قصد تفادي تسجيل حالات نزيف حادة أو تعقيدات صحية الإجراء يهدف إلى تقليص حالات الوفاة في حال معاناة الطفل من مرض ما قررت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلزامية إخضاع كل الأطفال الذين يجرون عملية الختان لتحاليل قبلية تحسبا لإصابتهم بأمراض خطيرة على غرار الهيموفيليا. وحسبما أكده، أمس، الأخصائيون في أمراض الدم وعلاج الهيموفيليا، خلال دورة تكوينية لفائدة رجال الإعلام، بمناسبة اليوم العالمي للهيموفيليا، فإنه تحسبا لوقوع مضاعفات خطيرة للأطفال، تقرر عدم إجراء عمليات ختان لهم من دون خضوعهم مسبقا لتحليل الدم، لتفادي وقوع تعقيدات صحية خطيرة تمس الطفل. وحسب الأخصائيين، فإنه في حال ما كشفت التحاليل أن الطفل يعاني من داء «الهيموفيليا»، سيكون من الأفضل أن يتم ختانه بعد بلوغه سن الثانية، لاسيما وأن الكثير من العائلات تعمل على إجراء الختان بعد الولادة أو خلال الشهر الفضيل. وفي السياق ذاته، اعتمدت وزارة الصحة، إجراءات استثنائية، لفائدة المرضى المصابين بداء «الهيموفيليا»، من خلال التركيز على العلاج المنزلي لتجنب الآثار السلبية للمرض الذي يمكن أن يفضي إلى الإعاقة أو الوفاة. وفي هذا الشأن، أمرت الوزارة بضرورة إخضاع المرضى المصابين ب «الهيموفيليا»، في سن الثانية لبروتوكول العلاج المتمثل في حقن عوامل التخثر أو ما يسمى «بروكسيلاكسي»، لتفادي إصابتهم بالتهاب المفاصل، الذي غالبا ما يؤدي في حال تكرر النزيف الدموي إلى تلف الغضروف والإعاقة، وبالتالي العجز الكلي عن المشي. وشددت الوزارة على أنه لا يوجد أي علاج خاص بمرض تخثر الدم، بل كل التدخلات التي يخضع لها المرضى تدخل في إطار وقايتهم من الأخطار التي كانت قبل حوالي 30 سنة تحصد أرواح آلاف المرضى، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى أن عدد الوفيات كان يتجاوز 60 من المئة وقتها. ويتلقى مرضى «الهيموفيليا»، جرعات «عوامل تخثير الدم» لتجنب النزيف، مرتين أسبوعيا، بشكل دوري ومنتظم مدى الحياة، وهو العلاج الذي ينصح بالشروع فيه في سن مبكرة لا تتجاوز السنتين للمصابين ب «الهيموفيليا» الحادة، بعد أن يتم تكوين ملف طبي للمريض يتضمن بطاقة خاصة بأهم المعلومات، لاسيما نوع الهيموفيليا التي يعانونها، باعتبار أنّ المرض ينقسم إلى نوعين، وكذا مختلف التوجيهات التي لا بد من التقيد بها للتدخل في حالة النزيف الحاد، لحماية المصاب، خاصة الأطفال، أهمها تشجيعهم على التمدرس، لأن مرضى تخثر الدم لا يمكنهم مستقبلا العمل في مجالات شاقة تتطلب جهدا.