فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري، قد أنساهم بأنهم مترشحون لامتحان مصيري اسمه ''البكالوريا''.. فالفرحة أوصلتهم إلى ''الهبال''..و لم يعد يهمهم لا امتحان ولا نجاح ولاشهادة ولا هم يحزنون..ولدى تقربنا من بعض المترشحين بأحد مراكز الإجراء بولاية البليدة، لحظات قلائل قبل انطلاق امتحان مادة الفيزياء..والذين أكدوا لنا بصراحة تامة..'' كانت الساعة تشير إلى الثامنة إلا 5 دقائق، حين وصلنا إلى ثانوية ماحي محمد بولاية البليدة، رفقة وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، الذي أشرف على فتح أظرفة مواضيع امتحان مادة الفيزياء في اليوم الثاني لشهادة البكالوريا، وفي تلك اللحظات الخاطفة تقربنا من المترشح ''ن.س'' شعبة آداب وعلوم إنسانية الذي بدا لنا جد متعبا، وحين سألناه عن مدى استعداده لامتحان مادة الرياضيات، أجابنا بعفوية تامة:''عما تتحدثين عن المراجعة؟ فأنا لم أدخل إلى منزلنا إلا في حدود الساعة 2 صباحا..و استيقظت في الساعة السابعة صباحا..ففوز رفقاء زياني على المنتخب المصري، قد أنسانا بأننا مترشحون لامتحان مصيري..والفرحة قد أنستنا بأن هناك مادة اسمها مادة ''الرياضيات''..فما عساني أقول..الله ينجحنا''..غير أن نفس التصريحات جاءت على لسان مترشح آخر بنفس القاعة، وهو المدعو ''فواد.ك'' وآثار الإرهاق بادية على وجهه، والذي أخبرنا بأنه يعشق المنتخب الوطني والكرة الجزائرية، ولم يسمح لنفسه تفويت فرصة مشاهدة المباراة وعن قرب، ولما سألناه عن مدى استعداده للامتحان، أكد لنا أنه ظل يجوب في شوارع البليدة محتفلا بفوز الخضر على الفراعنة لساعات عديدة إلى درجة أنه لم يشعر إطلاقا بمرور الوقت، ليجد نفسه في اليوم الموالي غير قادر حتى على النهوض..بحيث أضاف قائلا:''المهم بالنسبة لي هو فوز فريقنا الوطني والبقية على ربي..'' غير أن الذي لفت انتباهنا ونحن نقوم باستجواب المترشحين بنفس الثانوية، أن الفتيات مثلهن مثل الذكور، حين صممن عدم تفويت الاحتفال بفوز رفقاء كريم زياني على الفراعنة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد..فالفرحة أنستهن بأنهن ''مترشحات'' حسب ما أدلت به المترشحة ''ف.ع'' شعبة علوم طبيعة، التي تابعت المقابلة منذ بدايتها حتى نهايتها وبتركيز كبير ومباشرة بعد فوز منتخبنا الوطني، أكدت لنا بأنها خرجت مباشرة للشارع رفقة أفراد عائلتها للاحتفال بالفوز، ولما سألناها عن مدى استعدادها لامتحان مادة الرياضيات..أجابتنا بصراحة تامة:''الجزائر أولا ثم البكالوريا ثانيا''.