عالجت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء البليدة نهاية الأسبوع الفارط، قضية عمرها 12 سنة بعد عرضها على العدالة، متعلقة بالمتهم المدعو ''خليلي محمد'' المتابع بجناية القضاء على نظام الحكم والمؤامرة ضد الوطن مع تكوين قوة إرهابية مسلحة من أجل الاعتداء العمدي على المواطنين والمساس بأمن الدولة ونشر الرعب في أوساط السكان. بدأت القضية بتاريخ 9 جويلية 1994، حيث وصلت معلومات إلى مصالح الدرك الوطني بڤوراية مفادها وجود جماعة إرهابية مسلحة تتكون من حوالي 50 شخصا يقودها خليلي تنشط بدوار بالعافية بلدية أغبال كانت محاصرة للمنطقة، وفي نفس التاريخ أبلغ مواطن آخر عن اختطاف أحد أقربائه المدعو بن بلقاسم والمدعو ''الجيلالي. ع. أ'' مع ''ح. عبد الرحمان''، موضحا أن الضحايا الثلاث تمت مداهمة منازلهم من قبل الجماعة، كما قاموا بسرقة كل ما وجدوه داخل منازل الضحايا من أجهزة تلفزيون وأجهزة راديو، بالإضافة إلى آلات خياطة مع ثلاجات وأغطية وغيرها من المعدات والأثاث المنزلي ملك عائلات المخطوفين قبل أن يأخذوا الضحايا معهم بالقوة بعد سرقة إحدى السيارات ملك أحد سكان القرية المسمى بن بلقاسم كانت مركونة هناك، وهي من نوع بيجو 404 مغطاة، أين تعرض هذا الأخير بدوره للتعذيب على يد الإهابيين، قبل أن يتمكن من الفرار منهم بأعجوبة مغتنما فرصة نوم إرهابي كان مكلفا بحراسته ليتوجه نحو مقر الدرك الوطني لإيداع شكوى ضد الجماعة المسلحة والذي أخبرهم بأن الضحية الثانية المدعوان ''الجيلالي. ع. أ'' و''ح. عبد الرحمن''لم يظهر عليهما أي خبر، ما اضطر رجال الدرك إلى فتح تحقيق مدقق حول القضية للقبض على الجناة. وبتاريخ 21 سبتمبر 1994، تقدم مواطنان آخران يدعيان ''ع. م'' و''م. ق'' وهو جار الأول والقاطنان بدوار بوزيان بلدية مسلمون إلى نفس مصالح الدرك من أجل إيداع شكوى تتعلق بتعرضهما لاعتداء مسلح من طرف جماعة إرهابية، والليلة التي قبلها قام 5 عناصر من الجماعة المسلحة بمداهمة بيت الضحيتين وتهديد أفراد عائلتيهما، حيث طلبوا منهم تسليم مفاتيح سيارة أخرى من نفس نوع السيارة الأولى ملك للضحية ''ع. مولود''، وقد أخذوها إلى مكان مجهول لتقوم نفس الجماعة باقتحام منزل آخر يدعى صاحبه ''ع. محمد'' والذي سألوه عن مكان تواجد ابنه عبد القادر الذي وجدوه نائما بالمطبخ بعد مرور بضع دقائق فقط وسألوه عن سبب تسجيله في قائمة عمال البريد بالمنطقة ليقوموا باختطافه وأخذه إلى وجهة مجهولة، وفي مساء اليوم الموالي وجدوا جثته ملقاة بغابة سيدي امحمد ليتمكن بعدها أفراد الدرك الوطني من تحديد هوية الفاعلين .