لفظت أمس، في حدود الساعة الخامسة صباحا، الطفلة قواسم مروة 5 سنوات أنفاسها الأخير في عيادة طبية خاصة بالجزائر العاصمة، متأثرة بحروق من الدرجة الثالثة مست جهات متفرقة من جسمها النحيف، في أعقاب حادثة احتراق والدها، ق.يوسف، في العقد الثالث من العمر وزوجته أمام مكتب رئيس بلدية الشلف يوم الخميس الفارط. وقد وجهت تهمة إضرام النار عن طريق مسدس الصدمة الكهربائية لشرطي برتبة محقق، لحظة تدخل هذا الأخير في عين المكان من أجل التحكم في الوضع وإعادة الأمور إلى مجراها الطبيعي، على خلفية تهديد والد البنت ''مروة '' بإضرام النيران في جسمه وتعميم ذلك على ابنته وزوجته، احتجاجا على عدم استقباله من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي لمعرفة سبب هدم بنياته الطوبية التي شيدها في منطقة الشقة، علما أن والدها وحرمه يخضعان لعلاج مركّز بمستشفى الدويرة بغية إنقاذهما بالنظر إلى خطورة إصابتهما بحروق في الوجه والكاحل. واستنادا إلى المصدر نفسه، فإن ضحية سياسة القهر الاجتماعي، ''قواسم مروة''، سيتم تشييع جنازتها اليوم بمقبرة ''الصوامت'' في بلدية سنجاس جنوب عاصمة الولاية، فيما لا يزال الجدل محتدما حول السبب الرئيسي وراء وقوع هذه المحرقة غير المسبوقة بهذا الحجم التي طالت ثلاثة أفراد من عائلة واحدة. ففي الوقت الذي توجه فيه جهات اللوم إلى المير وتحمله مسؤولية ما وقع أمام مكتبه لتسببه في تهييج عائلة بأكملها وممارسة سياسة الإقصاء في حقها، ذهبت جهات أخرى إلى التأكيد على أن التحقيق الذي باشرته مصالح الأمن، تطبيقا لتعليمة محكمة الشلف، سيكشف النقاب عن خلفيات خطيرة كانت دافعا حقيقا لقيام المواطن ق.يوسف بمحاولة حرق نفسه وزوجته وابنته التي توفيت أمس، وخلفية استعمال الشرطي المحقق مسدس الصدمة الكهربائية.