شهدت السفارة الجزائرية أمس وأول أمس، حالة استنفار قصوى جراء تجمهر المناصرين الجزائريين الذين قدموا للحصول على التذاكر كما وعدت السلطات القنصلية بالسفارة منذ أيام، لكنها صدمت بعدم توفر التذاكر على مستواها إلى غاية ساعة متأخرة. عاشت المصالح الدبلوماسية خلال اليومين الماضيين حالة غير عادية حيث تجمهر حوالي 400 مناصر أما السفارة يهتفون بالنصر للمنتخب الجزائر مطالبين السفارة بتوفير تذاكر للدخول على الملعب، وهو الأمر الذي دخلت بشأنه السفارة في مفاوضات عسيرة مع الجانب المصري للحصول على أكبر عدد ممكن من التذاكر للسماح للمناصريين الجزائريين بالدخول للملعب والوقوف إلى جانب المنتخب الوطني، وما زاد من انزعاج المناصرين هو إخلاء السفارة من المسؤولين بسبب تنقلهم إلى الملعب والفندق لاستقبال اللاعبين الجزائريين الذين كانوا قادمين بنفس اليوم وهو ما عقد من مهمة السفارة التي تداركها الزمن ودخلت في سباق ضد الساعة لحل أكبر قدر ممكن من المشاكل المتعلقة بأمن السفارة واللاعبين والمناصرين. نادي مصري يتكرّم على جيار بمائة تذكرة كشفت مصادر مطلعة من السفارة الجزائرية، أن الأندية الرياضية المصرية قد تكرم بمائة تذكرة دخول على شكل هدية لوزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار، حيث تحصلت إدارة النادي على عدد ضخم من التذاكر يفوق 15 ألف تذكرة وقد تبرع بهذا العدد مجاملة للسلطات الجزائرية، وهي التذاكر التي استلمتها مصالح السفارة في ساعة متأخرة من مساء أمس وتم توزيعها على عدد من المناصرين والجالية المقيمة بالعاصمة القاهرة، لكن يبقى العدد غير كاف نظرا للعدد الكبير للجزائريين الذين قدموا إلى القاهرة قبل وصول التذاكر إلى الجزائر وهي الحالة التي تركتهم يواجهون مصيرا مجهولا، هل سيدخلون الملعب ويناصرون المنتخب الوطني؟، أم يشاهدون المقابلة في الفنادق بعد أن قطعوا آلاف الكيلومترات لمناصرة ''الخضر''. وكشف شابان من ولاية غيليزان أنهما تعرضا لمضايقات من طرف الأمن المصري بمحافظة الجيزة، حيث كانا في زيارة سياحة للأهرامات وعندما حملا العلم الوطني لأخذ صورة تذكارية قامت فرقة من شرطة الجيزة بسحب العلم الجزائري وتجريد الشابين منه وتم اقتداؤهما إلى المخفر حيث حققوا معهما لساعة من الزمن قبل أن يتم إطلاق سراحهما، وقال اسماعيل أن ضابطا مصريا منعه من أخذ صورة أمام الأهرامات بالعلم الوطني الجزائري رغم أن كل السياح الأجانب يفعلون ذلك أمام الأهرامات الفرعونية حتى تبقى تلك الصورة تذكارا على الزيارة لبلاد وحضارة الفراعنة القديمة. السفارة تشرع في بيع التذاكر شرعت، أمس، السفارة الجزائرية في بيع التذاكر التي تحصلت عليها بشق الأنفس، حسب ما وصفته أطراف من السفارة، حيث قدر ثمن التذكرة الواحدة ب275 جنيه وهو ما يعادل 30 يورو، وقامت السفارة بفتح شباك خاص على مستوى القنصلية لبيع التذاكر للجزائريين القادمين لمناصرة الفريق الوطني والذين لم يتمكنوا من الحصول عليها بالجزائر، حيث اشترطت السفارة على المناصرين تقديم جوازاتهم للتحقق من ''جزائريتهم'' حتى لا تتسرب أي تذكرة للسوق السوداء أو استخدامها لاختراق الأنصار كما هو متخوف، ورفضت السفارة الكشف عن العدد التي استقدمته رغم أن أطرافا تحدثت عن مائة تذكرة فقط. ليبي يدفع ألف دولار للتذكرة ونحن نقوم بالاستطلاع، صادف تواجدنا مناصر ليبي قدم من مدينة مصراته الليبية، وهو صيدلاني يدعى هشام، الذي قال أنه مستعد لدفع ألف دولار أمريكي للحصول على تذكرة للدخول إلى الملعب ومناصرة المنتخب الجزائري الشقيق الذي يعشق لاعبيه، وقال أن تأهل الجزائر إلى المونديال هو تأهل للشعب الليبي الصديق والشقيق، قائلا أنه كان يتمنى لعب المباراة الفاصلة فوق أرض ليبيا التي ستناصر المنتخب الجزائري حكومة وشعبا حسب تصريح الشاب هشام. الجالية الأوروبية بقوة شهدت السفارة الجزائريةبالقاهرة إقبالا كبيرا من طرف الجالية الجزائرية المقيمة في مختلف العواصم الأوروربية الذين تنقلوا إلى القاهرة في رحلات كثيرة لمناصرة المنتخب الوطني، وقد كان من بين المشجعين إطارات في سن متقدم يعشقون