تخللت سنة 2009 احداث كثيرة شهدتها منطقة غرب افريقيا حيث سجل "تقدم ملحوظ" في مجال الدمقرطة بالرغم من ارجاء اخر للرئاسيات في كوت ديفوارحسبما تمت ملاحظته على مستوى منظمة الاممالمتحدة مع التاسف العميق لاستمرار الازمة السياسية في غينيا. و اشار الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة في غرب افريقيا الجزائري سعيد جينيت الى ان منطقة غرب افريقيا شبه الاقليم يزخربطاقات اقتصادية و ديمغرافية هائلة تقدرة بنحو 270 مليون نسمة في 15 دولة يضمها هذا الفضاء الجغرافي تمكنت بالرغم من الصعوبات بقطع أشواط هامة لا سيما في مجال دمقرطة دولة القانون و تعزيزها. و يتعلق الامر في هذا الاطار بالانتخابات "الحرة و الشفافة" المنظمة و الحكومات المنصبة بشكل سلمي في السلطة على التوالي في كل من غينيا بيساو و في موريتانيا بفضل التسيير السلمي للنزاعات المدعم من قبل منظمتي الاممالمتحدة و الاتحاد الافريقي. و علاوة على الانتخابات الرئاسية الديمقراطية المنظمة ايضا في غانا التي ذكرت كمثال "لحرية التعبير" و التي اشاد بها المجتمع الدولي تمت مباشرة مسارات اخرى خلال سنة 2009 للتكفل بالانشغالات المتعلقة بمسائل السلم و الامن لا سيما التمرد المسلح الذي استفحل في بعض دول الساحل على غرار المالي و النيجر حيث توجت الجهود المبذولة "بنتائج ايجابية". و لا تزال هذه المنطقة من القارة السوداء المعروفة باسهامها الفعال في عمليات حفظ السلم في افريقيا تحت راية المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا في انتظار تنظيم انتخابات رئاسية في كوت ديفوار المرتقبة في 2010 بعد الارجاءات المتعددة التي شهدتها. و قال السيد جينيت ان "الانتخابات في كوت ديفوار قد اجلت لكن هناك جهود مبذولة بغية التوصل الى توافق سريع لتحديد تاريخ جديد لها. و اننا نامل بقوة في ان يتم تنظيمها قريبا. و لكن يجب التاكد من ان هذه الانتخابات ستساهم في طي صفحة الشقاق في هذا البلد بشكل نهائي. و اننا نعتقد ان الظروف مهياة الان لاجراء الاقتراع خلال فصل الربيع". و مع ذلك فان العوامل الايجابية التي تدعو الى التفاؤل المسجلة في هذه المنطقة خلال هذه السنة المنتهية اضعفها الوضع السائد في جمهورية غينيا التي حكمتها طغمة عسكرية خلال سنة 2009 اثر انقلاب على الحكم وصف "بالمنافي للدستور" زاد من تعقيده "الانتهاكات الصارخة" لحقوق الانسان لا سيما لدى قمع تجمع للمعارضة في 28 سبتمبر الماضي اودى بحياة ما يزيد عن 150 شخصا و تسبب في المئات من الجرحى. واضاف نفس المصدر يقول "انها صفحة قاتمة بالنسبة للمنطقة خلال هذه السنة" بحيث وصفت مؤخرا لجنة التحقيق الدولية التي عينها الامين العام الاممي اعمال العنف و انتهاكات حقوق الانسان هذه بانها "جرائم ضد الانسانية". وحتى لا تترك غينيا في وضع ينذر بمستقبل غامض تبذل حاليا جهود بالتنسيق مع الاتحاد الافريقي و منظمة الاممالمتحدة و المجموعة الدولية لايجاد حل سلمي للازمة التي يواجهها هذا البلد منذ رحيل رئيسه لانزانا كونتي. وتجدر الاشارة ايضا في حصيلة هذه السنة التي توشك على الانتهاء الى الوضع في النيجر. ويجري حاليا حوار بين النيجريين اطلق في نيامي تحت اشراف المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية حول عهدة الرئيس مامادو تانجا وتحضير الانتخابات في الطوغو و كذا مسار التسوية السلمية الجاري للنزاع الحدودي القائم بين بوركينا فاسو و البنين و كذا تدعيم جهود التنمية في ليبيريا بدعم من منظمة الامم المتحدة. وعلاوة على الاحداث السياسية عرفت منطقة افريقيا الغربية توجهات للاسف سلبية نوعا ما جعلت منها منطقة ضعيفة. كما ابرزت حصيلة سنة 2009 "الخطر الذي يهدد استقرار و امن منطقة افريقيا الغربية و المتثمل في الجريمة المنظمة خاصة افة تهريب المخدرات التي هي محل اهتمام متواصل من طرف المنظمات الدولية و الاقليمية. كما شهدت المنطقة فيضانات خلال السداسي الثاني من سنة 2009 بحيث وصفت ب"الماساة الانسانية" التي مست 80 الف شخص على الاقل واودت بحياة عدد كبير منهم في البلدان المتضررة. وكرد فعل منه لفت السيد جينيت الانتباه الى " البعد الانساني للتغيرات المناخية واثرها على الامن البشري و حقوق الانسان في منطقة افريقيا الغربية" .