البروفيسور فريد حدوم رئيس مصلحة أمراض الكلى والزرع بمصطفى باشا الخزينة العمومية تخصص سنويا 500 مليون أورو لعمليات غسل الكلى سجلت الجزائر أرقاما قياسية وصادمة بخصوص عدد الذين يعانون من أمراض الكلى، بسبب عدم الانتباه للمسببات التي عادة ما تنجر عن أمراض أخرى مزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الشرياني والسرطان وغيرها من الأمراض التي تتطلب أنواعا مركزة من الأدوية التي تكون عواقبها وخيمة، حسب ما كشف عنه البروفيسور فريد حدوم رئيس مصلحة أمراض الكلى والزرع بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، في تصريح خص به النهار، حيث كشف عن إصابة أكثر من 4 ملايين جزائري بأعراض مرضية متفاوتة على مستوى الكليتين، محذرا من أن كل هؤلاء المرضى مهددون بالقصور الكلوي في حال ما لم يتفطنوا إلى هذه المعضلة من خلال الوقاية والعلاج المبكر. أعرب ذات المتحدث خلال قيادته لبعثة طبية تتكون من 40 أستاذا استشفائيا وطبيبا اختصاصيا لولاية تبسة، أشرفوا من خلالها على أكثر من 4 آلاف فحص وأجروا 300 عملية جراحية في 9 اختصاصات، عن أسفه من بلوغ عدد المرضى المصابين بالقصور الكلوي النهائي لرقم 30 ألف، حيث يخضعون لعمليات غسيل وتصفية للدم 3 مرات أسبوعيا، وهو ما اعتبره رقما كارثيا يتطلب الوقوف عنده، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس كارثة على الصحة فقط بل على الخزينة العمومية التي تصرف سنويا 500 مليون أورو على عمليات الغسيل الكلوي، مشددا على ضرورة التشخيص المبكر والمرافقة الطبية الصحيحة من اجل تدارك الأمور وعدم ترك المرضى يذهبون إلى خيار الغسيل الكلوي الذي شبهه بالسجن الأبدي، لكن ما باليد حيلة بعد وصول المريض إلى القصور الكلوي النهائي، هذا الأخير سيلقى مصير الموت في حال عدم إخضاعه إلى برنامج التصفية على مستوى المراكز المتخصصة كما يقول، إلا أنه يبدي أملا في انفتاح أكثر على عمليات التبرع وزرع الكلى من خلال اقتناع ذوي المرضى بضرورة منح الحياة لأقربائهم الذين يعانون من القصور الكلوي النهائي، حيث قال في رده على سؤال النهار حول عدد عمليات الزرع التي تسجل سنويا بأن الجزائر تسجل عمليات زرع لا تتجاوز ال150، وهو رقم تأسف بشأنه لان رغبته في أن يصل إلى 500 في السنة، خاصة وأن خيار الزرع فيه وضع حد لمعاناة المريض من عمليات الغسيل المجهدة من جهة، وأيضا تخلص الدولة من العبء الاقتصادي الكبير من جهة أخرى، أما بخصوص الامكانات المادية والبشرية اللازمة لاجراء عمليات الزرع والسماح لمؤشرها السنوي بالارتفاع، كشف عن أن الإمكانات المادية متوفرة بالنسبة للاجهزة والهياكل بينما اعرب عن أمله في رفع عدد الاختصاصين من 10 إلى 50 حتى يكون عناك أريحية بهذا الجانب وكذلك سرعة في التكفل بعدد الملفات التي توضع، هذا دون أن ينسى التذكير بضرورة رفع نسبة الوعي لدى الجميع من أجل تقبل فكرة التبرع بالاعضاء لفائدة المرضى لان عمليات الزرع هي الوحيدة الكفيلة بوضع حد للمعاناة والتكلفة الاقتصادية الباهضة. البروفيسور حدوم الذي يعتبر من اكبر اختصاصي مرضى الكلى والزرع في الجزائر، يرى أن عدم وصف بعض الأطباء لأدوية تعمل على حماية الكليتين بالنسبة لمرضاهم الذين يعانون من امراض مزمنة، وزواج الأقارب وعدم التشخيص المبكر والوقاية، عوامل تؤدي مباشرة إلى اصابة الكثير من الأشخاص بالقصور الكلوي النهائي، مشيرا إلى أن نوعا اخر من أمراض الكلى بدا في الانتشار الكبير لدى الأطفال وهو ما يعرف بالمتلازمة الكلوية أو النفروز، هذا المرض الخطير الذي يأتي عادة لأسباب غير معروفة لكن اغلبها يتعلق بالمناعة، التي تنتج أعراضها عادة من زواج الأقارب ومن امراض وراثية أو ناتجة عن اصابات بالتهابات على مستوى الأجهزة التنفسية ولا تتم عملية تشخيصها وعلاجها بالكيفية الصحيحة، معربا عن حسرته من الاموال الباهضة التي تدفع في دول الجوار من أجل علاج هذه الامراض وتحليلها مجهريا من اخلال أخذ الخزعات الكلوية، مؤكدا على أن الجزائر تتوفر على كل الامكانات لمرافقة مرضاها وعلاجهم. سليم دريد