الوادي ليلة المباراة بكل بلدياتها ودوائرها ليلة بيضاء احتفالا بالفوز الباهر الذي حققه الخضر على الفراعنة في واحدة من أقوى المباريات على الإطلاق التي شاهدها الجمهور الجزائري سهرة الأحد. مدينة الوادي كانت على أتم الاستعداد للحدث الكروي، حيث نصبت شاشات عملاقة بالعديد من الساحات العمومية والمرافق الشبانية التي زينت منذ الصباح بالرايات والأعلام الوطنية استعدادا لعرس الجزائر الذي كان كرويا وبامتياز هذه المرة. أكبر النقاط التي جلبت جمهورا عريضا لمتابعة اللقاء بمدينة ألف قبة وقبة كان بالساحة المقابلة للقرض الشعبي الجزائري، أو ما أصبح يصطلح عليها محليا ب"ساحة الشيشة"، ما يقرب من 5 آلاف مناصر كانوا في الموعد قبل المباراة، حيث شرعوا في إقامة الأعراس حتى قبل بداية اللقاء بأكثر من ساعتين في مشهد يوحي وكأن الأمر يتعلق لدى السوافة بمباراة محسومة نتيجتها. وقد كان الأمر كذلك تماما، فمن شاهد ولاية الوادي طيلة ليلة الأحد إلى غاية ما بعد الثانية صباحا من يوم الاثنين لا يصدق البتة أنها هي نفسها المدينة التي سادها جو من صمت المقابر بين الساعة الثامنة والعاشرة ونصف من تلك الليلة المشهودة. فالفوز على مصر تحديدا وبعد سنوات عجاف مرت على كرة القدم الوطنية ممثلة في المنتخب الجزائري كان له طعم أعاد إلى الذاكرة صيف 1982 شهر انتصارات الكرة الوطني. مدينة الوادي عاشت ليلة بيضاء مكان الاحتفال كان بمفترق الطرق 35 القريب من ساحة الشيشة، حيث غزا الآلاف من الأنصار المكان لساعات طويلة، مما تسبب في توقف حركة المرور لفترة وجيزة قبل أن تتحول كل المركبات إلى مسيرة احتفالية رافعة الأعلام الوطنية مطلقة العنان لمنبهاتها، وقد جابت هذه المركبات معظم الشوارع والأحياء بعاصمة الولاية في مشهد نادرا ما تعيشه مدينة الوادي، زادته متعة وإثارة الألعاب النارية والمفرقعات التي كانت هي الأخرى حاضرة بقوة أثناء وبعد اللقاء. مئات السيارات والآلاف من الراجلين محملين بالرايات الوطنية والفيميجان، مرددين لا شيء يعلوا عن لغة الانتصار الكبير التاريخي بثلاثة أهداف قد لا تنهض منها لوقت طويل الكرة المصرية، وبالمقابل فهي مؤشرات عودة المنتخب الوطني إلى الواجهة من أوسع الأبواب، فرفقاء المتألق مطمور أعادوا الفرحة كما كان يتمناه الجزائريون بالنتيجة والأداء الذي تغير بشكل مفاجئ في الشوط الثاني في حبكة تكتيكية صممها الثعلب سعدان والذي كان قد صرح قبل أيام من هذا الموعد الحاسم بأنه يخبئ مفاجأة التي جعلت المدرب المصري شحاته يذرف دموع الحسرة والألم بعد هدف جبور الثالث.