عشرات المنكوبين.. ومواطنون قضوا ليلة رعب خوفا من وقوع كارثة شهدت مناطق واسعة بولايات الوسط والغرب، ليلة أول أمس إلى غاية صبيحة أمس السبت، حالة من الترقب والخوف والهلع، بعد الأمطار الطوفانية التي ضربتها وراح ضحيتها عشرات العائلات التي تقطن على ضفاف الوديان، إلى جانب بعض الفلاحين. ففي عين الدفلى، قضى، أول أمس، سكان عدد من البلديات الواقعة شرق إقليم الولاية، ليلة بيضاء، جراء الاضطرابات الجوية التي شهدتها المنطقة والتي تجاوزت كميات التساقط خلالها 30 مم، على غرار مليانة والخميس وجندل وبرج الأمير خالد وغيرها، فيما سجلت الجهات المختصة حوالي 15 مم بالجهات الواقعة غرب الولاية. وأفاد مواطنون من بلدية برج الأمير خالد في تصريح ل«النهار»، بأن عددا من الأودية كوادي «ماسين» العابر وسط المدينة و«الحمري» ووادي «المعصر» عرفت فيضانات عارمة، حيث امتلأت عن آخرها بفعل التساقط وجرفت المياه المتدفقة من خلالها عددا من رؤوس الأغنام. كما هددت السيول العديد من المساكن الواقعة على طول جوانب الأودية على مسافة كيلومترات عديدة، مما أحدث هلعا كبيرا وسط سكان عدة أحياء، الذين غمرت المياه مساكنهم واضطرتهم السيول إلى المبيت في العراء تحت الرعود والمطر، على غرار حي الشهيد «سعيد حمديد» وحي «بوزاف» وسكان المحلات التجارية على حافة الوادي عند مخرج المدينة وكذا سكان القرية. وهي الوضعية نفسها التي عاشها سكان عدد من أحياء بلدية جندل بسبب فيضان الوادي العابر وسط المدينة، في مشهد اعتاد عليه سكان حي «الدردارة» ومن جاورهم، الذين جددوا شكواهم من الوضع، راجين من السلطات التدخل لإنقاذهم من كارثة قد تحدث مع قدوم الشتاء. من جهة أخرى، اشتكى سكان بلدية عين الأشياخ وكذا بلدية بئر ولد خليفة الذين غمرت مياه الأمطار بيوتهم، إلى جانب مواطنين من مدينة خميس مليانة، مثلما هو الحال بالنسبة لسكان أحياء «بوطان» و«الصوامع». واستغاث العديد من سكان المناطق النائية خاصة القاطنون بالمنحدرات وبجانب الأودية الذين غرقت مساكنهم بعد أن غمرتها مياه الأمطار، حيث أثار المشتكون بمعظم المناطق المتضررة قضية انعدام قنوات صرف مياه المطر وانسداد بالوعات الصرف عبر شوارع وأزقة العديد من البلديات. ورغم تأكيد مصدر من الحماية المدنية على انعدام خسائر بشرية خلال الاضطراب الجوي الذي عرفته الولاية، ليلة أول أمس، إلا أن شكاوى العديد من المواطنين كشفت وجود خسائر كبيرة لحقت بمساكنهم وعتادهم جراء مياه السيول والفيضانات، راجين من السلطات التدخل في كل من بلديات برح الأمير خالد وعين الأشياخ وجندل خميس مليانة وغيرها. رياح وعواصف تقتلع أسقف المنازل في تيارت وفي تيارت، أدت الرياح القوية التي سجلت بالمنطقة والتي كانت مرفوقة بأمطار غزيرة، إلى تسجيل خسائر معتبرة بمناطق عديدة خصوصا منها المواقع الفلاحية المنتشرة بريف منطقة ياط ببلدية توسنينة، حيث أدت إلى نزع أسقف العديد من الإسطبلات التي يخصصها الفلاحون لمواشيهم. كما أدت إلى انهيارات بالمساكن، حيث فرضت على بعض العائلات المبيت في العراء جراء الرياح القوية التي انتزعت أسقف منازلهم وقطعت الكهرباء عنهم، كما لم تتدخل شركة سونلغاز لإعادة التيار الكهربائي لهذه المناطق. من جانب آخر، صعّبت سيول الأمطار من حركة بعض الطرق، خاصة تلك المؤدية إلى بلدية توسنينة بتيارت، وذلك راجع إلى أن موقع هذه البلدية متاخم للعديد من الأودية التي تحيط بالبلدية، من أهمها وادي مينا الذي يشكل خطورة على سكان المنطقة في مثل هذه الاضطرابات المناخية. انقطاع الكهرباء في عدة بلديات والسيول تغلق طريقا وطنيا 5 ساعات في غليزان أما في ولاية غليزان، فقد تسببت الأمطار المتهاطلة على المنطقة، خلال 24 ساعة الماضية، في قطع الطريق الوطني رقم 4 بالمخرج الغربي لبلدية وادي الجمعة، بعدما ارتفع منسوب وادي بن فهد الذي يمر وسط حقول البرتقال، واضطرت السلطات المحلية المدنية والأمنية إلى توقيف حركة المرور بهذا الطريق