توفيت صبيحة أمس، في حدود الساعة الرابعة صباحا الصغيرة ''مروى'' ''قوسم''، 3 سنوات، في عيادة خاصة بمعالجة الحروق بساحة الشهداء بالعاصمة متأثرة بالحروق التي أصابتها من الدرجة الثالثة على مستوى الرأس والجسم بعد الحادثة التي كان مقر بلدية الشلف نهاية الأسبوع الماضي مسرحا لها، حين أقدم أحد أعوان الشرطة بالزي المدني على إصابة عائلة قوسم التي كانت مبتلة بمادة البنزين بطلقة من مسدس كهربائي أدت إلى اشتعال النيران بأجسام الضحايا الثلاثة. قد أكد جد الصبية مروى، أنه لن يسامح كل من تسبب في هذه المأساة وخاصة مسؤولي بلدية الشلف الذين دفعوا بهم إلى هذا الأمر بعد أن صدوا في وجهه كل الأبواب وطلبوا منه مبلغا ماليا مقابل إسكانه، كما أن الحالة الصحية لمحمد وزوجته أصبحت حرجة جدا وهما الآن يتلقيان العلاج بمستشفى الدويرة. محمد: ''لم أحرق عائلتي وطلقة المسدس الكهربائي هي السبب'' أكد محمد في تصريحه وهو ملقى على سرير مستشفى الدويرة أن طلقة المسدس الكهربائي والتي بقيت آثارها مرسومة على صدره هي السبب فيما حدث للعائلة وأضاف ''أنا قمت برش نفسي وعائلتي بالبنزين للمطالبة بمنحنا حقنا المسلوب، والدليل في هذا أنني بقيت وعائلتي لأكثر من 25 دقيقة وأنا مبلل بمادة البنزين وجاءت عناصر من الحماية المدنية قبل أن تندلع النيران وكان هناك أعوان أمن تابعين لمصالح البلدية هم كذلك شاهدوا الحادثة حتى جاء الشرطي بالزي المدني وقام بإخراج مسدس وصوبه نحو صدري وتمعن في وجهي جيدا، ثم أطلق علي تلك الشحنة الكهربائية التي أسقطتني أرضا. أم الضحية محمد: ''عرضوا علي مبلغا من المال مقابل تنازلي عن القضية'' كانت تجلس بالعيادة الخاصة لمرافقة حفيدتها مروى قبل وفاتها بيوم واحد والحسرة بادية على وجهها بسبب الألم الذي تعانيه الصغيرة، حيث أكدت أنها لم تأكل منذ أسبوع ''جاءني أول أمس شخص قال إن اسمه''م'' وهو موظف بالبلديةو وقدم إلي مبلغا من المال لم أعرف كم كانت قيمته، ولما سألته عن ذلك قال أنه من عند ''المير'' لمساعدتكم وترك رقم هاتفه النقال عندي، وقال لي إن احتجت شيئا أطلبيني، رفضت استلام المبلغ وأكدت له أنهم لو أعطوني كنوز الدنيا كلها فلن أقبلها وأبيع إبني وزوجته وحفيدتي مروى. الزوجة ''نوال'': ''أطالب وزير الداخلية بمعاقبة المتسببين في مأساتنا'' تحدثت الضحية نوال بمرارة وهي تصرخ من شدة الألم بعد أن أصيبت مثل زوجها بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى جسدها، وهو ما أثبتته الوثيقة المدونة المعلقة مقابل سريرها: ''هناك أحد الموظفين بمصلحة العمران والمدعو ''م.ج'' هو الذي طالب زوجي محمد قبل هدم بيتنا مبلغا ماليا يقدر ب12 مليونا سنتيم مقابل منحنا سكنا ريفيا بالشرايط وأنا مسؤولة على ما أقول وأعرف هذا الموظف جيدا بعد أن كان يحضر إلى القرية كلما كانت مصالح البلدية تقوم بترحيل السكان الفوضويين هناك إلى سكنات ريفية أنجزتها للقضاء على البناءات القصديرية والفوضوية، وبعد أن فقدنا الأمل في الحصول على المسكن طلبت قرضا من أبي الذي منحني 10 ملايين سنتيم وبقي منه اثنين لإعطائهم للسيد ''م.ج''، لكن تفاجأنا بهدم منزلنا من دون اعذارنا.