أكد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم اليوم الاحد بالجزائر العاصمة أن المؤتمر التاسع لحزبه "ليس مؤتمرا عاديا لأنه يتأتى بعد مرحلة جمع الشمل وتحقيق الوحدة بين مناضليه". وأوضح السيد بلخادم في كلمته الافتتاحية لاجتماع اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع للحزب أن هذا الاخير "ليس مؤتمرا عاديا بل مؤتمر يتسم بالأهمية القصوى باعتباره يتأتى بعد مرحلة جمع الشمل وتحقيق الوحدة ويؤسس لمرحلة جديدة ورؤى ومناهج وأساليب العمل التي يجب ألا تقتصر على الجانب النضالي بل عليها أن تقترن بروح المسؤولية التي تجعل مصلحة الحزب فوق كل المصالح الأخرى الذاتية أو الجهوية أو العشائرية". وبعد أن شدد الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير على ضرورة أن يكون الحزب "مع اللحظة حتى لا تسبقنا الاحداث أو تفاجئنا التطورات" ذكر بأن العمل الذي قامت به اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر القادم "سيعطي نقلة نوعية تنعكس ايجابيا على عملنا المستقبلي الذي يهدف بالدرجة الاولى الى توسيع القاعدة النضالية لتستقطب الشباب والنساء وكل الكفاءات والطاقات مما يحقق لحزبنا المزيد من الانتشار في الساحة الوطنية". وتجدر الاشارة في هذا الصدد إلى أن اللجنة الوطنية التي تم تنصيبها في جوان 2009 تعكف حاليا على دراسة ومناقشة واثراء مجموعة من النصوص والوثائق تبنتها سبع لجان فرعية لتعرض لاحقا على الهيئة التنفيذية للحزب وعلى مجلسه الوطني. وستعرض هذه الوثائق والنصوص أيضا على القواعد النضالية للحزب من خلال المؤتمرات الجهوية بغرض إبداء الرأي فيها لتقدم بصيغتها النهائية على المؤتمر التاسع. هذا ولم يفت السيد بلخادم فرصة هذا اللقاء لينوه بحزبه "القوي بتاريخه و المتمكن بمناضليه و المتمسك بمرجعيته" قائلا بالمناسبة "بأننا عندما ندرس نصوصه ووثائقه الاساسية انما نريد أن يكون في المستوى الذي يسبق فيه التطورات دون الوقوع في التحجر والجمود ودون أن يتخلى عن ثوابته وأن يكون متجاوبا مع طموحات وآمال الجماهير". وأضاف في هذا السياق أن تمسك الحزب بإعطاء التصور الاديولوجي لمرجعيته الفكرية والاعتباربالثوابت "ليس هدفا بقدر ما أردناه أن يكون القناعات التي يجب أن يتسلح بها كل المناضلون والاطارات والمنتخبون حتى يكون حزبنا أكثر وضوحا وهو يمارس العمل السياسي وقادرا أن يساهم في عملية التنمية الوطنية بفعالية أكبر من منطلق أنه داعمة لتحقيق برنامج رئيس الجمهورية". ومن هذا المنطلق فان حزب جبهة التحرير الوطني بالنسبة للامين العام لهيئته التنفيذية "هو حزب عملاق بتاريخه وتراثه وخزان باطاراته وبمرجعيته وبرنامجه وأهدافه وهو ما يعطي التميز له ليقدم نموذجا للعمل الحزبي المتطور والمسؤول الذي ينسق للديمقراطية ويجسد ضوابط النزاهة والالتزام في اختياره لهياكله عبر مختلف المستويات". واستحضر السيد بلخادم من جهة أخرى خلال هذا الاجتماع تضحيات الشعب الجزائري وكفاحه من أجل نيل حريته بمناسبة مرور الذكرى ال55 لاندلاع الثورة التحريرية حيث جدد بالمناسبة تمسك حزب جبهة التحرير الوطني بضرورة اعتذار فرنسا للشعب الجزائري على كل جرائمها الاستعمارية في الجزائر. يذكر أن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع للحزب المقرر تنظيمه خلال الثلاثي الاول من سنة 2010 التي يرأسها الامين العام للهيئة التنفيذية تتشكل من أعضاء هذه الهيئة و كذا من أمناء المحافظات ومنتخبيها على مستوى اللجان الولائية اضافة الى أعضاء المجلس الوطني للحزب وأعضاء البرلمان بغرفتيه. وتضمن برنامج التحضير للمؤتمر التاسع الوقوف على واقع الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وآفاق تطويرها اضافة الى مواضيع أخرى تتعلق بمستجدات الساحات الاقليمية والجهوية والوطنية.