دعا الدبلوماسي الجزائري سعيد جنيت بصفته ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا، بلدان الاتحاد الإفريقي إلى التركيز على تعزيز برامج التنمية إذا ما أرادت تجسيد شعار »2010 سنة للسلم والأمن«، مشدّدا على أهمية التحوّل الديمقراطي السلمي، وبالرغم من اعترافه بصعوبة مهمته في المنطقة التي كلّف بمتابعتها إلا أنه بدا متفائلا في الوصول إلى إعادة الاستقرار بشكل نهائي في كل من كوت ديفوار وغينيا وكذا ليبيريا والطوغو. قال سعيد جنيت الذي كان يتحدّث في تصريح للصحفيين الجزائريين بمقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية »أديس أبابا«، إن المشاكل السياسية والاضطرابات الاجتماعية التي تعرفها عدد من دول منطقة غرب إفريقيا، تعود بالأساس إلى غياب آفاق التنمية هناك مما ساهم، حسبه، بشكل مباشرة في تأزيم الوضع، وأوضح المتحدث في المقابل أن الاستقرار الحاصل حاليا يبقى هشا بالنظر إلى أن »التقدّم الذي حققناه لا بدّ أن يتدعم بإجراءات تكميلية تخصّ التنمية..«، كما شدّد على ضرورة إحداث تغييرات دستورية تستجيب لتطلعات الشعوب، مبديا تخوّفه من أن تعذي عوامل مثل الفقر وطبيعة أنظمة الحكم غير الديمقراطي في إشعال شرارة النزاعات الداخلية من جديد. إلى ذلك أورد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا أنه بإمكان التغييرات المناخية وكذا تزايد انتشار ظاهرة الاتجار بالمخدرات، مثلما هو الحال في غينيا، إلى جانب تنامي الجريمة المنظمة »أن تكون لها انعكاسات سلبية على هذه المنطقة«، ولذلك فقد أشار جنيت إلى أن المنظمة الأممية »ستساهم بقوة وتعمل كل ما في وسعها من أجل تجسيد 2010 سنة للسلم والأمن كما يريدها كل الأفارقة«، حيث ذكّر هنا بالمؤتمر الدولي المقرّر شهر سبتمبر المقبل بنيويورك والمتعلقة بالتنمية في الألفية، مشيرا إلى أنه يجب استغلال كل الفرص المتاحة من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في كل مناطق القارة. كما أفاد الدبلوماسي الجزائري في ردّه على سؤال بخصوص تقييمه للوضع في منطقة غرب إفريقيا، أن الأمور مستقرة في الوقت الراهن، لكنه أشار من جهة أخرى إلى أن هذه المنطقة بحاجة إلى خطوات إضافية لاستكمال المكاسب التي تحقّقت حتى الآن، وذكر على سبيل المثال ما هو جار الآن في كوت ديفوار التي ينتظر أن تجرى بها انتخابات رئاسية، ولم يخف جنيت انشغاله فيما يتعلق بهذا البلد خاصة وأن الانتخابات كانت تتأجّل منذ العام 2005، وبالتالي فإنه لا يرى خيارا آخر أمام الإيفواريين سوى الإسراع في تنظيم هذا الاستحقاق في أقرب وقت ممكن، وإذا كان محدّثنا قد رفض التسليم بأن هذه الانتخابات ستجرى فعلا بين نهاسة فيفري أو شهر ماس المقبل فإنه توقع بشكل عام أن تكون 2010 سنة للسلم في هذا البلد. وعلى صعيد آخر بدا سعيد جنيت أكثر تفاؤلا عندما تحدّث عن مستقبل غينيا من خلال التزام كل الأطراف ب »اتفاق واغادوغو«، وهو الموقف ذاته الذي أبداه بشأن الوضع في الطوغو الذي قال إنه بصدد التحضير لإجراء انتخابات رئاسية نهاية شهر فيفري الجاري، وهي انتخابات وصفها ب »الحاسمة«، قبل أن يوضّح بأنه سيكون هناك لمتابعة هذا الاستحقاق الانتخابي، قائلا: »سنسعى من أجل أن تكون هذه الانتخابات سلمية وديمقراطية بما يسمح للظوغوليين بتحقيق الاستقرار السياسي الذي يأملون فيه«. وبناء على كل هذه المعطيات فإن الدبلوماسي الجزائري ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا، لم يتوان في التأكيد أن كل المؤشرات عطي الانطباع بأن السنة الحالية ستشهد تحقيق إنجازات كبيرة على الصعيد السياسي في هذه المنطقة بالذات من القارة الإفريقية، خصوصا وأن المتحدّث أشار من موقعه الدبلوماسي إلى أن الهيئة الأممية تضع إفريقيا في مقدّمة انشغالاتها وتبحث دائما عن حلول للمشاكل التي تواجهها، دون أن يغفل الحديث عن دور الجزائر في نقل وحدات قوات الاتحاد الإفريقي »ميسوم« إلى الصومال رغم خطورة الوضع هناك، وهو ما دفع بها إلى توجيه الدعوة إلى بلدان الاتحاد من أجل المساهمة، هي الأخرى، بشكل فعّال في مسارات حلّ بؤر التوتّر خاصة في غرب إفريقيا.