بدات اليوم الاحد بمقر الجامعة العربية اشغال المؤتمر الدولي ال16 لجمعية لسان العرب لرعاية اللغة العربية والمخصص لمتابعة تنفيذ توصيات مؤتمرات القمة العربية في النهوض باللغة العربية. وسيناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من المحاور حول السياسة ودورها التشريعي والتنفيذي في الحفاظ على اللغة العربية ونشر اللغة العربية في الجامعات العالمية و التصدي للمحاولات الدعوية للاستشراق والتغريب في تهميش اللغة العربية في مناهج التعليم . واوضحت مساعدة الامين العام للجامعة العربية للشؤون الاجتماعية السيدة سيما بحوث ان الجامعة العربية تولي اهمية خاصة للغة العربية وحمايتها والنهوض بها وتطويرها لادراكها بانها "الوعاء الحافظ والناقل للمعرفة" . واكدت على ضرورة تكاتف الجهود العربية في إطلاق المشروع العربي لحماية اللغة العربية وتمكينها من الاسهام في مجتمع المعرفة بمشاركة جميع المؤسسات والقطاعات في الدول العربية الحكومية والخاصة لوضع التشريعات وخطط العمل من أجل استخدام اللغة العربية في كافة أعمالها وانتاجها حتى تصبح لغة التعامل الاساسية و لغة انتاج ونشر المعرفة . كما شددت على ضرورة الاهتمام الجاد بالابحاث العلمية والابداع الثقافي والأدبي ونشره باللغة العربية لسد الفجوة بين العرب والعالم المتقدم التي أصبحت تتسع يوما بعد الآخر . وحملت وسائل الاعلام والاتصال العربية المسؤولية في النهوض والمحافظة على اللغة العربية والتي وصفتها بأنها مواكبة للعصر وترسخ الانتماء والهوية العربية مما يحتم رعايتها وحمايتها من التشويه والتهميش والتصدي للمحاولات المشبوهة التي تسيء الى قواعدها . وذكرت السيدة بحوث أن العولمة بسماواتها المفتوحة وطرقها السريعة في نشر المعلومات والمعرفة لم تترك مجالا للانغلاق أو التقوقع حيث أصبح العالم وكأنه قرية واحدة تنساب فيه المعلومات بلا حدود مطالبة بالتعامل مع هذه العصر بانفتاح و تفهم وتفاعل وثقة . واكدت أهمية الدعوة التي أطلقها القادة العرب في القمة العربية التي عقدت في دمشق عام 2008 باعتماد مشروع النهوض باللغة العربية للتوجه نحو مجتمع المعرفة منوهة باقرار المشروع في القمة العربية الأخيرة التي عقدت بالدوحة مع تكليف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بالتنسيق مع الجهات العربية المعنية والامانة العامة للجامعة العربية بالبدء في اطلاق أعمال هذا المشروع ووضعه موضع التنفيذ . وأشارت الى ان الجامعة العربية اتخذت خطوات داعمة للغة العربية حيث ساهمت في في تأسيس عدة مشاريع عربية من بينها مشروع انشاء المعهد العالي العربي للترجمة ومشروع الهيئة العليا للذخيرة العربية كبنك معلومات للنصوص العربية في مختلف فروع المعرفة بالاضافة إلى مشروع تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها ومشاريع تبادل التراجم المختلفة مع بعض الدول والتكتلات الاقليمية والدولية مثل أفريقيا والصين والهند وتركيا ودول أمريكا الجنوبية. ومن جانبه دعا السيد سامي نجيب رئيس جمعية لسان العرب الى العمل على اخراج اللغة من كبوتها فكريا وثقافيا وانقاذ الهوية العربية التي طالما نهل منها الغرب ثم حاصرها .