أوضح أمس الأمين العام للهيئة التنفيذية لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم أنه يريد من الأفلان أن يكون حزبا يسبق التطورات دون الوقوع في التحجر أو التخلي عن المبادئ التي بني عليها، خاصة وأنه حزب عملاق بتاريخه و ليس مجرد تشكيلة سياسية تأسست إثر اعتماد من وزارة الداخلية، مجددا في الوقت ذاته مطالبة فرنسا بتقديم الاعتذار وتعويض الجزائريين عما لحقهم من جرائم ارتكبت في حقهم . وقال بلخادم في كلمته الافتتاحية لاجتماع اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التاسع للأفلان إن هذا الأخير ''ليس مؤتمرا عاديا بل مؤتمر يتسم بالأهمية القصوى باعتباره يتأتى بعد مرحلة جمع الشمل وتحقيق الوحدة، ويؤسس لمرحلة جديدة ورؤى ومناهج وأساليب العمل التي يجب ألا تقتصر على الجانب النضالي بل عليها أن تقترن بروح المسؤولية التي تجعل مصلحة الحزب فوق كل المصالح الأخرى الذاتية أو الجهوية أو العشائرية''، مضيفا أنه يجب على حزب بمثل كتلته السياسية أن يكون ''مع اللحظة حتى لا تسبقنا الأحداث أو تفاجئنا التطورات'' . وبيّن أمين عام الآفلان أن هذا الأخير ''قوي بتاريخه ومتمكن بمناضليه ومتمسك بمرجعيته''، كونه ليس حزبا كبقية الأحزاب الأخرى، فهو حزب ''عملاق'' لم يأت بمجرد ''اعتماد من وزارة الداخلية''، إنما له تاريخه وبرنامجه الذي يميزه ليكون حزبا يرسخ للديمقراطية ويدعم مبادئ النزاهة والالتزام، على حد ما جاء على لسان بلخادم الذي أردف بالقول ''بأننا عندما ندرس نصوصه (الحزب) ووثائقه الأساسية إنما نريد أن يكون في المستوى الذي يسبق فيه التطورات دون الوقوع في التحجر والجمود ودون أن يتخلى عن ثوابته وأن يكون متجاوبا مع طموحات وآمال الجماهير''. وحرص بلخادم على التوضيح أن تمسك الحزب بإعطاء التصور الإيديولوجي لمرجعيته الفكرية والاعتبار بالثوابت ''ليس هدفا بقدر ما أردناه أن يكون القناعات التي يجب أن يتسلح بها كل المناضلون والإطارات والمنتخبون حتى يكون حزبنا أكثر وضوحا وهو يمارس العمل السياسي وقادرا أن يساهم في عملية التنمية الوطنية بفعالية أكبر من منطلق أنه داعمة لتحقيق برنامج رئيس الجمهورية''. ويرى الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أن العمل الذي قامت به اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر القادم ''سيعطي نقلة نوعية تنعكس ايجابيا على عملنا المستقبلي الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى توسيع القاعدة النضالية لتستقطب الشباب والنساء وكل الكفاءات والطاقات مما يحقق لحزبنا المزيد من الانتشار في الساحة الوطنية''. ولم يفوت بلخادم تواجد مناضليه ليستحضر مسيرة كفاح الشعب الجزائري ضد الاستعمار لنيل حريته، مطالبا في هذا الإطار الدولة الفرنسية بتقديم اعتذارها الرسمي للجزائريين، وتعويضهم عما سببته لهم من آلام بفعل جرائمها الشنعاء، كما انتقد في الأصوات الفرنسية التي تحاول أن تعطي مصداقية للاحتلال، في إشارة منه إلى قانون 23 فيفري 2005 الذي يمجد الاستعمار، حيث قال إن حقيقة الاستعمار هي أنه قد قام بتجريد شعب بأكمله من هويته وحقوقه. وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن اللجنة الوطنية التي تم تنصيبها في جوان 2009 عكفت صبيحة أمس على دراسة ومناقشة وإثراء مجموعة من النصوص والوثائق تبنتها سبع لجان فرعية، والتي عرضت مساء أمس على الهيئة التنفيذية للحزب، وستعرض اليوم على المجلس الوطني، لتعرض بعد ذلك على القواعد النضالية للحزب من خلال المؤتمرات الجهوية بغرض إبداء الرأي فيها لتقدم بصيغتها النهائية على المؤتمر التاسع.