أنا شابة في مقتبل العمر ، منذ أن كنت طفلة وأنا أحلم بأن أصبح شخصية مهمة في المجتمع، وعلى هذا النحو بدأت أنظّم حياتي وأعمل على تحقيق أحلامي، وبالفعل اجتهدت في دراستي وتفانيت في متابعة دروسي، إلى أن أصبحت مضربا للمثل في التفوق والمواظبة، ولكن بعد أن أدركت 18 من عمري، تقدم لخطبتي ابن عمي فوافق والدي عليه دون استشارتي، بعدها أبلغني هذا الخبر على شكل قرار يجب أن أنفذه، مرفقا إياه بقرار آخر وهو ضرورة تركي للدراسة والمكوث في البيت، حينها كنت مقبلة على اجتياز امتحان الباكالوريا. هذان القراران سقطا على رأسي كالصاعقة، رغم هذا، حاولت أن أدافع عن أفكاري وأحلامي، ولكن والدي المتسلّط ردعني بقوة، وأخضعني لإرادته رغما عن أنفي. وقتها ضاقت بي الدنيا، ففقدت تماما القدرة على التفكير والتركيز، ودون وعي منّي، أمسكت شفرة الحلاقة وحاولت تمزيق شراييني أملا في تخويف والدي ودفعه إلى العدول عن فكرة تزويجي وإبقائي في البيت، ولكن هذه الخطوة باءت بالفشل، فتضاعف حجم حزني حتى قبعت في الفراش، وقتها اهتديت إلى فكرة سرقة أموال والدي حتى أجعله ينشغل بهمه وينسى الظلمات التي فرضها عليّ، وبالفعل فكرت في خطة لتنفيذ هذه السرقة ونجحت في هذه المهمة، ولكن المشكلة أنه بعد قيامي بهذه الخطوة انهار والدي، ومن شدة الصدمة أصيب بشلل نصفي، عندئذ ندمت على ما اقترفت، وأنا حائرة الآن كيف أتصرف وماذا أفعل حتى أعيد والدي إلى حالته الطبيعية، وأحرر نفسي من عذاب الضمير؟ أرجوك؛ أرشديني إلى الطريقة التي تنقذني من هذا العذاب. مروي من القالة الرد: لقد أخطأت خطأ فادحا، لما سعيت إلى معالجة الخطأ بخطأ أكبر منه، كان عليك أن تدافعي عن نفسك وعن أحلامك وأفكارك بطرق متحضرة، تليق بمستواك ومستوى فكرك بعيدا عن العشوائية، التي لا تؤدي إلا للطريق المسدود. صحيح أنك أخطأت لما استسلمت لأهواء ورغبات الشيطان، ولكن هذا لا يُخولك حق الاستسلام لليأس والقنوط، بل عليك أن تواجهي مشكلتك بحزم. من واجبك أن تتوبي إلى الله توبة نصوحا وتستغفريه وتطلبي منه العفو والسماح عن طريق الإكثار من الصلوات والدعاء بخشوع وتضرع، لكي يتوب عنك ويخفف عن والدك.من جهة أخرى، من الضروري جدا، أن تعيدي المال إلى مكانه، فلربما عندما يراه والدك يصطدم مرة أخرى وتعود أعضاؤه إلى حالها الطبيعي.. حاولي بكل جهدك أن تخدمي والدك وتتقربي منه وتدعي له.عزيزتي؛ توكلي على الله واتقيه وسيكون الفرج حليفك. إن شاء الله.