في الوقت الذي كانت فيه قنوات العار الفضائية المصرية تبث صورا مفبركة وتنشر مزاعم واهية حول اعتداءات لم يرها غيرهم، استطاع مساء أمس معد حصة عالم الرياضة بقناة السودان الإعلامي رضا مصطفى الشيخ، أن يزيح الستار على أكاذيب وألاعيب الفضائيات المصرية، خاصة ما تعلق ببثهم لتلك الصورة التي تبين شباب يحملون خناجرا وسكاكين » مطاوي بالتعبير المصري « ونسبوها لجزائريين. والغريب في الأمر أن دعاة الفتنة في القنوات المصرية تارة يقولون بأن صورة هؤلاء الشباب مأخوذة من وسط الجمهور الجزائري في مدرجات الملعب، وتارة يقولون بأنهم بلطجية- جزائريين ينتظرون الجمهور المصري ويتوعدونهم خارج الملعب. لكن التمثيل المصري لم يرق إلى مستواه المعهود هذه المرة، وذلك ما أبرزه معد الحصة، الذي أظهر أن السماء في صور الفيديو المزعوم كانت تغطيها سحب كثيفة، وتظهر أشجارا، غير أن السماء في ذلك اليوم كانت صافية زرقاء واستدلت قناة السودان بنقل الصور أثناء المباراة، حيث كانت طائرة هيليكوبتر تجوب الأجواء السودانية وهي صافية زرقاء، إضافة إلى انعدام أي شجرة وسط الملعب. وعقب سكريتير الإتحاد السوداني وهو مراقب في الفيفا فإن الأنصار الجزائريين كلهم يلبسون أو يحملون ألوان المنتخب الجزائري عكس ما يظهر في هذه الصورة التي لم تبين أصل هؤلاء. وهي حجة دامغة أثبتت أن موقعة أم درمان لم تطح بالكرة المصرية فحسب، بل ألحقت العار بالتمثيل المصري الذي لم يتفطن لما يعرضه من مزاعم من خلال صور فيديو كانت بإحدى المواقع منذ أكثر من شهر. وواصلت الحصة تعريتها لحقيقة ما تعرضه فضائيات العار بمصر، عندما صرح أحد الإعلاميين السعوديين، الذي شجب على المباشر ما يصدر من القنوات المصرية معترفا بالنجاح الباهر لتنظيم هذه المباراة قبل وأثناء وبعد إجرائها. وفي الوقت الذي أصدر فيه اتحاد الكرة المصري بيانا يؤكد فيه رفع شكوى للفيفا تتضمن أيضا تقارير ومحاظر شرطة الخرطوم حول ما حصل من اعتداءات على المصريين، كان رضا مصطفى الشيخ، دائما على قناة السودان يحاور مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق محمد الحافظ، هذا الأخير فند كل الإدعاءات المصرية، وقال بالحرف الواحد:'' لقد طوقنا الملعب ب3 كتائب أمنية قبل وأثناء وبعد المباراة، ولا وجود لأي كان ما عدا قوات الأمن السودانية'' وأضاف ''لقد خرج المناصرون المصريون من البوابة الجنوبية للمعلب بمرافقة أمنية لا مثيل لها، وكانت كل طرقهم سالكة بإتجاه المطار، سفارتهم والنزل التي كانوا يقيمون بها، كما تم تأمين الوفد الذي كان يقوده جمال مبارك الذي نزل لزيارة لاعبي المنتخب المصري داخل الملعب وإلى غاية وصولهم إلى المطار، وقتها كان الفريق الجزائري بالملعب لأكثر من ساعتين يحتفل بالفوز رفقة الأنصار من على المدرجات'' أما بالشوارع فقد أكد الفريق محمد الحافظ، بأنه تم تجنيد أكثر من 250 دورية، كما يفند حسب ذات المتحدث- ما جاء على لسان الفنانين محمد فؤاد، ومحمد شاكر على قناة النيل من كونهم رفقة أكثر من 130 مواطنا مصريا كانوا محاصرين بأحد المناطق، حيث قال مدير شرطة السودان '' فور سماعنا لهذا الخبر تنقلت دوريتان إلى المكان المبلغ عنه، وقد أمرت بتوفير الإسعاف خشية أية إصابات، لكننا تفاجأنا فور وصولنا بالإسترخاء التام للفنانين ومن معهم ولا من مصاب ولا من محاصرة، وكانت دهشتهم لوصولنا وإكتشاف أمرهم، معللين بلاغهم بخوفهم من مشجعين جزائريين رأوهم بالطريق وهم يحتفلون بالإنتصار'' وأضاف الفريق محمد الحافظ:'' بأن مثل هذه الإدعاءات تعد بلاغا كاذبا وإزعاج للسلطات وهي جريمة في القانون المصري''. وبشأن محاصرة الجمهور الجزائري طائرات مصرية بمطار الخرطوم، فند الفريق محمد الحافظ كل هذ الإدعاءات وقال:'' المطار مؤمن في الظروف العادية، فما بالكم في مثل هذه الظروف، كما أن المطار هذه الأيام كان تحت السيطرة الأمنية والإعلامية، ولو تم إختراقه في الظروف العادية لتناقلت وسائل الإعلام ذلك وعبر كل القنوات العالمية، فما بالكم في يوم كهذا تتواجد فيه بالسودان ترسانة كبيرة من مختلف وأضخم وسائل الإعلام العالمية؟''