الإنزال الجوي القوي الذي قام به الطيران الجزائري أخاف المصريين قامت ''النهار'' بجولة استطلاعية في معسكرات الشباب التي يقيم بها أنصار المنتخب الوطني الذين تنقلوا إلى السودان، للوقوفعلى ظروف الإيواء في تلك الشاليهات التي تتوفر حسب معاينتنا للمكان على كل المرافق الضرورية لإقامة مريحة، إضافة إلىالترحاب الكبير الذي لقوه من طرف السودانيين في وقت غاب فيه الأنصار المصريون عن شوارع العاصمة الخرطوم بسببتخوفاتهم من الأنصار الجزائريين الذين وصلوا بقوة إلى السودان. المصريون غائبون عن شوارع الخرطوم رغم أن العاصمة السودانية الخرطوم تتواجد بها جالية مصرية كبيرة تقدر ب45 ألف مصري مقيم، إلا أننا لم نلاحظ أي تواجدللمناصرين المصريين الذين غابوا عن السودان، خاصة بعد الإنزال الجوي القوي الذي قام به الطيران الجزائريبشوارعالخرطوم، حيث تلونت بألوان العلم الوطني وكأنها إحدى الولاياتالجزائرية ولعل الأمر أخاف المصريين لدرجة أنهم فضلواالبقاء بعيدين عن الأنضار. السفارة الجزائرية تصرّف ''الأورو'' بتسعين دينار فيما يبلغ سعر الأورو بالجزائر، سواء في البنوك أو السوق السوداء، أكثر من 120 دينار جزائري، تفاجأ عدد من الشبابالمشجعين للمنتخب الجزائري وهم يقومون بتبديل العملة الوطنية مقابل ''اليورو'' بصرف خيالي، حيث باعت السفارة اليوروالواحد مقابل 90 دينارا جزائريا، وهو ما استغربه الشاب حميد من الشراڤة الذي التقيناه بمقر مركز المعسكرات للشباب حيث يقيمالمناصرون الجزائريون، حيث قال الشاب حميد من بني مسوس أنه تحصل على مبلغ 50 يورو مقابل 4 ألاف دينار فقط، فيحين هذا المبلغ لا يعادل 30 يورو بالجزائر، وقال الشاب أن هذا المبلغ يمكن يكفيه للأكل والشرب حتى يوم المبارة. السودانيون يقدمون المال للجزائريين كشف لنا الكثير من المناصرين الذين التقيناهم بمقر السفارة والمخيم الشبابي أنهم تحصلوا على مبالغ مالية مهمة من طرفالمواطنين السودانيين الذين لم يتوانوا في تقديم مساعدات مالية للشباب الجزائريين، حيث قال إلياس أن سيدة ليبية مقيمة بالسودانقدمت له مبلغ 10 يورو بعدما أخبرها أنه جاء لمناصرة المنتخب دون أن يملك المال، وقال الياس ''أنا لم أقبل المبلغ لكن السيدةحلفت باليمين لأمسكه''، أما ''كريمو'' من الشراقة فقال أنه تقدم من البنك لإجراء الصرف بالعملة المحلية فقدم لهم مبلغ 80 ألفدينار جزائري فرفضوا استلامها لأنهم يتعاملون فقط بالعملة الصعبة في حين قدم له ثلاثة عمال 30 جنيها، أي عشرة لكل واحدمنهم. الاتصالات مجانية بالسفارة وقال لنا الشاب فيصل أنه عندما تقرب من السفارة الجزائرية للاستفسار عن التذاكر قدمت له السيدة هديل وهي سودانيةوسكرتيرة بالسفارة، هاتفها النقال للاتصال بأهله بالجزائر لإبلاغهم أنه بخير، وقال الشاب أن السفارة استقبلته جيدا وقدمت لهمبلغا من المال، كونه جاء ''ب زيرو'' دينار كما قال أن السفارة قدمت له الماء والعصير ولم تبخل عليه بشيء لدرجة انه قال أنهكان يظن نفسه في الحلم، فكيف للإدارة الجزائرية أن تقدم مثل هذه الخدمات وفي سبيل الله. الأكل مضمون من الشعب أكد العديد من الأنصار الجزائريين أنهم تحصلوا على الأكل والشرب مجانا من قبل بعض العائلات السودانية الكريمة والتي أكدتانها تناصر المنتخب الجزائري، حيث قدمت لهم الخبز وبعض الأكلات المحلية إلى جانب الجبن والعصير، وهي المبادرة التياستحسنها المناصرون وراحوا يغنون في شوارع الخرطوم ''السودان الرجالة.. السودان لفحولة'' في إشارة إلى حسن الاستقبالمقارنة بالمصريين الذين اعتدوا على المناصرين الجزائريين. الخرطوم غالية جدا و''الأورو طايح'' لم يكن الجزائريون يتوقعون أن الأسعار جد مرتفعة في أسواق الخرطوم كما لاحظناه، قال مراد وهو من ولاية البويرة أنالخروطوم غالية جدا وكأنها باريس أو روما، وقال أن اليورو لا يساوي شيئا ولا يقضي شيئا، وأكد أنه زار الكثير من العواصمالأوروربية ولم يلاحظ هدا الغلاء الفاحش خاصة في المحلات الراقية للعاصمة الخرطوم. رحلة الحصول على غرفة استاء الكثير من المناصريين الجزائريين من عدم توفر الفنادق بالعاصمة السودانية الخرطوم وأصبح الحصول على غرفة شبهمستحيل وهي الرحلة التي وصفها مزيان صيدلاني من العاصمة بالجحيم حيث قال أنه مجبر على المبيت في الشالي الذي لا يليقبمقامه، وقال أنه يملك المال لاستئجار أي غرفة مهما كان ثمنها لكن الرحلة التي قادته إلى العديد من الفنادق جعلته يعود أدراجهللمعسكر قائلا ''كتبلي ربي نبات هنا'' وأوضح أن الأمر يهون من أجل المونديال العلم الوطني يحدث طوارئ بالخرطوم تسببت الرايات الوطنية التي وزعتها السفارة الجزائرية حالة طوارئ بجانب الخرطوم، حيث احتشد جمع غفير أمام السفارةمطالبين بالحصول على علم الجزائر، حيث ظل العشرات من السودانيين أمام المدخل الرئيسي للسفارة لدرجة تدخل الشرطةلتفرقتهم غير أن السودانيين يصرون على الحصول على الراية التي أحرقها الأشقاء المصريون بأرضهم لكنها ستعرف التشريفبالخرطوم تحيا البشير.. والسودانيون مع الجزائر لم يتوقف المناصرون الجزئريون من الهتاف بالحياة للرئيس السوداني حسن عمر البشير، قائلين ''تحيا البشير''، ولكن السودانيينكانوا كلهم يردون عليهم ب''وان تو ثري فيفا لالجيري'' ويؤكدون أن الفوز سيكون للجزائر وأنهم سيغزون مدرجات الملعبلمناصر الشباب الجزائريين وإعادة الاعتبار للنشيد الوطني حيث سيغنون كلهم قسما كما قالت السيدة فاطمة حنة التي ربطتالراية الجزائرية على عنقها وقالت للشباب ''أهلا بكم في بيتي للعشاء والمبيت''.