خلاف حول احترام الطابور للتحصل على وجبة العشاء يتحول إلى مأساة تحولت مناوشات بسيطة، وقعت ليلة الجمعة الماضية، أثناء تقديم وجبة العشاء داخل مطعم الإقامة الجامعية رقم 3 بالبليدة، إلى حرب ضروس بين طلبة فلسطينيين وجزائريين أغلبهم يدرسون في تخصص الطب، حيث استعملت في تلك المواجهات التي جرت في ساحة الإقامة مختلف الأسلحة البيضاء من قارورات زجاجية وسكاكين وقضبان حديدية وغيرها. الوقائع جرت على الساعة الثامنة مساءً، عندما تحولت ساحة الإقامة الجامعية للذكور رقم 3 في البليدة، إلى ساحة «حرب»، أسفرت عن سقوط 20 جريحا من بينهم 5 حالتهم جد خطيرة أحدهم لايزال يرقد في غرفة الإنعاش بمستشفى فرانس فانون. وحسب شهود عيان، وبعض الجرحى الذين أدلوا بشهادتهم ل«النهار»، فإن تفاصيل ما حدث بدأت عندما كان العشرات من الطلبة يصطفون على شكل طابور داخل الإقامة للحصول على وجبة العشاء، قبل أن يتقدم أحد الطلبة الجزائريين وقام مباشرة بالدخول في منتصف الطابور وأمام أحد الطلبة الفلسطنيين، مما أغضب هذا الأخير الذي دخل في ملاسنات كلامية معه، وطالبه باحترام الطابور وانتظار دوره، قبل أن تتطور الأمور إلى عراك بالأيدي. وتضيف مصادر «النهار»، أن بعض العقلاء تدخلوا من أجل فض الخلاف، غير أنه وبعد نصف ساعة من تلك الواقعة، حدث هجوم بالأسلحة البيضاء وسط حالة من الرعب والصراخ، مما تسبب في أصابة خطيرة لأحد الجزائريين على مستوى القلب، إصابة فلسطيني على مستوى الكلى وآخر على مستوى الرأس. وقد تم نقل الجرحى إلى العيادة متعددة الخدمات بأولاد يعيش، حيث تلقى أغلبهم إسعافات من الطاقم الطبي، قبل أن يتم تحويل أصحاب الإصابات الخطيرة على مستوى مستشفى فرانس فانون بالبليدة، فيما فتحت مصالح أمن دائرة أولاد يعيش تحقيقا في القضية وتنقل عناصرها إلى العيادة. كما تنقلت قوة من الدرك الوطني إلى الإقامة الجامعية وفتحت تحقيقا لتحديد سبب ما حدث، كما تمت السيطرة على الوضع والحفاظ على هدوء واستقرار الإقامة. وقد شوهد صبيحة أمس سفير دولة فلسطين مع ممثلين عن وزارة التعليم العالي، وكذا مدير الخدمات الجامعية بالبليدة، داخل الإقامة الجامعية، لتدارس الوضعية وبحث كيفيات تفادي تكرار مثل هذه الانزلاق الخطير.