشاف أمر العصابة بناء على الإعتراف الذي أدلى به المتهم الرئيسي في القضية ''ن.س''، والذي ضبط داخل الغابة في سيارة مزورة الوثائق إلى جانب عدة أختام مزورة تستعمل في إعداد وثائق السيارات المسروقة، وبمرافقة أعوان الشرطة للمتهم إلى بيته تم ضبط أختام أخرى مزورة وبطاقات رمادية لعدة سيارات كلها جديدة. وتعتبر وكالات تأجير السيارات التي تشكل مركبات ''نيسان'' إحدى ما تمنحه من خدمات، المستهدف الأول من طرف هذه العصابة، إلى جانب وكالات أخرى تعتمد على تأجير أنواع أخرى من المركبات، على غرار ''هونداي'' والماركات الأخرى من السيارات رباعية الدفع، وهي الطريقة التي أبعدت الشبهات عن العصابة طوال فترة نشاطها ورغم عدد الوكالات التي سقطت في فخها. كما تبين أن نشاط هذه العصابة امتد إلى عدة ولايات من الوطن على غرار، غليزان، وهران، باتنة، بومرداس تيسمسيلت والعاصمة التي سجلت بها أكبر عمليات السرقة التي نفذتها العصابة. وتوصلت تحريات مصالح الأمن إلى توقيف 26 متهما في القضية بناء على اعترافات ''ن.س'' المتهم الرئيسي، حيث اعترف هذا الأخير أنه وأعضاء جماعته اختاروا السرقة بطريقة مغايرة لما هو شائع في مجال سرقة السيارات، بغرض إبعاد الشبهات وتنفيذ أكبر عدد من العمليات بطرق احترافية غير معروفة لدى المصالح الأمنية كما تسهل على عناصره اجتناب الشبهات. واختار أفراد العصابة سرقة وكالات كراء السيارات بدل الأشخاص العاديين، كما يقومون بالسطو على نوع معين من السيارات وهي السيارات ذات الدفع الرباعي، ما جعل ضحايا هذه العصابة المحترفة محددين في أغلب وكالات الكراء التي تمتلك سيارات من هذا النوع، وأشار التحقيق إلى أن أغلب سيارات الدفع الرباعي من نوع ''نيسان'' المتواجدة على مستوى وكالات الكراء كانت مستهدفة من طرف أفراد هذه العصابة.