علمت ''النهار'' من مصادر موثوقة ؛ أن قاضي التحقيق بمجلس قضاء جنيف، أصدر أمرا بالتوقيف في حق أبو جرة سلطاني وزير الدولة سابقا، وزعيم حركة مجتمع السلم، بناء على شكوى أودعها نوار عبد المالك المعروف صحفيا بأنور مالك، اللاجئ سياسيا بسويسرا، وأوضحت مراجع ''النهار''؛ أن السلطات الأمنية بجنيف قررت أمس، توقيف رئيس الحركة حمس أبو جرة سلطاني بفندق جنيف، التي قصدها لإلقاء محاضرة بدعوة من الرابطة الإسلامية بسويسرا، غير أن هذا الأخير كان قد غادر الفندق الذي نزل به. وذكر أنور مالك حسب تصريحات محامي دفاعه، في الشكوى التي أودعها، أنه تعرض للتعذيب من قبل أبو جرة سلطاني، وربط قصة تعذيبه بقضية مقال صحفي كتبه، يؤكد حجز مصالح الأمن لمخدرات داخل السيارة الشخصية والمصفحة أبو جرة سلطاني، التي كان على متنها شقيقه مولود وابنه أسامة، مؤكدا أن قضية حيكت ضده لأسباب سياسية وشخصية، بعدما تم إطلاق سراح ابن الوزير وشقيقه، حيث داهمت مصالح الدرك بيته في سطاوالي بالعاصمة، بإيعاز من الوزير أبو جرة سلطاني - يضيف أنور مالك -. وذكر محامي أنور مالك؛ أنه قدّم لقاضي تحقيق مجلس قضاء جنيف تقريرا صحيا مفصلا، يؤكد فيه تعذيب موكله لحد الإعاقة التي حددت نسبتها ب 70 بالمائة، مشيرا إلى أن موكله تعرض للتعذيب سنة 2001 ولمدة 15 يوما، كما تعرض لذلك سنة 2005 لمدة 4 أيام. وفي هذا الصدد؛ قال رئيس جمعية الدفاع عن المغتربين اللاجئين الضابط السابق في صفوف الجيش الوطني، هشام عبود، أن الوزير السابق بدون حقيبة أبو جرة سلطاني، تلقى دعوة من قبل الرابطة الإسلامية، في إطار الملتقيات التي تنظمها دوريا، وكان من المقرر أن يلقي محاضرته أول أمس، غير أن المحاضرة ألغيت وأجلت ليوم أمس الأحد، وأضافت المصادر؛ أن أبو جرة بعث برسالة اعتذار صبيحة أمس، للقائمين على الملتقى، يؤكد فيها حدوث أمور طارئة استدعت عدم حضوره لارتباطه بالتزامات شخصية. وفي هذا الشأن؛ قال المصدر نفسه أن أبو جرة يكون قد بلغه خبر إصدار مذكرة توقيفه أثناء إلقائه المحاضرة، وهو الأمر الذي كان بإيعاز من محامي الكاتب أنور مالك، فقرر تجنب حدوث ذلك. وفي الصدد ذاته؛ قالت مصادرنا أن مصالح الأمن كانت في حالة تأهب قصوى، حيث تم تخصيص عناصر لمراقبة المطار، ومراقبة الخارجين من جنيف، تحسبا لفرار الرجل بعد أن بلغه نبأ توقيفه، وأضاف عبود أن أنور مالك الذي يعتبر عضوا في جمعية الدفاع عن المغتربين، قد متابعة أبو جرة سلطاني في كل بلد تتواجد به الرابطة. أبو جرة ل ''النهار'': ''غادرت سويسرا لأن مهمتي انتهت ولا أعرف شخصا اسمه أنور مالك'' قال أبو جرة سلطاني زعيم حركة مجتمع السلم، أنه لا يعرف أنور مالك، ولم يسمع مطلقا بأن هذا الأخير رفع دعوى قضائية ضده، وقال أبو جرة في رده عن سؤال تعلق برفع دعوى قضائية ضده من قبل الكاتب الصحفي أنور مالك، يتهمه فيها بالتعذيب: ''ما بلغني هذا، إذا أنا أصبحت معذبا فهو أمر مريب''، وعن عودته إلى الجزائر رغم برمجة محاضرة له بالرابطة الإسلامية بسويسرا، أوضح الوزير السابق أنه قدم محاضرة للجزائريين، وعاد إلى أرض الوطن أمس مساء ''يقصد أول أمس''، لالتزامه بارتباطات بالجزائر، رابطا عودته إلى الجزائر بانتهاء المهمة التي قصد من أجلها ''جنيف'' والمتمثلة في إلقاء محاضرة بالرابطة الإسلامية ''بجنيف''، مضيفا أنه لم يكن من داع للبقاء ليوم آخر، على اعتبار أنه بقي لمدة يومين كاملين، وقال أبو جرة في اتصال مع ''النهار''، أنه لم يبلغه مطلقا بأن أنور مالك رفع دعوى قضائية ضده، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه لا يعرف أنور مالك، مستغربا في الوقت نفسه اتهامه من قبل هذا الأخير بالتعذيب، معتبرا ذلك أمرا مريبا.