الوطني لأكثر من 5 ساعات، باذن من رئيس دائرة الحمادنة، الذي تم الاتصال به عند منتصف الليل. حيث تحركت أجهزة الأمن والبلدية وقامت بغلق الطريق في حدود الواحدة ليلا، مع تحويل حركة المرور إلى الطريق السيار شرق غرب، تفاديا لوقوع حوادث أو خسائر مادية وبشرية. وهو الوضع الذي أرغم السائقين القادمين من عاصمة الولاية غليزان عبر الطريق الوطني رقم 4 أو المتوجهين إليها إلى العودة إلى بلدية الحمادنة وكذا بلدية بلعسل في الجهة الأخرى للعبور إلى وجهتهم عبر الطريق السيار. وقد استمر الحال حتى السادسة من صباح أمس السبت، أين عادت الحركة إلى حالتها الطبيعية بعد تراجع منسوب هذا الوادي، وتوقف الأمطار التي كانت مصحوبة بالبرق والرعد والرياح، والتي تسببت في غرق الشوارع والأزقة بالأوحال والتربة، إثر انسداد البالوعات في العديد من بلديات الولاية، بالإضافة إلى تسرب مياه الأمطار إلى المنازل القديمة وجدران المساكن الهشة. أين سجلت مصالح الحماية المدنية 20 تدخلا إثر نداءات لمواطنين عاشوا القلق والخوف جراء هذا التهاطل الشديد للأمطار. وفي الجهة الجنوبية الشرقية لغليزان، تسبب الوضع الجوي في انقطاع التيار الكهربائي عن سكان بلدية الونشريس، مما أرغم الجميع على العودة إلى زمن الشموع، بعد تأخر عملية إصلاح الأعطاب لعدم وجود فرقة تدخل، رغم وعود المسؤولين المتعاقبين على هذه المؤسسة. أمطار طوفانية تغرق 30 مسكنا في سيدي بلعباس وفي سيدي بلعباس، خلفت الأمطار الغزيرة المتساقطة، خلال 48 ساعة الأخيرة، على مختلف أنحاء الولاية وفاة المدعو «ر.م» البالغ من العمر 48 سنة، إثر انقلاب جراره بقرية الدلاهيم التابعة لبلدية سيدي حمادوش، حيث تم تحويل جثته إلى مصلحة الطب الشرعي بالمركز الاستشفائي «عبد القادر حساني». كما تسببت الأمطار الطوفانية في حادث مرور أليم بالطريق الوطني رقم 13 ببلدية العمارنة، مما خلف جريحين يبلغان على التوالي 26 و38 سنة في حالة خطيرة، بعد اصطدام سيارتين من نوع «بيجو 301» و«بيجو 206»، ليتم تحويلهما على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج. كما سجلت مصالح الحماية المدنية، إثر التقلبات الجوية الأخيرة التي شهدتها الولاية، 30 تدخلا تمثلت خاصة في عمليات امتصاص مياه الأمطار الطوفانية من داخل عدد من المساكن عبر بلديات تلاغ ورأس الماء ومولاي سليسن وبوخنفيس وسيدي علي بن يوب والعمارنة وزروالة وسيدي حمادوش وسيدي ابراهيم، إلى جانب تدخل فرق الحماية المدنية في عملية سحب سيارة عند مدخل نفق بن حمودة، بعدما جرفتها المياه. الطوفان يحاصر ويعزل عائلات في 3 بلديات بتيسمسيلت وفي تيسمسيلت، تسببت الأمطار الطوفانية المتساقطة، ليلة أمس الأول، على إقليم بلديات لرجام وبني لحسن وسيدي سليمان في فيضان الوديان المجاورة، بعدما اجتاحت قنوات الجسور المؤدية إلى الدواوير والقرى المعزولة، والتي وصفها السكان بأنها جسور غير مبنية على أسس ومعايير وطنية، نظرا لصغر حجمها، وهو ما لا يسمح بتصريف المياه على غرار دوار العكاريف ببلدية بني لحسن ودوار أولاد عائشة بلرجام ودوار القنانشة والسعايد ببلدية سيدي سليمان. أين تدخلت مصالح الحماية المدنية والسلطات المحلية من أجل فك العزلة عن مواطني هذه المناطق الريفية الذين عزلتهم مياه الوديان وتسببت لهم في خسائر مادية. وحسب مصادرنا، فإن العشرات من العائلات قضت ليلة بيضاء، بعد أن غمرت مياه الوديان المنازل السكنية وتحطم العديد من الجسور، في حين لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية ما عدا بعض الخسائر المادية. كما أدت الأمطار الطوفانية إلى قطع العديد من الطرق المحلية المؤدية إلى البلديات وكذا الطريق الوطين رقم 19 المؤدي إلى ولاية الشلف في شقه الرابط بين لرجام وبرج بونعامة، بعد فيضان واد لرجام. قبل تمكن السلطات المحلية من السيطرة على الوضع ووضع كامل الوحدات الخاصة بالحماية المدنية في حالة تأهب قصوى، تحسبا لأي رعود وأمطار مفاجئة.