الكرة الجزائرية أبوا إلا أن يقاسموا نجومها نشوة الفرحة عند الأهرامات المصرية، حسب تصريح للسيد محمد الذي كان بصحبة ثلاثة من أبنائه لحضور المباراة، لكنه صدم بعدم قدرته على الحصول على تذكرة وهو الأمر السلبي الذي قال عنه هذا الإطار الذي أخذ عطلة من عمله للقدوم إلى القاهرة للمناصرة، كما صادفنا تواجد جزائري من ''ستوكهولم'' الذي ألغى جميع انشغالاته بعلمه للتفرغ للمقابلة، وقال أن سيركب أول طائرة بعد المقابلة للدخول إلى الجزائر والاحتفال بشارع ديدوش مراد حيث تقيم عائلته، وقال أنه مهما حدث فإن الجزائر ستتأهل وبانتصار سيتحدث عنه كل العالم وسيدرج اسم الجزائر في قائمة الدول التي ستلعب من أجل الكأس، مؤكدا أن التشكيلة الوطنية قادرة على صنع المعجزة وتكون أول دولة عربية وإفريقية تفوز بكأس العالم. سيدة بمائة رجل لتهدئة الأنصار فيما رفض مسؤولو السفارة الجزائريةبالقاهرة استقبال الأنصار الذين يتوافدون عليها بالمئات للحصول على التذكرة للدخول إلى الملعب وزلزلة المدرجات المخصصة للجزائريين، قامت السيدة نظيرة وهي المكلفة بشؤون الجالية بتحدي أنوثتها والخروج إلى الشارع وهي ببدلة رياضية، لتهدئة الأنصار، حيث ورغم تطاول بعض المناصرين عليها واتهام السلطات القنصلية بالإهمال إلا أن السيدة الجزائرية تحلت بروح رياضية عالية وراحت تهدئ الشباب وتعدهم بتسوية الأمور في أقرب وقت، وكان همها الوحيد هو أن يقدم الأنصار الجزائريون أحسن صورة عن الشعب الجزائري، وقالت لأحد المناصرين الذي ''خشن'' رأسه، ''أنت اليوم سفير للجزائر فيجب أن أن تقدم صورة جيدة لبلادنا ولا يجب أن ''تضحّكوا'' علينا المصريين والمارة من الناس''، وراحت السيدة نظيرة طيلة ساعات النهار وهي تتنقل من مجموعة إلى أخرى على طول شارع البرازيل أين تقع السفارة في منطقة الزمالك الراقية. مائتا يورو لدخول الملعب أمام انعدام التذاكر بالسفارة الجزائرية والسوق المصرية وتخوف المناصرين الجزائريين من عدم حصولهم على التذاكر، قام شاب جزائري من غرب البلاد بدفع 200 يورو لاقتناء تذكرة مصرية من السوق السوداء رغم أن سعرها لا يتجاوز 15 جنيها أي 2 يورو، وقال الشاب في تصريح ل''النهار'' أنه لن يستعمل التذكرة إلا في حال افتقاده للتذكرة الجزائرية حيث سيغامر بحياته ويدخل في الرواق المخصص للمصريين لمناصرة الفريق الجزائري ولو سرا ودون الكشف عن هويته التي قد تعرضه للخطر خاصة في حال تأهل ''الخضر'' للمونديال. طلبة مدرسة أمريكية يستفزون الأنصار لم تتوقف طالبات وطلبة مدرسة أميريكة تقع مقابل السفارة الجزائرية من استفزاز المناصريين الجزائريين بالشتائم والعباراة المسيئة للمنتخب الجزائري، حيث اصطف هؤلاء الطلبة على شرفات المدرسة المطلة على الشارع في مهمة استفزاز المناصرين الجزائرين الذين كانوا يردون بقوة ويسكتون الطلبة بقوة حناجرهم المدوة بشعارات ''الخضر'' ''إن شاء الله يا ربي لالجيري كاليفي''، و''وان تو ثري فيفا لالجيري'' وهي الأهازيج التي كانت تهز الشارع وتجعل الكل مندهشا من حماسة هؤلاء الشباب الذين خرجوا إلى الشارع بقمصان المنتخب الوطني والأعلام الجزائرية غير مبالين باحتمال تعرض عدد من المناصرين المصريين المتعصبين لطريقهم وتعريضهم للأذى، حيث صرح الشاب نسيم من غليزان أنه يتشرف بحمل العلم الجزائري حتى وهو يتجول في تل ابيب، قائلا ''أنا لا أخاف من أحد وأنا جزائري حر ماشي طايوان''. فندق القاهرة يطرد جزائريين بسبب العلم كشف ثلاثة مناصريين جزائريين قدموا إلى القاهرة لمناصرة المنتخب الجزائري، أن إدارة الفندق الذي يقيمون فيه وهو فندق ''القاهرة''، قد عملت على طردهم وإخراج أمتعتهم إلى الشارع بعدما قام الشباب بلباس قمصان ''فنلات'' العلم لوطني وخرجوا وهم حاملين الرايات الوطنية، وهو ما استفز حسب تصريح الشاب محمد توهامي، الذي أكد أن الفندق قام بطردهم شر طردة ورفض تعويضهم للمستحقات التي دفعوها للاقامة لأنهم حملوا الرايات الجزائرية، وقال الشاب أن الحادثة لم تؤثر عليه وأنه باق بالقاهرة لمناصرة المنتخب والعودة للجزائر سالما غانما ومعه تأشيرة جنوب إفريقيا.