قصر تافيلالت المقدر عددهم بنحو 4 آلاف ساكن، أزمة حادة في نقص مياه الشرب مع بداية فصل الصيف، وقد اتصل بعض المواطنين من سكان القصر ب"النهار" معبرين عن انشغالهم إزاء انعدام مياه الشرب في منازلهم لعدة أيام، مما ينذر بقضاء فصل محفوف بالعطش والظمأ. انتقلنا إلى قصر تافيلالت الذي يطل على مدينة بني يزڤن قصد الاطلاع عن قرب على معاناة سكانها بخصوص انقطاع المياه عن حنفيات المنازل، وأول ما لفت انتباهنا هو التوسع العمراني الذي ما فتئ يشهده هذا القصر الذي بني بالتناغم مع الطابع العمراني التقليدي لوادي ميزاب، وقد شرع في بنائه مرقي عقاري باسم جمعية "أميدول" منذ مارس 1997، ويقع القصر على جبل يطل على واحة بني يزڤن ويتربع على مساحة تزيد عن 22 هكتارا يضم أزيد من 870 سكن. جمعنا لقاء برئيس جمعية قصر تافيلالت ومسير جمعية "أميدول" التي تتكفل بتسيير شؤون القصر ومتابعة انشغالات سكانه، وهو مصطفى طلاي الذي أوضح ل"النهار" أن سبب أزمة نقص مياه الشرب مردها إلى أن سكان القصر يعتمدون على بئر ارتوازية وحيدة للحصول على الماء، وهي البئر التي تزود كذلك المنطقة الصناعية الكبيرة ببنورة وأحياء مومو وقصر تنمرين إلى جانب السكنات الجاهزة التي هيأت مؤخرا وتأوي منكوبي بلدية بنورة، مضيفا أن تطور القصر والأحياء السكنية الأخرى المجاورة لم ترافقه بعض الإنجازات التنموية الضرورية مثل حفر آبار جديدة لتوفير الكميات الكافية من مياه الشرب، حيث بلغ العدد الإجمالي للسكان إثر التوسع العمراني بتلك الجهات إلى أزيد من 10 آلاف ساكن. وأضاف محدثنا أن البئر الوحيدة التي تزود هؤلاء السكان، هي البئر الموجودة بالمنطقة الصناعية وتتعرض لضغط وطلب كبيرين على مياهها، مما يستدعي برمجة عاجلة لحفر آبار أخرى لتوفير المياه بشكل منتظم للسكان. وقال مصطفى طلاي أن الأزمة ازدادت تفاقما هذه الأيام بسبب الارتفاع الشديد لدرجة الحرارة، حتى أن المياه تغيب عن الحنفيات عدة أيام متتالية مسببة إزعاجا كبيرا للسكان، متسائلا عن أسباب تأخر الهيئات المعنية عن حفر واستغلال آبار جديدة أمام التزايد المستمر للكثافة السكانية بالجهة. ومن جانبه، صرح حاج خيرون رئيس جمعية قصر تافيلالت، أنه من الأسباب التي أزمت المشكلة، وجود القصر في مرتفع مما يمنع وصول الماء إلى سكناتهم أمام الاستهلاك الكبير لمياه الشرب في أحياء أخرى موجودة أسفل القصر، مبينا أن من بين أسباب تفاقم الوضع تصدع شبكة مياه الشرب في كثير من الأحيان إثر تدخل مصالح سونلغاز التي تقوم حاليا بتركيب شبكة الغاز الطبيعي للقصر، ونوه رئيس جمعية القصر بالجهود والاتصالات التي يبذلها المرقي العقاري صاحب المشروع الحاج أحمد نوح لدى السلطات المحلية من أجل تزويد القصر بآبار أخرى وبخزانات مياه إضافية ومعالجة كل المشاكل العالقة، داعيا المسؤولين إلى النظر إلى هذا المشكل نظرة جدية والإسراع بالتدخل وتوفير المياه للسكان الذين يترقبون صيفا صعبا دون ماء في منطقة صحراوية حارة جدا لا يمكن فيها بأي حال من الأحوال تجاوز مشكلة انعدام المياه.