حل بولاية الوادي أمس ، عبر المعبر الحدودي الرسمي ببلدية الطالب العربي، أمير سعودي رفقة عدد من أعضاء الأسرة الحاكمة في المملكة في رحلة صيد للطيور في صحراء المنطقة. وكان والي الولاية في مقدمة مستقبلي الوفد السعودي الرفيع في زيارته غير الرسمية للجزائر بالنقطة الحدودية ببوعروة، قادمين من تونس برا في وفد يضم 250 مركبة وتعداده 1000 نفر من الخدم والحشم. وقد توجه الوفد السعودي مباشرة بعد وصوله إلى صحراء منطقة أم الطيور، بإقليم وادي ريغ الغنية بالطيور التي يبحث عنها الخليجيون وفي مقدمتها طائر الحبار الذي يزيد من القدرة الجنسية للرجال. وقد ضمنت السلطات المحلية بالوادي تعزيزات أمنية مرافقة للوفد الذي يقيم الخيم بصحراء وادي ريغ في رحلة الشتاء التي تستغرق حيزا متسعا من الوقت. وبغض النظر عن الطبيعة القانونية لنشاط صيد هذه الطيور التي تصنفها الحكومة من الطيور النادرة المحمية، فإن توافد الخليجيين إلى الجزائر، يعكس ما لا يدع مجالا للشك، حالة الاستقرار الأمني الذي تعيشه الصحراء بشكل خاص والجزائر عموما، حيث انقطعت هذه الوفود فترة من الزمن عقب تعرض أحد الأمراء السعوديين قبل سنوات لحادث إرهابي بمنطقة البيض. استقرار لم يأت اعتباطا، بل نتيجة حتمية لمشروع المصالحة الوطنية من جهة، وتكاثف الجهود الأمنية وبرامج الإنعاش والتنمية الشاملة التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة، ما يسمح بإعادة بريقها السياحي، خاصة أن هذه الوفود وإن كانت تجلب معها اليد العاملة من تونس، فإن تواجدها من شأنه أن يضفي إنعاشا تجاريا، خاصة لدى البدو الرحل الذين يسوقون المواشي يستهلك هؤلاء لحومها، ناهيك عن الإستعانة بخبراء الصحراء وتأجير مركبات دفع رباعي.