شهد، ليلة الخميس الماضي، حي "بريان" في بلدية "قرواو" الواقعة شرق إقليم ولاية البليدة، ساعات رعب كبيرة، عاشها السكان مباشرة بعد صلاة المغرب، إثر نشوب "حرب" ضروس، استعملت فيها مختلف الأسلحة البيضاء وحتى الكلاب المفترسة، بين شباب من سكان حي "كاف حمام" التابع لبلدية "أولاد يعيش" وشباب من سكان "بريان". وقد أسفرت المواجهات بين الطرفين عن سقوط 7 جرحى من الجانبين، وحرق دراجتين ناريتين، وإحداث حالة من الرعب والخوف في نفوس السكان. ولم تكد بلديات ولاية البليدة، خصوصا مدن "الأربعاء" و"مفتاح" و"بوفاريك" و"العفرون" و"أولاد يعيش" تنسى أحداث المواجهات بين شباب الأحياء السكنية عام 2016، حتى اندلعت مواجهات جديدة، أول أمس، عندما نشبت شرارة خلاف بين سكان حيّين لأتفه الأسباب. وحسب بعض شهود عيان تحدثوا إلى "النهار"، فإن طبول "الحرب" بدأت تقرع، عندما توجه شاب كان على متن سيارة سياحية على مستوى طريق الحي، ودخل في خلاف مع أحد شباب المنطقة عند مدخل المسجد، مباشرة بعد صلاة المغرب، حيث دخل هذا الأخير في ملاسنات كلامية متهما صاحب السيارة باستعماله للسرعة المفرطة وعدم احترام المارة، رغم خروج العشرات من المصلين الذين كاد هذا الأخير أن يدهسهم، لتتطور الملاسنات بسرعة وسط تبادل السبّ والشتم بين المتخاصمين، قبل أن يقوم أحدهما بالاعتداء على الآخر بواسطة سكين على مستوى اليد، مسببا له جروحا. وقد توجه الضحية مباشرة إلى حيّه وطلب من أصدقائه الانتقام له، لتبدأ عملية التهييج والحشد، وطلب الدّعم وجمع مختلف الأسلحة البيضاء، ثم بدأت أطوار الهجوم على الحي، حيث تمّ جمع أكثر من 40 شخصا ومختلف الأسلحة البيضاء، من "سينيال" وبوق وبنادق صيد بحرية وسيوف وخناجر وقضبان حديدية وقارورات غاز مسيل للدموع، بالإضافة إلى إحضار كلاب شرسة. وقد قام العشرات من المهاجمين بدخول الحي من كل الجوانب لمباغتة سكانه، لتستمر معارك الكرّ والفرّ بين عصابات الشوارع لعدة ساعات، وسط صراخ المارة وسكان المنطقة، الذين عاشوا ساعات من الرعب والخوف. ومما زاد المشهد رعبا، هو نباح الكلاب وسط سقوط عدد من الأسهم المنبعثة من بنادق الصيد البحرية في كل اتجاه، ناهيك على سقوط القذائف النارية المنبعثة من "السينيال".