قرر أعضاء المجلس الأوروبي فتح تحقيق حول تأثير شركات الأدوية في الحملة التي تقودها المنظمة العالمية للصحة، ترويجا للقاح أنفلونزا الخنازير، خاصة في الشق المتعلق بمدى تأثير شركات صناعة الأدوية في منظمة الصحة العالمية، وقد صادقت لجنة الصحة بالبرلمان بالإجماع على قرار التحقيق، واعتبر البرلمان الأوروبي المبادرة بمثابة عملية طال انتظارها من أجل ضمان شفافية ''المثلث الذهبي'' المنظمة العالمية للصحة، وكذا الباحثين الجامعيين الذين سببوا خسارات دائمة في حياة مئات الأشخاص وأوصلوهم إلى الموت. وقد قدم اقتراح التحقيق البرلماني الدكتور ''وولفغانغ وودارغ''، وهو عضو سابق في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني ''البوندستاغ''، ويشغل حاليا منصب رئيس لجنة البرلمان الأوروبي للصحة، وهو مختص في علم الأوبئة الطبية وأمراض الرئة، والطب البيئي، حيث أكد في قراره أن الحملة التي تقودها المنظمة العالمية للصحة حيال وباء أنفلونزا الخنازير تعتبر واحدة من أكبر الفضائح في الطب. نص القرار المصادق عليه من قبل البرلمان، جاء فيه أن الحملة الحالية التي تقودها شركات الأدوية بغرض الترويج لبراءة اختراع الأدوية واللقاحات ضد الأنفلونزا، تعمل حاليا على التأثير في الباحثين والأعوان الرسميين، والمسؤولين في الصحة، من أجل تخويف المسؤولين في الدول والحكومات، وجعلهم يصرفون الأموال والإنفاق بكثرة للحصول على موارد صحية ووضع استراتيجيات لقاح غير منظمة، وهو ما من شأنه تعريض حياة ملايين البشر الأصحاء للخطر، ولأعراض جانبية لا يمكن تقييمها، وأشار تقرير البرلمان الأوروبي في هذا الشأن إلى الحملة التي قادتها شركات الأدوية سنة 2005 حول أنفلونزا الخنازير، حيث تسببت في الكثير من الضرر ليس فقط للمرضى الذين تم تلقيحهم وميزانيات الصحة العمومية، وإنما في مصداقية ومسؤولية وكالات الصحة العالمية الهامة. فيروس ''أيتش 1 آن 1'' ... قضية وباءٍ كاذبة وأفاد القرار أن لجنة التحقيق البرلمانية سوف تنظر في قضية ''الوباء كاذبة''، التي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية في جوان 2009، بناء على نصيحة لجنة من الخبراء الأكاديميين، الذين وثقوا العلاقات المالية مع الشركات العملاقة، مثل شركة غلاكسو سميث كلاين، روش ونوفارتس، التي استفادت من إنتاج الأدوية ولقاحات ''آيتش 1 آن 1'' التي لم تخضع للاختبار، وأشار إلى أن الخبراء سيقومون بدراسة تأثير الصناعة الصيدلانية في خلق حملة عالمية لمكافحة ما يسمى أنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير، حيث ستبدأ عملية التحقيق بصفة عاجلة، من أجل تحديد الاجتماع العام للبرلمان الأوروبي فيما بعد. وقد انتقد الدكتور » وودارغ « في بيان رسمي للجنة، تأثير صناعة المستحضرات الصيدلانية على الخبراء ومسؤولي منظمة الصحة العالمية، مشيرا إلى أن الحالة أدت لخضوع الملايين من الأشخاص الأصحاء للتلقيح الذي جرب حسبه على نحو سيء وتعريضهم لمخاطر لا لزوم لها، ضد أنفلونزا تعد أقل خطرا مقارنة بسلالات فيروس أنفلونزا السابقة. وشرح الدكتور ضرورة التحقيق حول دور المنظمة العالمية للصحة وإعلانها حالة الطوارئ لهذا الوباء شهر جوان2009 ، خاصة وأنه ولأول مرة يتم تعديل معايير منظمة الصحة العالمية حول حدوث وباء وذلك شهر أفريل 2009، بعد تسجيل حالات للإصابة في المكسيك، وأشار الدكتور في هذا الشأن، أن المنظمة لم تحدد الخطر الحقيقي للوباء، وإنما استغلت العدد الكبير للحالات المصابة لإعلان حدوث المرض، أين تم إجبار الدول على تنفيذ خطط مواجهة الوباء، وشراء لقاحات ضد مرض أنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن ذلك تم لأن المنظمة الصحة العالمية لا تخضع لأية رقابة برلمانية، وشدد وودارغ، على ضرورة إصرار الحكومات على تحميل المنظمة المسؤولية، وإخضاع معهد بول إيرليك ومعهد روبرت كوخ، باعتبارهما المنظمتين الرئيسيتين اللتين قامتا بإصدار مبادئ توجيهية بشأن هذا الوباء بألمانيا للتحقيق.