ضمن جلسات المقهى الأدبي و على هامش الطبعة الثانية عشر لمعرض الجزائر شهد قصر المعارض أول أمس ندوة نقاش حول الترجمة و الثقافة العربية في ألمانيا و أخرى حول " الطابوهات في الثقافة العربية ". بحضور عدد من الكتاب و الإعلاميين و إقبال ضعيف للجمهور اثأر كل من الباحث محمد لخضر معقال و المسرحي سيدي احمد شنيقى إشكالات الترجمة من و إلى الثقافة العربية و التي اعتبرها شنيقى نشاط متغير في الزمان و المكان حيث كانت الحضارة العربية الإسلامية في زمن الأندلس من ازهي عصور الترجمة لتحدث بعد ذلك القطيعة التي استمرت اللى يومنا هذا و أحدثت خللا في فهمنا لأمور و هو الأمر التي ركز عليه كثير معقال الذي أكد انه يتوجب علينا ان نحدد أولا صورتنا في بيوتنا لأننا فعلا نعاني من قصور الذات داخل بيوتنا . و هذا بدوره يقلص من فرص ظهورنا بشكل جيد و حضاري لدى الآخرين في هذا السياق أشار خالد المعطى صاحب دار الجمل و هي اكبر دار نشر عربية في ألمانيا ان الاهتمام بالأدب العربي انخفض لدى الألمان في السنوات الأخيرة الى أكثر من 50 في المائة بسبب تقوقع العرب على ذواتهم . على الجانب الأخر فضل الدكتور أمين الزاوي مدير المكتبة الوطنية ان يخوض في مسالة " الطابوهات في الثقافة العربية " حيث عاد بالحضور الى استقراء التاريخ العربي الإسلامي من عهد أبي نواس الى المقفع و ابن خلدون و طه حسين و كل المفكرين الذي تعرضوا لإقصاء أو التعزير بسبب مواقفهم الفكرية و الاديولوجية مؤكدا ان الحديث عن الطابوهات متشعبة و تمتد الى مفهوم الطابو في حد ذاته الذي يتغير في الزمان و المكان و قد أصبح قرين بالسياسي و الديني و الجنسي في العالم العربي و الإسلامي لأننا مجتمعات تعاني من نقص الديمقراطية و تشبث الحكام بكراسيهم ليخلص في النهاية الى التأكيد على مسالة قال أنها في غاية الأهمية و هي وجوب دمقرطة الأنظمة السياسية العربية للتخلص من سطوة الطابو قائلا ان هناك نوعا أخر و جديد من الطابوهات يظهر ألان في الثقافة العربية و حتى الإعلام العالمي يمكن اعتباره اخطر من الطابو الديني و الجنسي و هو " ممنوع نقد اليهود أو المساس بإسرائيل " مذكرا بأبرز المواقف التي مر بها بعض الكتاب الذين تعرضوا بالنقد لإسرائيل مع ان الحضارة العربية الإسلامية في ازهي عصورها لم تكن تعترف بالممنوع أو الطابو بدليل يقول الزاوي ان " كل الزنادقة خرجوا من اكبر المدارس الدينية على امتداد عصور الحضارة الإسلامية " أما معقال فختم حديثه بضرورة ان تسند الأمور خاصة الثقافية منها الى المثقفين لان الحديث عن الطابو أصبح مسالة محرجة و ملحة يوم اختلط عمل النخبة بعمل العامة أو الرعاع و فاختلط ما هو ديني بما هو إبداعي و من ثم تقوقعت الشعوب على أنفسها و اعتزلت المجتمع فضاع الأفق و فرص النهوض بأي شيئ.