أعلن وزير التضامن جمال ولد عباس ، أنه لا وجود للفقر في الجزائر بدليل عدم تسجيل حالة وفاة بسبب الجوع ، وأن الجزائر هي الدولة الوحيدة التي خصصت غلافا ماليا بقيمة مليون و747 ألف دينار من ميزانيتها للتحويلات الاجتماعية، حيث تعتبر ظاهرة الفقر واحدة من أبرز القضايا والتحديات التي تتصدر قائمة المشكلات الملحة التي جعلت الحكومة الجزائرية تدعو إلى مكافحتها. أسماء منور وذكر ولد عباس، على هامش الاحتفال باليوم العالمي للفقر، أن عدد الفقراء في الجزائر بلغ 1 مليون و750 ألف جزائري، أي ما يعادل 5 بالمائة من أصل 36 مليون استنادا إلى التحقيق الذي قامت به الوزارة في ظرف 6 أشهر بالتعاون مع ''اليونيسيف'' وجمعيات الديوان الوطني للإحصاء الذي شمل 1541 بلدية، صنفت من خلالها خمس مناطق تعيش تحت خط الفقر، وكانت عرضة للإرهاب الهمجي الذي عصف بالبلاد. وفي ذات السياق، أفاد نفس المصدر أن ظاهرة الفقر في الجزائر، عرفت تراجعا كبيرا مقارنة بما كانت عليه في السنوات الماضية، حيث انخفض في ظرف عشرة سنوات إلى مستويات منخفضة مقارنة بما كانت عليه سنة 2000، حيث كانت تقدر ب 12,1 بالمائة، وذلك استنادا إلى عدة عوامل كالسكن ونسبة التمدرس، العلاج المجاني، القروض المصغرة، والمعونات الخاصة بالمعوزين، التي توفرها الشبكات الاجتماعية. وعلى صعيد متصل، ذكر نفس المصدر أن قرابة 14 مليون جزائري ليسوا مؤمنين اجتماعيا ممن يمارسون نشاطات حرة كالمقاولين، الفلاحين، الرعاة وممن يمارسون التجارة الموازية، مشيرا إلى أن الحكومة تسعى لتوفير تغطية اجتماعية كافية من كافة الجوانب للتخفيف من وطأة هذه الظاهرة. فيما يؤدي الكبار دور الحراس لفرض الإتاوات آلاف الأطفال يسترزقون من المزابل والقمامات في الجزائر العاصمة يرجع الباحثون ودكاترة علم الاجتماع في الجزائر سبب الانتشار الرهيب للمواطنين صغارا وكبارا بالمفارغ العمومية في الآونة الأخيرة قصد البحث في الفضلات عما يمكن أن يسد حاجياتهم البيولوجية أو ألبسة تقيهم القر أو حتى النفايات الحديدية التي يعيدون بيعها للاستفادة من مداخيلها، إلى الحالة الاجتماعية التي تزداد في التدهور عاما بعد عام أمام الارتفاع الجنوني للأسعار والمتبوع بجمود الأجور وبقائها على حالها. وفي هذا الشأن فإن أقدم مفرغة عمومية في الجزائر تعتبر ''قبلة للفقراء'' هي مفرغة وادي السمار التي يعود تاريخ وجودها إلى سنة 1978، لتتحول اليوم إلى إمبراطورية تحدث بها كل التجاوزات والتي أصبحت وجهة للمنحرفين وكذا الشباب البطال والمهمشين، حيث أفادت مصادر مقربة أن كل صاحب شاحنة تقوم برمي نفاياتها في المفرغة العمومية بوادي السمار بالعاصمة مطالب بدفع مبلغ 100 دج لأشخاص يتمركزون في مدخل المفرغة، وفي حال رفض السائق دفع ''الجزية'' يمنع من الدخول ويتعرض لاعتداء بالسلاح الأبيض، ولا يمكن الدخول بسهولة وحرية إلى هذا المكان دون مرافقة من هؤلاء الحراس الذين يلزمون ''الزائر'' إلى الكشف عن أسباب تواجده، ويمنع منعا باتا الوصول إلى أسرار ''مملكة النفايات'' وتبقى المهمة محدودة جدا، وأشارت دراسة ميدانية استغرقت حوالي سنة كاملة أعدتها خلية حماية البيئة لولاية الجزائر إلى إقامة حوالي 600 قاصر تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و18 عاما بصفة دائمة وسط القاذورات، أغلبهم ينحدرون من ولايات الوسط، منهم ضحايا المأساة الوطنية والإرهاب وآخرين من ضحايا التفكك الأسري وانفصال الوالدين، بينما فرّ العديد منهم من الفقر والجوع إلى هذا المكان، ويلفت التحقيق الانتباه إلى ارتفاع عدد أطفال ''المزبلة'' خلال العطل المدرسية بعد تنقل العديد من التلاميذ إلى هذا المكان لجمع المواد القابلة للاسترجاع مقابل مبالغ مالية، وتحولت هذه المفرغة إلى وجهة العديد من أرباب العمل في السنوات الأخيرة واستقطبت ضحايا مخلفات سنوات العنف بعد أن أصبحت هذه الإمبراطورية توفر لهم مناصب عمل مؤقتة من خلال تفتيش أكياس القمامة التي يجمعها أعوان النظافة. بلال بن عمارة أكثر من 20 ألف مواطن سطايفي يعيشون بمنحة التضامن 60 ألف عائلة بسطيف تعيش الفقر.. البعض ينتظرون شفقة من الجيران وآخرون يفتشون في المزابل بلغ الفقر والحرمان بسطيف ذروته القصوى مس نسبة كبيرة من العائلات التي أصبحت تعيش تحت الخط الأحمر ما انعكس سلبا على رفاهية السكان، وأصيب الكثير منهم بأمراض مزمنة. وحسب بعض الأرقام من مديرية النشاط الاجتماعي بسطيف فإن أكثر من 20 ألف مواطن يعيشون على منحة التضامن بثلاثة آلاف دينار، هي تشمل المطلقات، كبار السن، أصحاب الأمراض المزمنة عديمي الدخل والمعوقين وغيرهم من الذين حياتهم مبنية على هذه المنحة، وإذا كانت هذه الفئة وجدت ضالتها في هذه المنحة ''كسيروم''، فإن عائلات تقاسي مرارة الحياة، يفوق عددها ال60 ألف عائلة، من الذين تحملوا كتابة أسمائهم على أبواب البلديات وتسجيلهم كعائلات معوزة، ويتدافعون بقوة من أجل قفة رمضان في هذا الشهر الفضيل، ويتفرقون فيما بعد وكل له وجهته، منهم من يبحث في ما يتركه بائعي الخضر في الأسواق مساء من الخضر الفاسدة التي لا تضر مثل هؤلاء، فانعكس ذلك على العائلة كلها، أبناء يبيعون الأكياس في الأسواق، وآخرون الجرائد والماء على مستوى الطرقات السريعة، يسكنون مساكن مهددة بالانهيار، ومنهم من يفترش الأرض وليس له غطاء، والبعض يلجأ للمزابل عله يجد ما يصلح للباس من ألبسة، أو للاستعمال، أو جمع البلاستيك والحديد لبيعه، ونعود هنا لنذكر بما يجري في القمامات والمزابل الموجودة بالولاية، أطفال في سن الزهور، يبحثون وسط هذه المزابل عن ما يجدونه صالح، عائلات بأكملها على غرار عائلة سبق ل''النهار'' أن تطرقت إليها في أعدادها السابقة، رب العائلة عمره 52 سنة وله 14 طفلا يسكن بلدية جنوب الولاية، قال أن له ما يقارب 20 سنة هو والعائلة يقتاتون من المزبلة، وحالات كثيرة مشابهة، فإذا زرت سوق لاندريولي مساء سترى بأم عينيك نساء ورجالا يبحثون في فضلات التجار علهم يجدون شيئا، لا يخافون من الأمراض لأنه -حسبهم- لا يوجد أكثر من مرض الفقر. زكرياء. ب تزايد مقلق لمعدلات الفقر بعنابة إجرام وسطو..