حددت قيادة التنظيم الإرهابي المسمى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، تحت إمرة المدعو عبد المالك درودكال ''أبو مصعب عبد الودود'' ، استراتيجية جديدة للمرحلة المقبلة، لمواجهة تردي الوضع الداخلي ترتكز على مواجهة من وصفتهم ''فقهاء المارينز وأئمة الضلالة'' و الآلة الإعلامية، وهو ما يشير إلى تأثر التنظيم الإرهابي بتداعيات فتاوى العلماء التي طعنت في شرعية أعماله، ونقل الإعلام لحقائق عن استهداف المدنيين ووضعية التنظيم وشهادات التائبين المقربين من قيادة درودكال. اعترف التنظيم الإرهابي في بيان الإعلان عن مؤسسة ''الأندلس '' للإنتاج الإعلامي، أن الحرب الإعلامية ضده ''شرسة إلى حد كبير '' مؤكدا أن إنشاء هذه المؤسسة الإعلامية يأتي ''إيمانا منه أن معركة القلم لا تقل شأنا عن معركة السيف''، وهو ما يكشف تضرره مما ينقله الإعلام، حيث سبق أن أصدر تعليمات، حسب شهادات تائبين واعترافات إرهابيين موقوفين، بمنع مطالعة الصحف بعد أن سجل تأثر أتباعه بما يرد فيها، وترددهم لاحقا في تنفيذ أوامره. وسبق أن وجه دعوات لرجال الإعلام ''الشرفاء'' بحد تعبيره، للوقوف إلى جانبه ونقل تقاريره بعد أن فشلت سياسة التهديد بالتصفية الجسدية، كما لجأ أيضا إلى ''إخفاء'' المراجعات الدينية والفتاوى التي تتعارض مع منهجه خاصة الفتاوى الأخيرة، وهو ما يفسر تهجمه مجددا على العلماء والأئمة ،الذين وصفهم ب''فقهاء المارينز وأئمة الضلالة''، واتهمهم بتعاطي الرشوة، وهي عبارات جارحة كان يستخدمها ''الخوارج'' كثيرا. ويأتي تهجم قيادة درودكال على العلماء، بعد رفع الغطاء الشرعي عن جرائمه بأدلة شرعية، خاصة المراجعات الأخيرة التي صدرت عن أبرز منظري التيار السلفي الجهادي، الذين أصدروا فتاوى التكفير و التفجير قبل أن يتراجعوا عنها. وسارع درودكال في خطوة تعد الأولى من نوعها، إلى مراسلة أبو محمد المقدسي، منظر الجهاد العالمي ''للتواصل '' معه، في محاولة لكسب غطاء ديني، في ظل انعدام أية مرجعية دينية له، لكنه لم يتلق أي رد.