كشفت جمعية المسجد الكبير لولاية عنابة ل"النهار"، المجمدة مهامها قبل شهرين من قبل والي الولاية "محمد الغازي"، عقب اتهامها بالتسيير المشبوه للموارد المالية الخاصة بإنجاز المسجد الكبير، أن تغيير الموقع الأصلي لإنجاز مشروع المسجد الكبير بأعالي منطقة "بوخضرة"، بآخر أقل ارتفاعا ومساحة، قد تم تغييره في الآونة الأخيرة، إلى موقع مغاير بمحاذاة القطب الجامعي بالبوني، دون الارتفاع السابق للموقع الأصلي المتفق عليه من قبل أعيان ونخبة الولاية، وذلك لأسباب مجهولة وغير مبررة، بحيث أن الأرضية الجديدة لا يزيد ارتفاعها عن ال 70 مترا، ما أدى إلى انتهاك الخصوصية والميزة الحضارية للمشروع المتمثلة في مضاهاة كنيسة "لالة بونة " العملاق بمدخل مدينة عنابة، الذي يشد أنظار كل من زار الولاية. وأضاف رئيس الجمعية ل"النهار "، بخصوص الانعكاسات السلبية الناجمة عن تغيير الموقع الأصلي للمسجد الكبير، بأن الأرضية الجديدة للمشروع، زيادة على انخفاضها، تتوفر فقط على مساحة إجمالية لا تزيد عن ال6 هكتارات، أي بنقصان عن مساحة الموقع الأول بنحو 4 هكتارات تقريبا، حيث أن المساحة الإجمالية بالموقع الأصلي قدرت بحوالي 9،8 هكتار، ما انجر عنه بالضرورة نقصا في طاقة استيعابه للمصلين، إذ انخفضت قدرة الاستيعاب إلى حوالي 20 ألف مصلي، بعد أن كان المسجد بحسب مساحة الموقع الأول، وفقا للدراسة المعمارية استيعابه ل36 ألف مصلي، ناهيك يقول المتحدث، عن اختزال العديد من المرافق الأكاديمية والخدماتية، التي كانت مرفقة بهذا الإنجاز الديني الضخم. من جهته، وفي سياق آخر، صرح رئيس الجمعية "رضا بوشعبة"، أن اتهامه من قبل السلطات الولائية بالتسيير المشبوه لأموال المسجد الكبير، يقف وراءه أصحاب مطامع أوهموا الجميع بقطاع الشؤون الدينية، بأن الجمعية تسير أموال المسجد بطرق مشبوهة، وهي الاتهامات التي سكبت الزيت على النار، بحسب تعبيرهم وجعلت والي عنابة "محمد الغازي" يجمد نشاطهم، دون توفر حتى أدلة تثبت تورطهم فعليا، بحيث يِؤكد الشخص ذاته، بأن ميزانية الولاية المخصصة لإنجاز المسجد الكبير، لم يلمس منها ولا سنتيما، والأرصدة البنكية الخاصة بالمسجد خير دليل على ما أقول، بحيث أن إعانة الولاية الأولى المقدرة بمليارين و700 مليون سنتيم توجد كما هي، إضافة إلى نفقات المصلين بمساجد الولاية المقدرة ب64 مليون سنتيم، فيما لم تدخل إلى حد الساعة الإعانة المالية الثانية للولاية والمقدرة ب3 مليار سنتيم، كما أضاف رئيس الجمعية، أن أشغال التهيئة التي شهدها الموقع الأول من تهيئة الطريق والأرضية، كان مجانيا من خلال بعض المقاولين الذين سخروا جرافاتهم في سبيل بناء المسجد. على هذا الأساس ونظرا لتعقد الأمور بهذا المشروع الديني الحضاري، يستلزم الأمر بحسب نداءات رجال الدين بالولاية، تضافر جهود الجميع لتجسيد مشروع القرن بالولاية، سيما وأن تكلفة انجازه تقدر ب1100 مليار سنتيم، وهو رقم يستحيل جمعه وتسييره، نظير الصراعات الحاصلة.