تسول، دعارة.. وعائلات تقتات من الفضلات أفرز تراكم المشاكل والصعوبات الاقتصادية التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، عقب إفلاس وحل المئات من الشركات العمومية، أزمة خانقة للبطالة بمنطقة عنابة، التي كانت خلال سنوات التسعينيات قطبا صناعيا و تجاريا ناشطا، الأمر الذي أدى إلى تسريح آلاف العمال من مركبات ''سيدار'' و''أسميدال'' وشركات البناء العمومية، بلغ عددهم في غياب إحصائيات دقيقة حوالي 40 ألف عاطل عن العمل، أغلبهم أرباب أسر وعائلات، انقلبت حياتها رأسا على عقب وأصبحت تعد من الفئات الفقيرة والمحرومة، في غياب أي دخل مادي سواء من الأب أو الأبناء، الذين يجد الكثيرون منهم، حتى من خريجي الجامعة، صعوبات كبيرة في الحصول ولو على منحة البطالة، في غياب أية آفاق مهنية. وكشفت إحصائيات مديرية النشاط الاجتماعي لعنابة خلال شهر رمضان الماضي، عقب تحقيق اجتماعي قامت به على مستوى بلديات الولاية 12، في إطار التحضير لتقديم المساعدات المتمثلة في قفة رمضان للمحتاجين إليها، عن تزايد مقلق في عدد العائلات التي بلغت أدنى درجات الحاجة والفقر، خاصة بمدينة عنابة عاصمة الولاية، أين أحصت المصالح الاجتماعية أكثر من عشرة آلاف عائلة فقيرة لا تملك حتى ما يكفي لشراء المواد الغذائية الضرورية لحياتها اليومية، وهي نفس الحالة التي تمت معاينتها بأغلب بلديات الولاية الأخرى، خاصة منها البلديات ذات الطابع الريفي مثل وادي العنب، التريعات والشرفة، التي لا يزال الكثير من سكانها يعيشون حياة بدائية، بسبب غياب أدنى المرافق الضرورية للحياة، من كهرباءوماء، زيادة على البطالة والفقر المتفشية بشكل رهيب في أوساط الكهول والشباب بسبب غياب أية نشاطات اقتصادية. هذه الوضعية الصعبة التي تعيشها فئة واسعة من العائلات الفقيرة بعنابة أفرزت سلوكيات وظواهر اجتماعية لم تشهدها المنطقة سابقا بمثل هذه الحدة، تمثلت في تزايد مخيف لحالات الاعتداءات والجرائم التي تستهدف الأشخاص في ممتلكاتهم بسبب تكاثر عصابات السرقة والسطو، المشكلة من شبان وكهول من مختلف الأعمار، أغلبهم ينحدرون من الأحياء الشعبية الفقيرة، زيادة على تفشي الدعارة في أوساط الفئات النسوية وحتى الشابات، من ذوات المستوى التعليمي المتوسط والثانوي، اللواتي لم تجدن طريقة أخرى لكسب عيشهن، سوى بممارسة الدعارة في البيوت السرية والفنادق الوضيعة والملاهي الليلية الرخيصة. ومن بين الظواهر السلبية الأخرى التي أفرزتها الوضعية الاجتماعية الصعبة للكثير من العائلات، تفاقم ظاهرة التسول في المحلات والطرقات لأمهات رفقة أبنائهن الصغار، وحتى الأطفال والفتيات الصغيرات، الذين لا يترددون في دخول المحلات التجارية والمقاهي وغيرها من الأماكن العمومية للتسول وطلب الصدقة.. نور الدين بوكراع أخصائيون اجتماعيون يحذرون من زيادة نسبة الفقر أكد الدكتور محمد طويل أستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر في اتصال مع ''النهار''، أن ارتفاع نسبة الفقراء في الجزائر والعاصمة على وجه الخصوص راجع إلى الأفكار السلبية التي يحملها المواطنين خاصة لدى المقيمين بالأحياء القصديرية، منها أن الفقر خلق معهم ولا يمكن لهم أن يصبحوا أغنياء، إضافة إلى زيادة نسبة الولادات عند الفقراء اعتبارا منهم أن كل فرد يزيد يعتبر مصدر آخر للرزق مستقبلا، وهو ما قال عنه الأستاذ بأنه خطأ، حيث اعتبر أنه يزيد من الفقر، إضافة إلى التحولات الاجتماعية الكبرى وارتفاع الأسعار المتبوع بقلة الرفع في الرواتب والأجور، مما يساهم في ارتفاع الظاهرة حيث يتسبب في خلق الطبقية في الجزائر. بلال.ب